facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من هو اللئيم؟


د.م. أحمد محمود الحسبان
06-04-2022 10:06 AM

سمعتها كثيرا تلك الكلمة، فلان لئيم، اذا أكرمته تمردا، ولكن لم أكن أعرف ان لها عشرات التعريفات، بل وجد الادباء والحكماء أنفسهم مقصرين في اعطائها حقها مهما أسهبوا في تعداد صفاتها، ومهما نظم الشعراء القوافي بمدلولاتها. فاصطلاحاً اللئيم هو الدنيء النفس الشحيح. ومن أهم ما يُوصَف به اللَّئيم: الظُّلم للضَّعيف، وقِلَّة المروءة، والكِبْر، والخيانة، وأفضل من وصف اللئيم هو الجاحظ، وذكر الكثير من صفاته، أقتبس منها جزءا بسيطا وغريباً: (ومِن صفة اللَّئيم: أن يظلم الضَّعيف، ويظلم نفسه للقوىِّ، ويقتل الصَّريع، ويجهز على الجريح، ويطلب الهارب، ويهرب من الطَّالب، ولا يطلب مِن الطَّوائل إلَّا ما لا خِطار فيه، ولا يتكبَّر إلَّا حيث لا ترجع مضرَّته عليه، ولا يقفو التَّقيَّة ولا المروءة، ولا يعمل على حقيقته). وقد ذكر عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم انه وصف أهل القرية التي استطعماهم موسى والخضر وأبوا ان يضيفوهما بأنهم كانوا قوما لئاما، حيث رفضوا اطعام عابري السبيل من شدة لؤمهم.

وفي مقال للدكتور عبد الدائم الكحيل عن اللؤم؛ (بعد أن اطلعت على حديث النبي الكريم عن أشراط وعلامات الساعة، حيث أخبر عن واقعنا المعاصر اليوم بدقة مذهلة. قال صلى الله عليه وسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعُ ابْنُ لُكَعٍ) [رواه الترمذي] وفي اللغة اللكع كلمة تطلق على اللئيم أو الخسيس، أو دنيء الحسب، أو من لا يعرف له أصل ولا حُمِد له خلق، وهي في أصل لغة العرب تطلق على العبد ثم استعملت أيضاً للدلالة على الحمق والخسة والنذالة واللؤم.) انتهى كلامه. فازدياد سعادتهم بالدنيا تعني اقتراب الساعة، يسعدون بظلم الناس وهضم ابسط حقوقهم، ويجمعون أموالهم وفق مصالحهم، ويستمرئون ما بغيرهم من جوع وحاجة وعوز.

ومن أسوأ الصفات التي اجمع عليها الكثيرون واستوقفتني، هي ان اللئيم (يظلم الضعيف، ويظلم نفسه للقوي، ويقتل الصريع، ويجهز على الجريح)؛ وهذا بحد ذاته كفاية لمعرفة دنو نفسه، انه يستقوي على الضعيف والجريح والصريع، والغريب انه يظلم نفسه للأقوى منه، عندما يجد نفسه ضعيفا له، اختصاصه في هذه الدنيا هو الضعفاء من الناس بما فيهم ذاته عندما يضعف امام غيره، يزيد من مأساتهم ومأساة نفسه كذلك، ويفتح جروحهم بل ويوسعها نزفا، ولا يستثني نفسه من ذلك، اذا كان في حالة ضعف لغيره، فقد يجلد نفسه بنفسه اذلالا ومهانة، ولا أعلم كيف يفعل ذلك بنفسه على الأقل، وما هي دوافع تلك النفسية الرديئة.

مقصد القول؛ اقف عاجزا عن اي وصف يزيد عما قيل، ما دامت هذه أشهر صفاته، فلا أتوقع من ظالم لذاته الا يظلم غيره، حتى لو كان غيره ضعيفاً، فالذي لا يرحم نفسه، لن يرحم غيره. واللئيم هو أخطر البشر ضررا وضرارا في ذلك، فهو أشد من الحاسد، أو حتى الساحر، لأن هؤلاء قد يدرأ خطرهم نوعاً ما، ولكن اللئيم لا نعلم متى تظهر خطورته وكيف ولماذا.

خلاصة القول؛ اذا تيقن المرء من وجود لئيم بمحيطه القريب ضمن دائرة تعاملاته اليومية، وجب عليه أن لا يثق فيه أبداً، والأفضل ان يبعده خارج نطاق محيط تعاملاته كاملة، ليست اليومية منها فقط، بل جميع احتمالات تعاملاته معه وللأبد. عافانا الله وإياكم من لئام النفوس.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :