facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أخلاق استخدام مواقع التواصل الاجتماعي


د. فرحان عليمات
05-04-2022 09:45 AM

أتاح التطّور الكبير على شبكة الإنترنت تحديدًا - في العقود الثلاثة الأخيرة - أفاقًا جديدة في عالم التواصل الإنساني، نتج عنه ظهور العديد من الوسائط والتقنيات الاتصالية، مثل: الفيسبوك واليوتيوب والواتساب وغيرها من تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي التي تميّزت بالتفاعليّة والشيوع والانتشار في جميع أنحاء العالم، ومما سهّل في زيادة وكثافة استخدامها ظهور الهواتف الذكية التي أتاحت للمستخدم الدخول لتلك التطبيقات وقتما وحيثما يشاء، معززًا ذلك بتأمين حاجته من الموضوعات التعليمية والثقافية والسياسية والاجتماعية والترفيهية، خاصّة في ظل تحوّل المستخدمين نحو شبكات التواصل الاجتماعي لاستقاء معلوماتهم وحاجاتهم، ورافق ذلك قيام وسائل الإعلام التقليدية بالولوج إلى تلك الشبكات، وقيامها بتزويد مستخدمي تلك الشبكات بروابط للمضامين المنشورة في وسائلهم.وفي دراسة علمية حديثة أجراها كاتب هذا المقال حول درجة ممارسة الأخلاق والأخلاقيات لاستخدام الواتساب كمنصة رئيسة من منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا فيما يتعلق ب (الملكية الفكرية، والمصداقية أو انتهاك الخصوصية)، تبين أنّ نسبة كبيرة جدا من المستخدمين غير مهتمة بأخلاق استخدام مواقع التواصل الاجتماعي .

أنّ تطبيق الواتساب من أهم تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي، ويمكن أعتباره هنا نموذج لمنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، وتأتي الأخلاق و الأخلاقيات من الأهمية بمكان،ويمكن هنا أن يعمم على أخلاقيات وأخلاق استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي، وفي ظل الفوضى التي باتت تحل جراء الاستخدام الخاطئ لشبكات التواصل الاجتماعي من قبل بعض المستخدمين؛ خاصة في الوطن العربي عموما وفي الأردن خصوصا؛ بات من الضروري ربط الاستخدام بأخلاق الاستخدام مثل: احترام الخصوصية والملكية الفكرية والمصداقية، مثل التأكد من مصدر المحتوى المستقبَل، وعدم تدوير أي محتوى غير موثوق صحته، أو انتهاك خصوصية الآخر، ومع شيوع ما يسمى- بالمواطن الصحفي-؛ فمن الضرورة توعية مستخدمي تلك الشبكات بحد معين من الأخلاقيات والأخلاق أثناء استخدامها ؛ ومواقع التواصل الاحتماعي بخلاف وسائل الإعلام التقليدية وبنسخها الإلكترونية ، إذ أن للأخيرة مواثيقها الأخلاقية وتشريعاتها الناظمة ووجودها المادي وتقوم بعملها من خلال مؤسسات، لذا يأتي من الأهمية بمكان تعزيز أخلاقيات الاستخدام على مواقع التواصل الاجتماعي الافتراضية؛، ويبدو أن تدريس مادة التربية والثقافة الإعلامية في الجامعات والمدارس الأردنية كمتطلب إجباري، جاء ليركز على أساسيات الاتصال وأخلاقه.

ويتضح من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي ضرورة تصحيح أي معلومة خاطئة، واحترام الآخر في حال عدم رده على الاتصال والتماس العذر له ، وأختيار الوقت المناسب للتواصل، وتجنب إرسال وتبادل محتوى غير أخلاقي: صور، نكات...الخ، ومسح المحادثات والدردشات ذات الخصوصية الشديدة بعد قراءتها، وعدم إرسال محتوى للغير وعدم ذكر مصدره، و فتح الرسائل الصوتية أمام الآخرين، وإرسال للغير محتوى خاص بدون الأستئذان من مرسله، و قص و تبديل محتوى ورد من الغير، ويتعلق بملكية فكرية لمرسله، و أستخدم تطبيق الغير بدون أستئذان، و أدخال شخص ما في مجموعة ما دون موافقته، و ارسال محتوى للغير يحتوي على معلومات غير متأكد من صحتها، وتسجيلات صوتية، وفي كل ذلك لا يعلم الكثير أنّ كل تلك الأعمال يحاسب عليها القانون .
من جانب آخر وفيما يتعلق بترشيد، وحالات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فقد باتت تلك المواقع صراع وحرب خفية بين بعض المستخدمين، ونلاحظ مدى انعكاس الحالة النفسية، والمشكلة التي لدى المستخدم، فبعضهم يذيل المنشور بعبارة " مقصودة" فيما البعض الآخر يكتفي بالإيحاء أو الإشارة ، وقد يحمل المنشور أو حتى التعليق علامات من النفاق أو الاستعراض، أو المجاملة في غير محلها، أو نقدا في غير موضعه، أو مدحا في غير آوانه، أو تمريق معلومة عن حالة أو وضع معين لشخص واحد فقط، ويزداد الأمر صعوبة عندما يحاول المستخدم ارسال رسالة خاصة عبر العام لشخص واحد فقط، في حين أنّ الآف المتابعين لا يعنيهم الأمر شيئا.
في كل ذلك وجد بعض المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي ضالتهم فيها، لأسباب عديدة لعل من أهمها عدم القدرة على الحوار مباشرة ، والخوف الناتج من المواجهة مع الآخر، أو اليأس من الآخر لحل إشكالية معينة، أو التأثير في اتجاهات الآخرين لهدف معين، أو تمريق معلومة بشكل غير مباشر، أو السعي لمنفعة أو مصلحة بدون وجه حق، وأسباب أخرى كثيرة يطول الحديث عنها .
لا شك أنّ هنالك الكثير من الحلول التي لا بد أن يتصدى لها المعنيين في الإعلام وعلم النفس والتربية والاجتماع لمعالجة هذه الظواهر، تنتهي بتوصيات لجهات ذات أمر مثل وزارة الثقافة ووزارة الدولة لشؤون الإعلام، والقضاء ومجلس الأمة لوضع تشريعات أو مواثيق أخلاقية للأستخدام، ولعل الجانب الثقافي والتوعوي هنا هو الأهم ، وضمانة مزيد من الحرية والعدالة والمسائلة، مسبوقة بحملات توعوية بضرورة أن يكون المحتوى راقيا بناءً مثمرا ، يراعي المصلحة العامة، ويجعل من صفحات مواقع التواصل صفحات غنية ، بعيدة عن المكائد والتزلف والنفاق والتصيد والعمدية وكل ماهو خاص بمعنى توجيه رسائل للآخرين، ويجعلها صفحات تعج بالتسامح والمحبة والمناسبات السعيدة ، والفائدة العظيمة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :