facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مبارك عليكم الشهر


د. حازم قشوع
02-04-2022 12:49 PM

ما ان يهل رمضان حتى تبدأ العادات بالتغير والمسلكيات بالتبدل وحتى الاجواء تصبح مغايرة والبيئة التي كانت سائدة في أيام السنة تصبح على غير ما هي عليه من بيئة مع دخول بركات هذا الشهر في سماء الدنيا وكأن المجتمع ينتقل من مناخ ارضي كنا نعيش عليه ونتعايش مع اجوائه إلى كوكب اخر اصبح يعيش فينا ويسقط بظلاله علينا فلا الاجواء هي ذات الاجواء ولا المناخ هو ذات المناخ.

كوكب رمضان يدخل فينا ونحن ندخل اليه فيقوم بتغيير نظام الضوابط والموازين بتغير التصاق العلاقة المركزية المكونة للعلاقات الانسانية على حد وصف فلاسفة الاندلس وذلك مع ضمور الشر في معادلة البشر واتساع منسوب البر في ذات المعادلة حتى تتغير العلاقات الانسانية بتغير زاويا النظرة التي كانت سائدة على مقياس المكاسب والمنافع فتكون نظام يقوم على الفوائد والعوائد الذي يبتعد عن طاقة التأجيج ويقترب من الطافه الخيرة التي تقوم على سلام التسكين.

فما ان يسقط ظلال رمضان حتى تتوقف شمس الايام التي كان ضياءها يبدأ باوامر (اليوم) الصادرة من كتاب القضاء والقدر ويبدأ مع هلال شهر رمضان بتغيير انبعاث الطاقة من طاقة شمسية ذات دلالة اشعاعية تصدر بضياء النار الشمسية باوامر مباشرة ارضية الى طاقة اخرى يتم تشكيلها من زاوية منفرجة اساسها الانعكاس القمري الذي تقوم على توليده طاقة النور الشهرية القمرية المائية.

بهذا تتوقف اوامر الايام وتنبعث طاقة الشهر التي بدورها تقوم بتنزيل ضياء من الرحمة تكون منزلة بظلال مغايرة عن تلك التي تنبعث على مدار السنة في كل يوم وذلك وفق محصلة فيها جوامح قيمية ونماذج معدة من قوام اساسها الرحمة القائمة على التسامح وهو ما يبعدنا عن الحدية كما فيها من العفة التي تبعدنا عن الشهوات وحب السيطرة وانظمة التحكم الصادرة عن زاوية الانا مع سمو التفكير باسرار الموت وبيان الرسالة الوجودية بدنيا الحياة.

يعود فينا كوكب رمضان من اجل اعادة التموضع النسبي لتكون تجاه مصدر البر القيمي اكثر من طاقة الشر النفعي وهو الوضع الذي يساعدنا لاعادة التموضع للرؤية من على زاوية اخرى في دنيا الحياة وهي الرمزية التي جاء من اجلها رمضان والتي يشكل عنوان ظلال هلاله الذي يستوجب رؤيته لوقع الالتزام بقوانين الصوم حتى لو كان هلاله قد تولد حسابيا واخذت اجواءه تتكون فان شرط تنفيذ قانون الصوم تشترط فيه البداية من حيث الرؤية وليس من واقع معادلة حسابية تقوم على معادلة التوليد الفلكية.

صحيح ان المعادلة الحسابية هي معادلة فلكية عقلانية في نظرية توليد الهلال وتشكيل معادلة كوكب رمضان (من الناحية الرمزية) لكن ما هو اصح ان شرط الرؤية يجب ان يتوفر لتنفيذ قانون الصيام وهو ما وقف عليه فضيلة المفتي الشيخ عبدالكريم الخصاونة في قراره الاسلم والصحيح فلا اجتهاد في وقع نص الرؤية مع كل التقدير لمدارس الاجتهاد الاخرى التي كنا نأمل ان نوحد اجتهادات المرجعية من واقع تشاركي يقوم بمشاركة الجميع لكنها تبقى اجتهادات تتراوح بين الصح والصحيح في المفهوم التسني للاجتهاد مع اننا في عصر المعرفة التي تستوجب توحيد الاجتهاد فصيام مقبول للجميع.

واذ نهنئ بهذا المقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني وولى العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني والاسرة الاردنية الواحدة والامتين العربية والاسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك فاننا نبتهل الى الله جل قدرته ان يجعل من الشهر الفضيل شهر خير وسلام على الامة والانسانية جمعاء..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :