عمون - عُرف قدماء المصريين "الفراعنة" بصناعة المعجزات في كل المجالات، وسحروا العالم بعدة طرق، بينها فن التحنيط الذي بقي سرا غامضا يبهر العالم على مر التاريخ.

كذلك أثبت محمد النني، لاعب وسط منتخب مصر وفريق أرسنال الإنجليزي، أن سحر أجداده الفراعنة لا يزال باقيا بعد مرور آلاف السنين، بعد التألق الذي ظهر عليه مع المدفعجية خلال الفترة الأخيرة.

ونقل النني سحر أجداده لعاصمة الضباب لندن، وكانت له بصمة واضحة ومؤثرة في الأسابيع الأخيرة من الدوري الإنجليزي بعدما عاد إلى حسابات مدربه الإسباني مايكل أرتيتا، ليصبح أحد أسباب صحوة المدفعجية وعودته إلى مصاف كبار البريميرليج.

كانت بداية العام الحالي 2022 مؤلمة للغاية لمحمد النني سواء مع فريقه أو منتخب بلاده، الذي خسر نهائي كأس الأمم الأفريقية 2022 بركلات الترجيح أمام السنغال، وأضاع تذكرة التأهل لكأس العالم (قطر 2022) بالطريقة ذاتها أمام المنتخب ذاته.

كذلك وجد محمد النني نفسه حبيسا لمقاعد البدلاء مع أرسنال، ليتكهن الجميع بأن أيامه باتت معدودة للغاية داخل قلعة الجانرز التي دخلها في كانون الثاني 2016 قادما من بازل السويسري.

إلا أن مسيرة اللاعب المصري وناديه اللندني انقلبت رأسا على عقب، وصعدا معا من قاع البحر إلى عنان السماء خلال آخر 7 جولات من الدوري الإنجليزي.

نال أرسنال 3 هزائم متتالية أمام كريستال بالاس وبرايتون وساوثهامبتون، في الوقت الذي كان فيه محمد النني يعض أصابع الحسرة على مقاعد البدلاء.

لكن أرتيتا قرر أن يمنح النني فرصة ثمينة في اختبار ثقيل، إلا أن لاعب المقاولون العرب السابق كان عند حسن الظن، وأسهم في فوز كبير لفريقه بالديربي اللندني في معقل تشيلسي بنتيجة (4-2).

كان هذا الفوز بداية سلسلة 4 انتصارات متتالية لأرسنال في حضور محمد النني شملت بعد تشيلسي كلا من مانشستر يونايتد، ووست هام يونايتد، وأخيرا ليدز يونايتد، ليقفز الجانرز للمركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي، ويعزز حظوظه في التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

وقال النني في تصريحات للصحفيين عن هذه الصحوة: "لقد انتظرت فرصتي طويلا، ولم أفقد حماسي في التدريبات لأكون جاهزا في أي وقت، وسأبذل قصارى جهدي حتى آخر يوم لي مع الفريق".

هذه الصحوة غيرت سيناريوهات محمد النني في الصحف الإنجليزية، حيث تبدلت اللهجة من ترشيحه للرحيل إلى الضغط على مسؤولي أرسنال بضرورة تجديد عقده.

ومن جانبه، رفع النني راية الولاء، قائلا: "أرسنال مثل بيتي، إذا أراد استمراري فلن أفكر في الرحيل.. أحب النادي، وأنتظر قرار الإدارة بشأن العقد والأمور الأخرى".