facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اسير الحرب يحميه القانون


د.حسام العتوم
03-04-2022 12:59 PM

الحرب في أوكرانيا منذ اندلاعها بتاريخ 24 أذار 2022 ، و هي التي جاءت من طرف روسيا الاتحادية كردة فعل و رسالة جوابية على تطاول " كييف " غرب أوكرانيا على شرق أوكرانيا " الدونباس و لوغانسك " حيث يعيش الأوكران الناطقين باللغة الروسية و السكان الروس و بحجم يصل إلى أربعة ملايين نسمة ، و على مدار ثماني سنوات ، و التسبب في مقتل نحو 14 الفا منهم ، من بينهم قرابة 500 طفل ، و غيرهم لا زالو يقبعون في الملاجئ و مشردين داخل روسيا ، أي منذ عام 2014 ، و هو عام الانقلاب الدموي للنخبة السياسية الأوكرانية المحسوبة على التيار البنديري المتطرف و العنصري القادمة جذوره من أتون الحرب العالمية الثانية ، و تحديدا من وسط جناح النازية الهتلرية بقيادة أودولف هتلر وقتها ، و بالتعاون مع أمريكا بإسم الغرب ، و هي المعنية إلى جانب بريطانيا أكثر من كل الغرب بتصعيد الحرب الباردة و سباق التسلح مع روسيا أكثر بكثير من الملف الأوكراني ، و من خلاله ، الذي يريده الغرب أن يبقى ساخنا عبر تزويده ليس بالحوار و لكن بالسلاح و المال الملياري الوفير( قرابة 6 مليار دولار من أمريكا وحدها ) ، و بعد الإطاحة بأخر رئيس أوكراني مثل فيكتور يونوكوفيج الموالي لروسيا و طرده تجاه موسكو ، رغم موافقته على انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي حسب طلبهم ، و هو الذي فسرمن قبلهم على أنه يمكن تطويره للانضمام لحلف ( الناتو) العسكري الغربي بقيادة أمريكا ، و لإنتاج قنبلة نووية مهددة لأمن و سيادة روسيا ومن مسافة جغرافية قريبة جدا، و لفرض شروط " كييف " عليها خاصة ما يتعلق بشبه جزيرة (القرم) الذي حسمته روسيا لصالحها و لاتقبل الجدل بشأنه ، وما يتعلق بإقليمي (الدونباس و لوغانسك ) المستقليتين قبل الحرب التي اطلقت روسيا – بوتين عليها ( العملية العسكرية الخاصة النظيفة ) التي لا تستهدف الأوكران الشعب الشقيق لشعوب روسيا الاتحادية ضمن العائلة السلافية الواحدة ، و في الأطار السوفيتي الواحد ، و عبر تاريخ مجاعة ( ثلاثينيات و أربعينيات القرن الماضي) ، و المصير الواحد في الحرب العالمية الثانية 19411945 و بفاتورة من الشهداء وصلت الى 27 مليون شهيد ، و الانتصار فيها على نازية -أودولف هتلر- و رفع العلم السوفيتي الواحد فوق الرايخ الألماني ( البرلمان ) .

وبعد اكتشاف الاستخبارات الروسية ، و هو الذي كشفه مديرها سيرجي ناريشكين عن وجود مخطط أوكراني غربي للانقضاض على( القرم و الدونباس و لوغانسك ) لضمهم للسيادة الأوكرانية بقوة السلاح في وقت لا تقبل فيه موسكو الحوار مع أية جهة حول (القرم ) الروسي ، و في زمن فشلت فيه " كييف " في اقتناص فرصة الحوار المبكر مع شرق أوكرانيا و عبر اتفاقية " مينسك " لعام 2015 ، و حوارها ( النورماندي) ، وحتى من خلال الحوار المباشر مع موسكو ، بسبب أن و اشنطن كانت تدير " كييف " بواسطة الهاتف و مباشرة و بالريموت كونترول ، و تحرضها من الاقتراب من موسكو ، و هو ما جرى حقيقة .
الحرب في أوكرانيا التي لم تنتهي بعد ، و دخلت مرحلة التفاوض وتحقيق نجاحات محدودة وفق شروط موسكو ، مثل التزام " كييف" بالحيادية ، بمعنى عدم الأقتراب من حلف ( الناتو ) الغربي بقيادة أمريكا ، المعادي لروسيا ،( رغم اقتراح رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين بدايات عهده الرئاسي على الرئيس الأمريكي بيل كلينتون لطلب موسكو دخول حلف ( الناتو ) ، وكان ذلك عام 2000) ، بهدف إنهاء الحرب الباردة و سباق التسلح ، و الاتفاق على تخفيض التصعيد و على عدم تقدم الجيش الروسي تجاه العاصمة " كييف " ، و بحث موضوع الممرات الآمنة بشكل مستمر و متكرر ، وهو الذي ارادت ( كييف ) الاستفادة منه لتهريب فصائل " أزوف " المتطرفة و العنصرية التي تصفها موسكو بالنازية ‘ و الخوض في موضوع معاملة الأسير و تبادل الأسرى ، و بقيت المسائل الكبيرة عالقة مثل ( إقليم القرم ) المحسوم روسيا ، و استقلالية إقليمي ( الدونباس و لوغانسك ) في اطار الحكم الذاتي و سيادة الدولة الأوكرانية ، و سبب بقاء المشكلتين في مكانهما هو إستمرار الأتصال الهاتفي بين الرئيسين زيلينسكي الأوكراني و بايدن الأمريكي ، و تشجيع واضح لهذا الملف بمجمله من قبل الغرب الأمريكي ، خاصة من قبل بريطانيا ( جونسون ) ، و الهدف المشترك الغرب أوكراني ، و الغرب الأمريكي هو بطبيعة الحال ، و الواضح ، و العلني ، هو إضعاف روسيا ، و النخر وسطها ، و إستنزافها عسكريا و إقتصاديا، و إثارة الشارع الروسي على نظامه السياسي و على الرئيس بوتين ، و ماليا عبر عقوبات دولية تحريضية اقتصادية و دبلوماسية و سياسية صارمة ، قابلتها موسكو بإستمرار عمليتها العسكرية الهادفة للمواقع العسكرية المهددة لأمنها و لسيادتها الوطنية و القومية ، و بهدف إجتثاث التيار النازي البنديري بقيادة فصائل " أزوف " ، وتنظيف غرب أوكرانيا من مراكز الأبحاث البيولوجية المنتجة لفايروس " كورونا " و لغيرها من الفايروسات الخبيثة الضارة للبشرية ، و البالغ عددها 30 مركزا ، تعاونت " كييف " لإنتاجها مع أمريكا من خلال تمويل مباشر شارك فيه ابن الرئيس الأمريكي جو بايدن – (هانتير )، و بجهد سري للموساد الإسرائيلي .
ومن المهم ذكره هنا هو موضوع تعامل الجانبين المتحاربين الروسي بواسطة الجيش الأحمر ، و الأوكراني بواسطة جيش أوكرانيا و فصائل " أوزوف " المتطرفة و العنصرية لدرجة النازية ، وكما اشاهد عبر الأعلام الروسي الفضائي ( 1 ، 24 ، RTR ، روسيا اليوم RT) ، فإن الجانب الروسي ومن خلال عمليته العسكرية الخاصة النظيفة لا يتطاول و لا يؤذي الشعب الأوكراني الشقيق لشعوب روسيا الأتحادية ، و حالة عيش و تلاحم و اندماج فريدة من نوعاها وسط المنظومة السلافية الشرقية ، و لغة واحدة حدودية ممزوجة ، تلغي إشاعات الاعلام الاصفر الغربي المضاد ، و القائل بأن روسيا تستهدف المواطنيين الأوكران ، أو أنها تخطط لإستخدام السلاح الكيماوي المحظور عالميا ضدهم ، و هو ما يريد الغرب الأمريكي ترويجه لكي يعطوا انفسهم فرصة زائدة لتوجيه عقوبات اضافية ضد روسيا ، و هو الأمر الذي استمعنا اليه جميعنا من الرئيس جو بايدن على روسيا بسبب نهوضها العسكري فوق النووي بالدرجة الأولى ، و كلنا لاحظنا الرد الروسي الذكي على العقوبات الأمريكية الغربية الأقتصادية بالطلب منهم حالة رغبتهم بشراء المصادر الطبيعية الروسية و في مقدمتها مادة الغاز السائلة ، التعامل مع روسيا بالعملة الروسية الوطنية " الروبل " أو بواسطة " الذهب " ، و هي طريقة شطرنجية محترفة هدفها الاعتماد على الذات ، و مواجهة سطوة ( الدولار و اليورو ) الورقتان اللتان لا تعتمدا على مصادر طبيعية . و شاهدت عبر الأعلام الروسي و باللغة الروسية مباشرة كيف يعمل الجيش الروسي على رعاية القاطنين بالملاجيء من الأوكران ، و كيف يتعامل مع أسرى الجيش الأوكراني عبر تقديم الطعام و السجائر و الاتصالات لهم مع منازلهم ، ووعدهم بالعودة الى ديارهم بعد انتهاء مهام العملية العسكرية الخاصة ، في وقت يستهدف فيه الجيش الروسي فصائل " أوزوف " المتطرفة و العنصرية دون هواد .
وفي المقابل تلقيت رسالة حزينة من طبيبة روسية اعتذر عن ذكر اسمها هنا ، وهي وسط محافظة فارونيج جنوب موسكو العاصمة ، تفيد بأن أسرى الجيش الروسي في أوكرانيا الذين تم الأفراج عنهم عادوا و عيونهم مفقوءة ، و اعضائهم البشرية مزالة ، و اعضاء اخرى من اجسادهم مفقودة ، و اغلب الظن هو سلوك لفصائل " أزوف " المتطرفة سابقة الذكر هنا والمستهدفة من قبل روسيا السياسية و العسكرية وليس بالضرورة من قبل الجيش الأوكراني الذي يقبل تبادل الأسرى و سياسيوه يقبلون التفاوض مع روسيا . والدبلوماسي الروسي السابق في بيروت (فيجيسلاف ماتوزوف ) و خلال حلقة ( زووم) حوارية اشتركت بها من عمان بتاريخ 29 أذار 2022 ، تطرق لسوء تعامل الجيش الأوكراني مع الأسرى الروس عبر رمي ارجلهم بالرصاص الحي ، وهو عمل مدان ، وكلنا نعرف بأن القانون الدولي الأنساني لفت الأنتباه لأسرى الحرب، ومنحهم حقوقا و امتيازات من منطلق أنهم مقاتلين شرعيين و ليسو مجرمين ، وضمن مبدأين ( الأسر خلال الحرب ليس بغرض العقاب أو الأنتقام ، و الهدف هو الحجز الوقائي و المسؤولية للدولة الحاجزة وليس لأفراد القوات المسلحة الحاجزة له ).
وهكذا نرى بأن روسيا الأتحادية المقتنع شخصيا بسياستها الخارجية الداعية للحوار و السلام و التنمية الشاملة ، و بعسكرتها الرادعة لتغول القطب الواحد على اقطاب العالم المتعددة ، و الباحثة عن العدالة و التوازن، لم تدخل الى أوكرانيا محتلة أو بطريقة ( الكاوبوي الأمريكية ) في اليابان نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 ، وفي فيتنام ، و في أفغانستان ، و في يوغسلافيا ، و في العراق ، و في سوريا ، و في ليبيا ، وفي الخليج العربي ، وفي ايران ، وحتى مع أوروبا التي تريدها تابعة و ضعيفة غير مستفيدة من المصادر الطبيعية الروسية ، و كذلك الأمر مع ايران و التلاعب بإتفاقيتها النووية ( 5+1) ، ولم تقصد الاحتلال من حربها على غرب أوكرانيا ، أو من خلال عمليتها العسكرية الخاصة استهداف المدنيين أو الأسرى الأوكران ، و سوف تنتهي عمليتها العسكرية كما بدأت بدعوة من اقليمي ( الدونباس و لوغانسك ) بعد اعترافها بإستقلالهما ، و بعد الأرتكاز على مادة الأمم المتحدة رقم 51 7 القاضية بحق الدفاع عن النفس حالة الأعتداء على دولة من اعضاء الأمم المتحدة ، و بعد تحقيق شروطها الكبيرة التي أتت من أجلها ، و انا على ما اقول شهيد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :