facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بوتين: إصبري أيتها الجميلة !!


د.حسام العتوم
10-02-2022 11:08 AM

قالها رئيس روسيا الأتحادية فلاديمير فلاديميروفيج بوتين مازحا امام ضيف بلاده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون , الذي قدم بتاريخ 8 فبراير الجاري 2022 الى موسكو من باريس وسيطا بين روسيا و أوكرانيا , و زار ( كييف ) بعد ذلك و التقى الرئيس فلاديمير زيلينسكي ,و ردد الأعلام الروسي عبارته تلك المشهورة , وهي مقولة روسية شعبية بالمناسبة " ترغب أو لا ترغب ,( المطلوب تنفيذ بنود إتفاقية " مينسك ") , إصبري أيتها الجميلة وقصد أوكرانيا – زيلينسكي و نخبته السياسية . وكان زيلينسكي قد أعلن رفضه لإتفاقية ( مينسك ) بكامل بنودها لعدم ثقته بتنفيذ شرق أوكرانيا ( الدونباس ) لها , وكما يشعر زيلينسكي بأنه يفقد بسط سيادة بلده على شرق أوكرانيا , يتبادر له شعور فقدانه لإقليم شبه جزيرة ( القرم ) التي إحتضنته أوكرانيا ( 60 ) عاما منذ زمن الزعيم السوفيتي نيكيتا خرتشوف عام 1956 و حتى عام 2014 , وتحت رعاية الدولة الروسية و عاصمتها ( موسكو ) زعيمة الأتحاد السوفيتي نفسه .

ولقد اصبحت المسألة الأوكرانية معقدة خاصة ما له علاقة بسيادة أوكرانيا , و هي الدولة السلافية التي استقلت عن الأتحاد السوفيتي عام 1991 , و اصبحت عضوا في الأمم المتحدة , و تغيرت ملامحها السياسية بعد إنقلاب عام 2014 و طرد أو هروب الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا ( فيكتور يونوكوفيج ) , و صعود التيار البنديري المتطرف المناهض و المعادي لروسيا الى وسط النخبة الحاكمة في ( كييف ) متسللا من عمق اتون الحرب العالمية الثانية , و تحديدا من وسط الجناح المحسوب على النازية الألمانية الهتلرية , و بعد ادارة غرب أوكرانيا ( كييف ) لظهرها بالكامل لروسيا , و توجهها للأتحاد الأوروبي , و لحلف (الناتو) العسكري , و للتعاون عسكريا مع أمريكا , و الأستقواء بهما لمواجهة روسيا العظمى من جهه ,و على أمل اعادة اقليم ( القرم ) بالخيار العسكري وحسب ما هو مدون في سجلاتها الحكومية , و لاجتياح شرق أوكرانيا ( الدونباس و لوغانسك ) بنفس الطريقة العسكرية , و هو الشرق الذي اعلن انفصاله عن غرب أوكرانيا مطالبا بحكم ذاتي يناسب تطلعاته السيادية صوب المستقبل , فإلى أين تتجه الأزمة الأوكرانية برمتها الان يا ترى ؟!

كان ملاحظا بأن موسكو تعاملت مع زيارة ماكرون الوسائطية بإجراءات صارمة تتعلق بجائحة كورونا عبر الجلوس حول طاولة كبيرة مستطيلة , و جعل الرئيس الفرنسي الضيف يسير خلف بوتين وبمسافة ملاحظة , بينما قصد الرئيس زيلينسكي مصافحة ضيف بلاده ماكرون , و الجلوس معه حول طاولة صغيرة مرسلا إشارة لموسكو ( ما هكذا تورد الأبل ؟! – بمعنى لماذا المبالغة في التعامل مع جائحة كورونا بصرامة , و اللقاحات و الكمامات و التباعد المعقول كافية للوقاية منها, و عودة على الأزمة الأوكرانية و ما حولها , فأن موسكو تتعامل الان معها بمحمل الجد , و تجهز نفسها عسكريا من الداخل و على الحدود خاصة من جهة أوروبا , و من جهة أوكرانيا , و عبر تحصين المدن الروسية , ولديها تجهيزات عسكرية( برية و جوية و بحرية و فضائية ) و غير تقليدية ( نووية ) متطورة وكافية لحماية سيادتها ,و هي فعلا و ليس قولا فقط دولة فوق نووية عظمى , و محسوبة على كبريات دول (النادي النووي ) , و تعادل في قوتها حلف ( الناتو) الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية , و تحرص على التفوق عليه عسكريا نوعا و ليس كما ,وكل عشرة سنوات , و صواريخ ( افانغارد و كنجال ) الباليستية فوق الصوتية مجرد مثال , و ( الناتو ) في المقابل و ما يملك من قوة عسكرية و نووية عملاقة يتحرك , و يجهز قواته , و يتوجه للسيطرة على حدود روسيا الأتحادية من جهة الغرب , و بالقرب من حدود أوكرانيا أيضا , وكل تحركاته الخارجية مراقبة بكل تأكيد من قبل التكنولوجيا الفضائية الروسية , و أكرانيا غربا و شرقا تحفر الخنادق و تتمترس , و لا حوار مباشر أو غير مباشر اصبح مقبولا الان بما في ذلك اتفاقية (مينسك2015) الضابطة للأمن الأوكراني ,و الداعية لبناء علاقات طيبة بين أوكرانيا و روسيا , لكن أمريكا تحديدا قائدة الغرب كلة من ( واشنطن ) العاصمة , حيث ( البتاغون و الأيباك و الكونغرس ) , حولت أوكرانيا الى طعم لسنارتها الرامية لصيد المزيد من المواقع الإستراتيجية لصالح حربها الباردة التي تريد لها الى جانب سباق التسلح أن لا تنتهي منذ اندلاعها في اعقاب الحرب العالمية الثانية عام 1945.

وفي الوقت الذي ادعو فيه شخصيا هنا للسلام , و للمحافظة على امن العالم خدمة للبشرية جمعاء , اسوق لكم مثلا بأن الحرب العالمية الأولى 1914 1918 بدأت لسبب بسيط تمثل بأغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند من النمسا و زوجته صوفي من قبل القاتل جافيرلو برينسيب من يوغسلافيا , و لم تكن القنبلة النووية عالميا قد ظهرت بعد و تسببت في مقتل 16 مليون انسان , و الحرب العالمية الثانية بدأت عام 1939 عندما غزت المانيا بولندا ,و اعلان بريطانيا و فرنسا الحرب على المانيا , و القنبلة النووية اخترعتها أمريكا عام 1945 , و استخدمتها نهاية الحرب بحجة اجبار اليابان على وقف الحرب ,و كانت النتيجة مأساوية على سكان مدينتي ( هيروشيما و ناكازاكي ) ,و تسببت في مقتل و اعاقة حوالي 200 الف ياباني , ومقتل 60 مليون انسان بالمجمل فيها , و فقط عام 1949 اخترع السوفييت قنبلتهم النووية ,و منعو مخططا أمريكيا لقصف بلادهم انذاك , التي ارادت أمريكا وقتها أن تحبط نهوضهم بعد انتصارهم الساحق على النازية الهتلرية ,فما بالكم الان و روسيا و ( الناتو) يسيطران على قوة العالم النووية القادرة على تدمير العالم عدة مرات ؟!

وفي الختام هنا ادعو هنا قادة العالم للإحتكام للعقل و للحكمة و للسلام لتحقيق التنمية الشاملة الخادمة للبشرية جمعاء ,و لا شيء أجمل من السلام و التمنية , و لا ابشع من الحروب و الكوارث ,و في نهاية المطاف العالم بيتنا جميعا ,و لم يثبت العلم وجود عالم اخر غيره ,و لا وجود لجرم سماوي يحتضن البشرية كما كرتنا الأرضية , و الحياة حق للجميع و فيها يكمن العطاء , و تكمن السعادة و الأنسانية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :