facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الخيار العسكري لتحرير القرم والدونباس


د.حسام العتوم
04-02-2022 11:23 AM

قال الرئيس فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحفي حديثاً ومؤخرا بأن أوكرانيا ومن وسط وثائقها الحكومية تخطط لتحرير شبه جزيرة القرم وحتى منطقة ( الدونباس ولوغانسك ) شرق أوكرانيا بقوة السلاح، ولكونها عضوا في تحالف (الناتو) الغربي العسكري، فأن الأمر يعني الدخول في حرب مباشرة مع روسيا الاتحادية، والمعروف بالنسبة لروسيا فإن موضوع ( القرم ) يمثل جزءاً ثابتاً من السيادة الروسية، وهو موضوع (مغلق) كما صرح بوتين بنفسه، ومهاجتمه للدونباس ولوغانسك أمر مستغرب وغاية في الخطورة. وكل هذا التوجه الأوكراني يأتي في زمن حشودات (الناتو) حول المسألة الأوكرانية، وحول حدود روسيا الاتحادية من طرف ( رومانيا وهنغاريا ولاتفيا وبولندا)، على أمل كسب الحرب العالمية الثالثة لو حدثت. وبالمناسبة، فإن (الناتو) غير راغب بالإصغاء، لكون أن الحرب العالمية الثالثة لن يخرج منها رابح، وبأنها ستعيد البشرية إلى ما قبل التاريخ، إلى عصر الكهوف والمغر والحجارة والحطب والرماد.

وقالها بوتين، كيف بالإمكان التصور بأن روسيا الاتحادية لوحدها ستواجه حلف (الناتو) العسكري متطور السلاح، وفي موضوع ( القرم ) السيادي، والدونباس الخاص بالسيادة الأوكرانية، رغم إعلان (الدونباس ولوغانسك) تمسكهما بالحكم الذاتي في إطار سيادة الدولة الأوكرانية، والمعروف في المقابل بأن روسيا دولة فوق نووية وبحرية وفضائية عسكرية عملاقة، تعادل في قوتها العسكرية كامل قوة (الناتو) مجتمعا، ولديها تحالف مع المنظومة السوفيتية السابقة التي ظهرت في حدث كازاخستان، وسبق لها أن تأسست في موسكو عام 2002 تحت إسم (منظمة الأمن الجماعي)، وهي عسكرية وأمنية الطابع وتضم (روسيا الاتحادية، وأرمينيا، وكازاخستان، وقيرغيستان، وطاجيكستان) وقوات خاصة شيشانية متميزة عالميا، وروسيا لوحدها الدولة الوحيدة وسط النادي النووي القادرة بمفردها على مواجهة حلف (الناتو)، والتعامل معه من زاوية الند للند، والخطوة بخطوة مقابلها. وروسيا بالمناسبة غير راضية عن الرد الأمريكي عبر سفيرها في موسكو (جون ساليفان) بإسم حلف (الناتو) على إقتراحات موسكو بمنع الانتشار النووي في الجمهوريات القريبة من الحدود الروسية، وسحبها من هناك، في وقت لا تعمل فيه روسيا على نشر سلاحها النووي قرب حدود أمريكا أو أوروبا حيث يتمركز حلف (الناتو).

إقتراحي شخصياً على روسيا الاتحادية، هو أن تطالب (الناتو) بالفصل بين عضوية أوكرانيا في الناتو، وبين قضية (القرم) السيادية لروسيا، وقضية (الدونباس ولوغانسك) السيادية لأوكرانيا، وللحكم الذاتي فيهما في إطار الدولة الأوكرانية، ومطالبة أوكرانيا (كييف) بالعودة إلى طاولة الحوار المباشرة مع الشرق (الدونباس ولوغانسك) ومع موسكو، لبناء علاقات إستراتيجية طيبة مع روسيا الاتحادية بعيدا عن توجهات التيار البنديري المتطرف الذي تسلل لأوكرانيا الحديثة، قادماً من أتون الحرب العالمية الثانية، وتحديداً من جبهة ألمانيا النازية الهتلرية - الفاشية، ونخر وسط النخبة السياسية الحاكمة في (كييف)، وأبعدها عن روسيا الاتحادية جارة التاريخ وعن المنظومة السوفيتية، والتي من الواجب أن تبقى موحدة ومتراصة الصفوف لمواجهة الحرب الباردة وسباق التسلح المبرمج ضدهم من طرف الغرب.

ومشروع غاز (2) الروسي تجاه أوروبا وألمانيا من شأنه أن يرطب العلاقات الروسية – الأوروبية، في وقت خسرت فيه أوكرانيا مادة الغاز الروسية وبأسعار تفضيلية، وخسرت ( القرم )، و( الدونباس ولوغنسك)، وحضور اللغة الروسية السادسة عالمياً إلى جانب اللغة الأوكرانية الرسمية، وخسرت اقتصاديا بإبتعادها عن السوق الإقتصادي الروسي الهام، وخسرت دينياً بعزوفها عن الكنيسة الأثوذكسية الأم في موسكو، وحصل تفكك في الروابط الأخوية بين المجتمعين الشقيقين الروسي والأوكراني ومن دون مبرر مقنع.

والجدير ذكره هنا، أن أوكرانيا منفردة لن تقوى يوماً على إعادة (القرم) أو (الدونباس ولوغانسك) بقوة السلاح مهما حفرت من خنادق وتمترست، ولا تستطيع الصمود ساعة واحدة أمام جبروت القوة العسكرية الروسية وعن بعد، وروسيا الاتحادية، ( وهي معلومة عرفتها من جنرال روسي في مناسبة للجيش الروسي هنا بعمان) قادرة على قطع إتصالات (الناتو) فوراً حالة حدوث حرب معها، ولديها قدرة تمويه جيوش (الناتو) بحيث تخطيء هدفها بسهولة، ولدى روسيا تكنولوجيا عسكرية فضائية متطورة، وصاروخي (أفانغارد وكنجال) فوق الصوت خير مثال، وعلاقات روسية – صينية عسكرية متطورة ذات الوقت. ولو أقدمت روسيا مستقبلاً على إغراق بوارج (الناتو) النووية في البحر الأسود حالة مهاجمتها (للقرم) مثلاً، لما حدثت حرباً عالمية ثالثة معروفة نتائجها التدميرية للغرب.

إذن، الخطاب الروسي السياسي عادل وواضح، ولا يتطاول على أوكرانيا ولا على الغرب، ولا يحشد ضدهم، ويقدم الحوار على الصدام، ويحتكم لبعد النظر ولإحتساب الأخطار مبكراً. والخطاب الأوكراني ومعه الغربي كاملاً يبحث عن التأجيج والحشد، والتهويل والتخويف من روسيا ومن الاجتياح الروسي المزعوم والسرابي لأوكرانيا (كييف)، وغارقاً بالفوبيا الروسية غير المبررة، ويقدم الصدام والحرب على الحوار، الواجب أن يبقى مستمراً وفقا لبرنامج سياسي عملي، يرتبط بنتائج تفضي لسلام دائم ولتنمية شاملة مفيدة للبشرية جمعاء، وها هي محافظة (خاركوف) الأوكرانية تستنجد بالرئيس بوتين لإنقاذها من العنصرية والتطاول على الممتلكات والحياة الخاصة. ولعل من سلبيات انهيار الاتحاد السوفيتي ظهور صورة مخدوشة لدول كانت ضمن الاتحاد وأصبحت مشاكسة ومعارضة لروسيا الأم مثل (أوكرانيا وجورجيا ولاتفيا)، ولقد أصبحت العلاقات الشخصية الرئاسية بين روسيا الاتحادية ودول الاتحاد السوفيتي السابق ميزاناً لتشكيل جبهة واحدة بوجه الحرب الباردة وسباق التسلح، أو الغرق في خندق الغرب الأمريكي العسكري الذي لايضمر خيرا لروسيا، ويبحث عن مؤازرين له وسط العالم الثالث المنكوب.

وزيارة مرتقبة لأوكرانيا (كييف) يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان المساند لأحقية (القرم) لأوكرانيا، والمتفق مع أمريكا عبر كبير مستشارية إبراهيم كالين لردع أي (عدوان) روسي على أوكرانيا، وهو العازم عن بحث مخرج دبلوماسي وسياسي للأزمة الأوكرانية برمتها. ومراهنة أمريكية عبر الكونغرس، للوصول لعدم الإعتراف بروسيا وعدم الحديث معها، إذا ما رشح الرئيس بوتين نفسه للرئاسة الروسية بعد عام 2024 بعد تصفير الدستور الروسي، بمعنى عدم احتساب الحقب الرئاسية السابقة، وهو شأن روسي داخلي، وبحث أمريكي دائم على استنساخ شخصيات رئاسية روسية بمقاس غورباتشوف ويليتسين الهادمتين للاتحاد السوفيتي ولبداية بناء الدولة الروسية المعاصرة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :