facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ورثةُ "أبو حنيك" يهينون القهوة !!


سليمان القبيلات
02-07-2007 03:00 AM

بتطويعه القسري للصحراء تسنّى للجنرال جون كلوب "ابو حنيك" كسر ناسها الذين وجدوا انفسهم في مواجهة اقطاع وزعامات قبلية متحالفة معه، ما افضى عبر عقود هذا التحالف الى انبثاق شخصية اردنية تشبه اوديب في مأساته في وهم المتغير وانكشافها امام سراب يتفاقم لينتج مجتمعا منزوع الهوية وهو ما يعبر عنه الاردنيون في حال جلد الذات التي يعيشون.لقد كانت عسيرةً مهمةُ الجنرال جون كلوب "أبو حنيك" التغلغل في البادية الاردنية وتطويع ناسها، لكن الحاحَه الطويل مكّنهُ من وضع موطئ قدم في صحراء استعصت على الاتراك قبله. وبشراء الذمم والترهيب انخرطت نسبة كبيرة من البدو في حملات "ابو حنيك" ضدهم، حتى بات وصفه هذا يتردد "تحبباً" وتزلفاً يشيان بسذاجة ادرك مندوب الغزاة انها تعبير عن وفاء وانقياد بادية اصبح طاغيتها، وهي التي لم تهدل جناحها لغريب.
وعلى عهدة الراوي، فإن احد "شيوخ" القبائل اقدم في العام 1956، حال تناهى اليه خبر طرد "ابو حنيك"، على سكب القهوة على نار مجلسه مبقيا "الدلة" مقلوبة وقتا طويلا، في فعل يفهمه البدو باعتباره تدليلا على امر جلل ومحزن حد اهانة القهوة والنار المحصنتين في العرف السائد وازدرائهما. فالقهوة عند البدو لا تسكب على التراب، فما بالك اذا استخدمت لاطفاء نار مواقد مجالسهم.
والقهوة في البادية تمثل ملكة متوجة في كيف بدوي صعب المراس لا تستقيم اموره ويهنأ باله حتى يتناولها وان كان لا يدخن "الهيشة".
كان استتباب امر الصحراء ل"ابو حنيك" وزبانيته يمثل انكسارا للناس الذين لملموا جراحاتهم ليواجهوا واقعهم المستجد بطرائق تعبر عن رفضهم تسليم امرهم لاجنبي كان دوره مفصليا في منع تقدم البلاد، ومن ثم التواطؤ مع اليهود في حرب 1948 وتقديم فلسطين لعصاباتهم رغم جيش الانقاذ العربي الذي لم ينقذ نفسه.
زبانية "ابو حنيك" ومنتفعوه الذين انبثوا في جنبات الارض والمواقع باتوا سرطانا مستشريا في ديرةٍ لم تألف الاستقواء بالاجنبي فأثروا ومارسوا الفحش متحالفين مع قوى طارئة سادت لاحقاً.
اتقن ابو حنيك التقية (اظهار غير ما يبطن حتى يحقق هدفه) وكان في الواقع يستهزئ من الداخل الاردني . وما ان استقر له الامر حتى بات نيل رضاه غاية المنى بعدما رسخ ثقافة التقريب والنبذ حتى اتقنها القوم وصاروا اساتذة في فنونها.
منذ ايام كلوب لا يزال الاردني يبحث عن إجابة منطقية لوجعه القادم من موروث محتشد بالقسر والمنع حتى صار انسانا تراجيديا في حزنه واقتفائه الوهم، ما يُذكر بمأساة "أوديب" وفضاءاتها في البحث عن معنى معرفة المأساة ووعيها.
فطريق مأساة اوديب مفروش بنجاحات كانت في حله لغز أبي الهول وفوزه بمدينة طيبة وزواجه من الملكة جوكاست، اصبح اوديب في ذلك استثناء، اذ لم يتسنّ لسواه اجابة سؤال ابي الهول الذي دفع كثيرون لاجله حياتهم ثمنا لجهلهم وجسارتهم.
بيد ان المأساة في اقترابها تكشف زيف سعادة اوديب وهشاشتها اذ يجتاح الطاعون مدينة طيبة في اشارة لغضب الآلهة. وفي خضم المأساة يُسقط في يد اوديب معرفة اسباب كارثة الطاعون حتى يُرغِم الكاهنَ على البوح بالحقيقة في اشد تجلياتها غير المحتملة لينكشف سبب المصيبة في دواخل أوديب ذاته، بوصفه قاتل أبيه ومدنس أُمهِِ جوكاست.
واذ ينتهي اوديب في رمزية عالية الى فقء عينيه ليستأصل حقيقة حواسه الخادعة ليكف عن الابصار بعينين من لحم ودم، آنذاك فقط يتمكن من الرؤية بشكل حقيقي وجوهري.
.. في المطلق الاردني تجتمع فكرتان مأساويتان هما عذابات اوديب وكنه دعوة الشاعر المصري عبدالرحمن الابنودي للعنكبوت في قوله :
يا عنكبوتة كملي عشك لا حد حيزيحك ولا يهشك.
لمِي مهاجرينك وثبتي دينك، اتمطعي، وخدينا في وشك.
بلاد بلا عزّة ممكن تجيبي أجلها من هزّة.
بلا ضفة، بلا غزة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :