facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المقالة الجامعة .. الحلقة العاشرة


اللواء المتقاعد مروان العمد
14-02-2022 03:31 PM

بقدر حبي للاردن ، وبقدر اعتزازي بجنسيتي الاردنية ، وبقدر انتمائي للاردن وثرى الاردن الطهور ، وبقدر ولائي لنظام الحكم في الاردن ، وبقدر ايماني ان الهاشميون هم صمام امن وامان للاردن ، وبقدر احترامي وتقديري لملوك ال هاشم من عبدالله الاول الى عبدالله الثاني ، مرورا بجلالة الملك طلال ، وجلالة الملك الحسين ، والذين عاصرتهم في حياتي الطويلة ، والتي اقتربت من خطواتها الاخيرة ، وبقدر ارتباطي بهذه الارض ، وعدم استعدادي للابتعاد عنها لدرجة دفعتني الى رفض فرص الانتقال للعمل خارج الاردن ، بالرغم من اغراء المادة وحاجتي اليها في ذلك الوقت .

وبنفس هذا القدر من الحب ، فأنني وبعد احداث الشهرين الاخيرين ، وفي اللحظات الفاصلة ما بين مؤية الاردن الاولى ومؤيته الثانية ، فقد اصبحت اخشى على الاردن بلد الامن والامان من ان يحترق بنيران الفتنة الداخلية . صحيح ( ان الاردن ولد في النار ولكنه لا ولن يحترق بها ) كما قال شهيد الاردن وصفي التل ، ومع ايماني بأن الاردن واجه نيراناً انصبت عليه من كل مكان وجهات الا انها لم تحرقه ، بل كان يخرج منها في كل مرة اقوى واشد عوداً . فقد خرج من نكبة عام 1967 وتابع مسيره بعد ان لملم جراحه . وفي العام الذي يليه هزم غطرسة وعنجهية المحتلين الصهاينة عندما اجتازوا نهر الاردن ممنين انفسهم بتناول طعام الغذاء في جبال عمان ، الا انه لم ينتهي يومهم هذا الا وقد تجرعوا اكبر هزيمة في تاريخ حياتهم ، و وقعت في صفوفهم اكبر الخسائر في الارواح والمعدات ، وانسحبوا من ارض المعركة وهم يجرون اذيال الخيبة والهزيمة ، وهم يحملون قتلاهم ويسحبون آلياتهم المحطمة والمحترقة على ايدي جنودنا الاشاوس من ارض الكرامة ، ويتركون على ساحتها الكثير من هذه الخسائر . كما خرج منتصراً من احداث عام 1970 ، وهزم التنظيمات التي رفعت شعار ان تحرير القدس يمر من شوارع عمان . وهزم معها القوات التي اجتازت الحدود لمساندة هذه التنظيمات والتي ولت الادبار ونيران قواتنا المسلحة تلاحقها . ثم انتصرنا لانفسنا وللامة العربية وللعراق الشهيد ، حين رفضنا ان نصطف ضمن جحافل جيوش ثلاثين دولة قدمت فقط لتدمير العراق واستباحة ارضه وسمائه ، وللقضاء على قوته بحجة حيازته لاسلحة الدمار الشامل الغير موجودة ، والانتقام من احداث 2001 في نيويورك والتي لم يكن له علاقة بها . وانتصرنا على الحصار الذي فرض بعدها على موانئنا وحدودنا ، وعلى صادراتنا و وارداتنا ، و وقف المساعدات عنا عقاباً لنا على موقفنا هذا . وانتصرنا عندما هبت رياح السموم والتي اسموها الربيع العربي ، وكان في ظنهم ان هذه الرياح سوف تحرق الاردن وتدمره كما احرقت ودمرت دول عربية اخرى اجتاحتها هذه الرياح . وانتصرنا في معركتنا ضد الارهاب الخارجي والداخلي ، ورددنا الى الارهابيين الصاع بصاعين . وها هو جيشنا العربي الهاشمي بما فيه حرس حدودنا الابطال يتصدون لسلاح المخدرات التي يريدون بواسطته ان يسمموا ويدمروا شعبنا الاردني البطل ، والشعوب العربية الاخرى المجاورة لنا.

وكان انتصارنا في معاركنا هذه بالرغم من عنف النيران التي كانت تطلق علينا ، نتيجة وحدة صفنا ، وهويتنا الاردنية الواحدة ، وقيادتنا الهاشمية التي اخلصنا لها البيعة والولاء ، واخلصت لنا القيادة والريادة . ولأن كل هذه النيران التي تعرضنا لها كانت تأتينا من خارج الحدود ، ومن اياد غير اردنية . ولأن الشعب الاردني تصدى لها من داخل الحدود وهم كالبنيان المرصوص ،

الا انني اصبحت الآن اخشى على الاردن لأن النيران اصبحت تأتيه من بعض ابنائه ومن داخله ، مستهدفة هويته بكافة مكوناتها المختلفة . ولانه وبدلا من العمل على تثبيت وتعزيز هذه الهوية ووحدتها ، اصبحت اجد من يمنح هذه الهوية للبعض ، ويطالب بحرمانها من البعض الآخر الى درجة انني اصبحت اخشي على هويتي الاردنية ، وان اصحوا ذات يوم واجد انني قد فقدتها وفقدها اولادي من بعدي ، وعدت لأحمل هوية الاغراب ، او على احسن تقدير النوابلسة .

وان خشيتي وخوفي هذا لم يأتي من العدم ، وانما مما طفى على سطح الاحداث في الشهرين الماضيين ، ومن ظهور بوادر شرخ وتصدع في الصخرة الاردنية من خلال ما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي . ومن مظاهر الخلاف والانقسام بين افراد الشعب الاردني في الرأي والمواقف المتعارضة ، ومن رفض كل شيئ ، ومن وضع العصي امام عربه الاصلاح . الامر الذي اشار اليه جلالة الملك عبد الله الثاني في ذكرى مولده الستين ، والذي كان محمور حديثي في الحلقة الماضية ، وعن مبررات خوفي سيكون حديثي في الحلقات القادمة ان شاء الله . ولا يقولن قائل نحن غير ، وما حصل في هذه الدول لن يحصل عندنا مثله ، فقد قالوا هم كذلك قبل ان يدمروا دولهم في اياديهم وبمال وسلاح غيرهم .

يتبع الحلقة الحادية عشر





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :