facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مسار الحريث بمحمية اليرموك


عبدالرحيم العرجان
17-04-2022 10:21 AM

محمية طبيعية بين ستة قرى للشمال الغربي من إربد عروس الشمال، عند ملتقى حدود المملكة مع فلسطين وسوريا، أما في الأفق يطل حرمون جبل الشيخ اللبنانيّ بقمته البيضاء، حيث جمعت ما بين ذاكرة المكان وسحر الطبيعة والإرث الإنساني بالمحافظة على ما هبانا إياه الله.

ومع بدء الشهر الفضيل، فقد كان مساري صباحي محدود المسافة، وتعليمي توثيقي لجمال نباتات الربيع، وتأملي ضمن حدود محمية اليرموك المستمدة اسمها من النهر القريب، فرمضان هو شهر له حكمة بالطاقة والقدرة على المسير مع الصيام السوسنة أميرة أزهار الربيع.

ومن مسارات المحمية الأربعة، اخترت ممر الحريث لإمكانية القيام به منفرداً دون مرافق أو دليل، والمصنف بالمكان الاستجمامي والتعليمي، حيث يصلح لجميع أفراد العائلة بدرب محدد المسارب، وبصفين حجارة على مدى ثلاثة كيلو متر، ذهاباً وعودة، وإشارات تعريفية وإرشادية، ولدي ما يكفي من الوقت لتصوير نباتات وأزهار الربيع بعناية المتجددة من موسم إلى آخر وتحديداً ضالتي زهرة الأردن الوطنية "السوسنة"، التي تعد أميرة النباتات وملكة الأزهار الملهمة للوحات الفنانين التشكيلين، وغاية المصورين حين كانت يوماً أكبر المنحوتات المشاركة بجناحنا ضمن معرض هانوفر اكسبو في ألمانيا.

سجل بالمملكة عدة أنواع، وجميعها محمية بالمعرفة والتوعية وذلك لندرتها؛ فمنها سوسنة أم قيس الشهيرة بلونها اليلكي، المتفردة بتسجيلها في الأردن وفلسطين، أما النادر جداً منها فهو الأصفر، بجانب سوسنة الناصرة البيضاء المُنقطة، والسوسنة السوداء ذو اللون القاتم، وكذلك سوسنة البتراء المنتشرة في الطفيلة والشوبك وعاصمة الأنباط، وشقيقتها بالمكان سوسنة النقب صغيرة الحجم، وتجلت في كثير من إرثنا التاريخي بزخارف الأرضيات الفسيفسائية، والجداريات، والنقوش، والتوريقات بالقصور والمعابد. إضافة إلى ذلك، استمد منها تصاميم أجمل الحلي وألوان الملابس، أما أوائل الباحثين الذين أشار لأهميتها العالم البريطاني أمهيرس هايتي عام 1872م خلال تجواله مع بعثة استكشاف شرق الأردن، وإعجابه بها حين صادفه الحظ، وقد تزامنت رحلته مع الربيع، كما تفخر كبريات دور العطور ومنها دولتشي و جابانا والتي تعتبر ضمن أهم تركيبات مستحضراتها.

يأخذك الممر بتعرجاته بين أشجار الزعرور والخروب والدلب الشرقي والأوركيدا، والملول الشجرة الوطنية للدولة، وغيرها من 564 صنف وثقت بعناية ضمن مساحتها البالغة 21م2 خاضعة لإدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة منذ عام 2010.

التنوع الحيوي وتكامله
ولوقوع المحمية قرب مصادر المياه، استوطنها الغزال العربي وابن أوى والوبر، وقد سجل فيها 43 حيوان و 111 طير ما بين مستوطن ومهاجر في طريقه عبر قارات العالم القديم، ومن طائر الهدهد والنسر الأسمر، وإن أصغيتَ فقد تسمع صوت نقار الخشب السوري، أو هديل الحمام المرقط، أو زقزقة عصفور الوروار المعروف بتغذيته على النحل، أو تلمح ما قصد للشرب من الجرون الصخرية القديمة بسلام.
كما يعيش فيها العديد من الزواحف ودوماً ما يكون الحديث في هذه الحالة عن الأفاعي السامة، ومما وثق هناك الدودة العمياء والمتوجة والمقلمة، أما الحنشان ففيها العربيد الأسود والقزم المقدسي، وثعبان النرد الذي يسمى بالعامية بالمبرقش، وكذلك حية السوط الأحمر المعروفة بحية الزيتون وكل مخلوق وجد بقدر لفائدة التوازن البيئي.

ذاكرة المكان
وعلى جنبات الممر هناك قنوات رومانية وبيزنطية شقت بين الصخور وفق نظام حصاد مائي، قد دُرِسَ بعناية أبان مملكة الحكماء والفلاسفة "جادرا"، وأطلال برج المراقبة بحجارته القديمة، وليس ببعيد عنه كان هناك لجيشنا العربي المصطفوي خنادق، وتحصينات، ونقطة مدفعية، وبرج مراقبة، ترسخ فيها دور البطولة والشجاعة للذود عن حمى الوطن وحدوده وأالاستبسال بحكاية سطره بكرامة جنودنا الأشاوس والقيادة الهاشمية الحكيمة.

وعند تلك النقطة عليلة الهواء، كانت نهاية المسار على شفا الذي يشرف على حوض نهر اليرموك "الهوة المقدسة" بمعناه البيزنطي هيرموكوس قبل أن يعرب، ومعركة المسلمين الخالدة 636 م، وتفريعة القطار الحجازي حين كان يعلو سواد دخانه عنان السماء وجسره الحديدي المدمر فوق النهر، وجبال الجولان، وبحيرة طبريا، وبركة العرايس، بين بلدتي المخيبة الفوقا والتحتا ضمن تكوين أرخيمٍ جيولوجي، مكوّن من الحجر الجيري الفقاعي الملحوظ بكواته، وطين المارلي، وجيري الستروماتوليتي والأونكوليتي، وما بين الشفا +284م ومجرى النهر - 182م ما يقارب 550 متر تباين ارتفاع، فهذا المكان الذي لا تريد أن تبارح هدوئه وسحر جماله لتعود من نفس الطريق لنقطة البداية من مركز الزوار.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :