facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تدريبات للتعامل مع الوضع الراهن


طاهر العدوان
25-08-2010 03:55 AM

اذا اردت ان تُدرّب نفسك على التعامل مع الوضع الراهن, محليا وعربيا, مع تناقضاته ومصائبه, حتى لا تصاب بجلطة دماغية او قلبية او تدخل في حالة اكتئاب. عليك ان تتبع النصائح التالية:

- تجاهل تصريحات المسؤولين والحكومات حول حل القضية الفلسطينية. حرك (الريموت) الى فضائية اخرى للبحث عن برنامج وثائقي عن القرود والسعادين والسحالي او حتى عن المسابقات التافهة في الفضائيات الفارغة. فهذا افضل من سماع لغز المفاوضات غير المباشرة, والمباشرة, والاستيطان وغير الاستيطان من كلام في النهار يمحوه الليل, وبحيث تصبح المحرمات محللات شرعاً بين ليلة وضحاها.

من الافضل ان تعتمد على عقلك وحواسك وعيونك لترى حقائق ما يجري على الارض في فلسطين والقدس. وغير ذلك ليس إلا امعاناً في استفزازك والضحك على عقلك فتجنبه.

- دَرّب نفسك على تجاهل سماع قصص الفساد, وتَقَبل هذه القصص مهما بلغت مصداقيتها على انها جزء من حقوق الفاسدين على الوطن والمواطن!!. فما دام المنصب عاما, وما دامت القوانين (المؤقتة) قد وفرت الامن والامان حتى من (الشتيمة) للمسؤولين باسم الحفاظ على هيبتهم. فلماذا ترهق نفسك بحكايات فساد تظل مجرد كلام في كلام لو سردتها او سردها غيرك ليلا ونهارا, فلا تأثير لها على ارصدة الفاسدين وسلوكهم ولا على ما كسبت ايديهم وكراسيهم من منافع وارزاق واطيان الى (ولد الولد).

- لا تتضايق او تتذمر بمواجهة اخطاء المسؤولين التي تؤثر عليك مباشرة, انت وابنائك واسرتك, والناس من حولك. فالمسؤولون ليسوا مثاليين ولا هم بملائكة. فاذا انقطعت الكهرباء هذا ليس تقصيرا في السياسات والادارات, انما هو قدر الله الذي لم يبعث الينا بنعمة النفط حتى نرصد الاموال لتطوير الشبكات, واذا انقطعت المياه فالحق على الحكومات كلها وليس على حكومة واحدة لان مشروع الديسي ومشاريع المياه الاخرى, مرة تكون على رأس (الاجندة) عند حكومة ما, وهي في آخر الاجندة وبعد (سكن كريم وبرامج التحول) بمئة نقطة عند حكومة اخرى.

- عوّد نفسك على عدم الانزعاج من تناقض السياسات والقرارات الحكومية فاذا كان مجلس النواب (ابو البرامج في النظم الديمقراطية) يعمل عندنا على طريقة صوت ابن عمي ونسيبي وخالي. فكيف ستكون هناك برامج لحكومات عمرها مثل غيمة الصيف, حتى ان المواطن سيفشل في اجابة اي سؤال يتعلق باسماء الوزراء!

ومثلما تعتمد كل حكومة على اجتهاداتها الذاتية لتسيير امورها, عليك ان تعتمد على نفسك في شؤون حياتك. فاذا كنت عاطلا عن العمل لا تُتْعب نفسك فالحكومة لا وظائف عندها, ولا في القطاع الخاص الذي يشكو ايضا من الازمة المالية, فليس امامك الا المواظبة على مواقيت الصلاة الخمسة في المساجد. فالتعامل مع متاعب الوضع لا حل له الا بتغذية القلوب بالايمان والدعاء بالفرج.

- اخيرا, انصحك اذا رأيت ان كل ما قدمته لك من تدريبات على الصبر والهدوء وتجاهل مَرارات الواقع, أنها نصائح تثير غضبك وتدفعك للاستنكار فما عليك الا ان تلجأ الى تدريب النفس في اتجاه آخر بادئا بتغيير ما في نفسك وما تعودت عليه من اتخاذ المواقف السلبية جدا تجاه كل قضية لها علاقة بالسياسة العامة وبمصالح الوطن والمجتمع باسره, وكأننا نعيش بحال (اللهم نفسي)!.

"ان الله لا يغيّر ما بقوم حتى يُغيّروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم, فالمواطن الايجابي, المشارك في بناء وطنه ومحاسبة من يسوسوه على الصغيرة والكبيرة, هو الذي يُنعم الله عليه هدوء النفس وراحة البال حتى يتفرغ عقله وجسده في المشاركة الايجابية بصناعة الحياة الكريمة له وللاخرين بالتمسك بحقه في اختيار نوابه وساسته.

راجع نفسك, في موسم الانتخابات هذا, لتعرف كم انت مسؤول عن اختياراتك الخاطئة, وسلبيتك القاتلة في كل ما يحدث لك ولابناء وطنك من غياب العدالة وفرص العمل, وازدهار الفساد, والتعثر في التقدم والانتاج, فالاصلاح يبدأ بصلاح نفسك وبتدريبها على شعور المواطنة الحرّة.


taher.odwan@alarabalyawm.net
العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :