facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العرب ما بينْ العلمانية و الدين


فيصل سلايطة
30-12-2021 06:04 PM

لا يزال مصطلح العلمانية لدى أغلب الشعوب العربية تأبوه, أو زاوية غير مستحبّة الذكر , فهل لنا أن نناقشها كأساسٍ لنهج حياتي ؟

العِلمانية في تعريفها البسيط البعيد عن الاكاديمية هي فصل الدين عن الدولة , ماذا يحدث إن فصلنا الدولة عن الدين ؟

الجواب ببساطة , لا شيء , سوى بعض المشاكل لمن يتاجرون في الدين , من كشفٍ للمستور و فضٍّ للحقائق المزيّفة و التجييش العاطفي القائم على المتاجرة بالايمان و توزيع صكوك الغفران ....

في الحقيقة و بعيداً عن كيْل الاتهامات و ربط المعنى البسيط للعلمانية بمصطلحات أخرى كالألحاد و الماسونية , العلمانية تُفيد الدين بشكل كبير , كيف ؟
لأنّها تقوم بتعرية من يُتاجرون بالدين بحيث لا يصبح الدين أداة و وسيلة يتسلّقون عليها لتحقيق غاياتهم , فالمواطن في الدولة التي لا تطبّق العلمانية كنهجٍ للحياة ما إن يطلق لحيته و يمسك مسبحتهُ حتى يبدأ برسم صورة عاطفية أكثر منها عقلانية لدى الشعب البسيط و تخيّلوا خجم الفساد الذي سيحصل و الذي يعتاش على هذه الصورة , بينما في الدول العلمانية سوف يكون هذا خياراً يُحترم لا أكثر , ففي الدولة العلمانية أنت لست بحاجة لكشف علاقتك بالدين و إن تمعّنا الدراسة و التحليل في جوهر الاديان سنراها قائمة بشكل كبير على علاقة الفرد الروحانية بخالقه بحيث إن أخطأ يحاسب لوحده , و إن صلّى يحاسب لوحده , و كثيراً ما تنهى الأديان على الاستعراض بالدين و المتاجرة به , فالرياء مذموم في جميع الاديان ...

إذن تطبيق العلمانية في مفهومها البسيط البعيد عن أيّ تعقيدات أو تطرّفات فكرية و سلوكية هي أحدى الحلول القادرة على انتشال أمّتنا العربية من التراجع الحاصل , فالمدّ الفكري المتحجّر الرامي لدفع أي منظومة للتطور نحو الهاوية بدأ يغزو العقول بشكل واضح , و نشهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي موجات تكفير و ذم لأيّ اختلاف حاصل غير قادرين على تقبّل التنوّع البسيط .

تكمن الطامّة الكبرى في قضية الدين و العلمانية بجهلنا لهذا المصطلح و نوعية هذه العلاقة , فالبعض يربطه بالإلحاد و البعض يذهب نحو الماسونية فأيّ جهل هذا ؟.
فمثلا إن طبّقنا العلمانية في وطننا العربي , ماذا سيحدث فعلياً على أرض الواقع ؟.

أسنُغلق دور العبادة ؟ بالتأكيد لا , أسنُغلق المدارس ؟ لا , أسننشر الفساد الاخلاقي و الانحلال ؟ بالتأكيد لا فمن دون العلمانية يوجد فساد اخلاقي و انحلال على أرض الواقع , أسنغلق المحاكم الشرعية ؟ لا ففي الواقع القانون يستمّد تشريعاته من ثنائي الدين و المنطق , استلغي العلمانية النسيج الاجتماعي أو القبلي للشعوب العربية ؟ لا , فالعلمانية نهج شمولي عام و ليس خاص على الافراد , و من دون العلمانية الكثير من الشعوب العربية و التجمعات المدنية أصبحت أقل تشعّباً و تتجه شيئاً فشيئاً نحو الاستقلال داخل عائلة صغيرة مبتعدين عن نهج العائلة الممتدة , استوقف العلمانية الآذان و أصوات أجراس الكنائس ؟ لا ,فبالنقاش و الحوار نستطيع الوصول كما أسلفت إلى صيغة علمانية ننتقي منها ما يناسب طموحاتنا و قدرتنا على التكيّف , هل ستُجهِض العلمانية المساعي لتحقيق العدالة في القضية الفلسطينية ؟ بالتأكيد لا , إن لم تساعد أصلاً في تسريع حلّ الأزمة الفلسطينية من الأساس ...
ماذا سنجني من تطبيق الصيغة التفاهمية للعلمانية البسيطة القريبة من فكرنا و ثقافتنا العربية ؟

على المستوى العام سنواجه الارهاب الذي يتغذى على الفكر المسموم و التجييش العاطفي المتستّر بالدين و الذي يستهدف الانسان العربي البسيط , سوف تكون الشفافية العنوان الرئيسي للدول بحيث تتغيّر الصورة العامة لها , سوف ننهض بالتعليم و ننقله من مستوى التعليم البسيط السطحي إلى مستوى آخر قائم على التجريب و مخاطبة العقل ناسفين عقوداً من حشو الادمغة و النتيجة ها نحن نجنيها في واقعنا العربي المتهالك , سوف ننفتح تجارياً و اقتصادياً بشكل كبير, سوف تصبح الديموقراطية الحقيقية هي السائدة لا الديموقراطية الشكلية أو الصورية , سوف تصبح لغة الحوار و المنطق هي اللغة القائمة و ليس لغة الهجوم و التكفير , سوف يصبح الدين ركناً نقيا ساطعاً مقدّراً لا مُستغلّاً و ستختفي الجماعات الرامية لتكوين حروب صليبية و هلالية جديدة بحيث ستجفّف منابع تغذيتهم و ستعلم الشعوب حقيقة نواياهم .

العلمانية أحدى طرق انقاذ عالمنا العربيّ , و بالنقاش و الحوار نستطيع فقط الارتقاء بأمّتنا العربية ...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :