facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جبريل الشيخ .. الفارس الذي ترجل


م. بسام ابو النصر
17-02-2022 01:26 PM

رحل جبريل الشيخ القامة الأدبية التي التقيناها غير ذي مرة في ملتقيات الحوار وعلى صفحات الإبداع، في منعطفات الزمن الذي جافى الرجال الشجعان وقدم الكثير من الذين لم يكن لوجودهم هذا الأثر الذي سيكون لمقتنياته وكتبه ومسرحياته، الرجل الذي كان كان يكتب لإجل الكتابة وخدمة للغة والمأثور وللتراث، ورغبة في الإرتقاء بقيم المجتمعين الأردني والفلسطيني، غادر وهو يحمل همًا وطنيًا لم يقتصر على بيت فجار وال الشيخ، وما زلنا نتذكر مسرحيات زريف الطول لهاني صنوبر وشجرة الحكمة التي كانت حديث المهتمين بالشأن الثقافي في مهرجان جرش خلال الثمانينيات من القرن الماضي، وجبل السحاب التي عرضت عشرات المرات، و" إنسجام" التي التقى فيها مع حسين طبيشات، و"البغل" التي أخرجها زيد خليل مصطفى، والمهرة والربابة التي تُرجمت للغة الإنجليزية، والتي عرضت بالتعاون مع مركز نور الحسين في خمس ولايات أمريكية، ومؤلفات سينمائية كفيلم "سيدي رباح"، والعديد من المسرحيات والمئات من القصائد الشعرية التي عبرت عن وجدان المواطن المسكون بالهم والذي كان يبتعد كثيرًا عن الأضواء، وعما يلوث نقاء سريرته وسيرته، التقيته في دارة سعادة الدكتور زكريا الشيخ إبن شقيقته، وأحسست بدفق الرجل الذي ينبض لذاته، ويتدفق بروحه وهو يقرأ بعض ما قدمه في ربيع عمره الذي امتلأ حيوية ونشاطًا خاصة أثناء عضويته في رابطة الكتاب الأردنيين، وأحسست بنفس مختلف عن الكثير من الكتاب والشعراء، يكتب ويحتفظ بالكثير مما يكتبه وكأنه يكتب لنفسه ولجيلٍ قادم لينافح عن الفضائل التي أكتنزها من خلال رحلته من بيت فجار لجبل النصر، حمل الكثير من الحكايا التي أعطته دفقًا في المفردات والصور التي رافقته أثناء رحلاته الى براغ وإبعاده من الديار التي عشقها وبيت فجار التي قضى بها أيام الطفولة والشباب، وجبل النصر الذي أستقر به، ومنها انطلق كناشط سياسي واجتماعي.

لقد كان القلب واهنًا، وكان العقل مليئا بسحر المفردات حتى على سرير الشفاء فهاهو يلقي في حضرة المرض كلماته التي تدب في أفنية الروح فتبعث فينا شعلة الإيمان التي تأتي من يد ترتج لتخط في عقولنا كلمات الخال جبريل " أبو أحمد" الذي بدأ الحياة طبيبًا وأنتهى منها مريضًا لكنه في كل الحالات لم يبتعد عن اللغة التي عشقها، فكان السرير في ايامه الأخيرة منصة لإطلاق الحروف المتلألئة:
أيّها الأعظم منّا
أنت تدري كيف كنّا
ما شربنا الجهل كأسا
أو أكلنا الزّاد تبنا
أو سلكنا درب عاصٍ
أو على الأقدار هنّا
ما عبدناك لأجرٍ
أو تعاهدنا فخنّا
أو تركناك لأمرٍ
إن ربحنا أو خسرنا
إنّما أنت جليل
تستحق المجد منّا

كانت هذه الكلمات آخر ما كتبه جبريل الشيخ قبيل أن يزف الرحيل ليكون في عداد الذين أبعدوا عن الوطن لنضالهم في سبيل القضية التي ساكنته، ولم تبتعد عنه في كتاباته وقصائده ومسرحياته، وحتى في الدواوين التي أشعلها شوقا لبيت فجار وكل البلدات الفلسطينية، وكانت فلسطين بنظره ملء العين والوجدان، وغير كل هذا ما قدمه جبريل الشيخ من أبناء، وما يثلج الخاطر، المخرج التلفزيوني" أحمد" الذي جال الأمكنة غربها وشرقها وما بارح القدس، و "محمد" الذي يتواجد في الولايات المتحدة.

رحم الله جبريل الشيخ شاعرًا وكاتبُا ومسرحيًا وناشطا سياسيًا، والعزاء لسعادة الصديق زكريا الشيخ بوفاة خاله ولكل أشقاءه الأكارم وللصديق أحمد ومحمد وعموم ال الشيخ بهذا الفقد، وندعو الله أن يسكنه فسيح جناته.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :