facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المقاومة بين الانتصار السياسي والتحدي الأمني


معتز خليل
30-05-2022 07:37 PM

أتابع عن كثب حالة الجدال السياسي المثارة الآن بين القوى الفلسطينية والمتعلقة بالتصعيد والتصدي لسياسات الاحتلال في القدس ، وأعتقد أن هذه الحالة من الجدال لم تعد تقتصر على التباين السياسي بين الفصائل المتباينة ، ولكنها أيضا باتت واضحة داخل الفريق الواحد، وهو أمر يعكس ديمقراطية المقاومة وحرية التعبير بها ، والأهم وجود جيل جديد شجاع يجاهر بآرائه دائما.

وفي هذا الصدد اشارت بعض من التقارير الصحفية إلى أن الحركة لا تحتاج إلى لغة التصعيد الحالية خاصة التي رددها القيادي بالحركة يحيى السنوار أو زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار ، خاصة في ظل لغة التحدي التي طرحتها الحركة .

بالإضافة إلى وجود حالة من الجدل السياسي التي تفجرت بين الشباب في المقاومة ، ممن أتهموا القيادات الحالية بأنها وبتصريحاتها شجعت نشطاء اليمين الإسرائيلي على القدوم إلى القدس ، ما تسبب في تسجيل رقم قياسي جديد في عدد اليهود في الحرم القدسي خلال مسيرة الأعلام الإسرائيلية ، ووصل الأمر إلى وجود مطالب مصيرية بضرورة القيام بالتغير في الانتخابات المقبلة للمقاومة ، خاصة حركة حماس لاستبدال هذه القيادات في ظل إخفاقاتها الأخيرة.

عموما ومن خلال قراءتي السياسية لمنصات ومواقع التواصل الاجتماعي وجدت أن هناك حالة من الاستنفار التي تسيطر على الساحة الفلسطينية ، خاصة عقب الدعوة التي أطلقتها قيادات بالحركة أعلنت أنها ستقوم بضرب أهداف في قلب إسرائيل من الأراضي اللبنانية.

وفي هذا الإطار تابعت تصريحات بعض الإعلاميين اللبنانيين بل وأيضا بعض من النشطاء ممن طالبوا بمنع الحرب ضد إسرائيل ، وفي هذا الصدد كان الجيش اللبناني في حالة تأهب قصوى وانتشر في مناطق المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان لمنع إطلاق صواريخ على إسرائيل.

واعتقد أن هذه كانت مسؤولية وطنية بالطبع من الجيش اللبناني بل وقيادات حزب الله التي لا ترغب بالمطلق في التصعيد الأمني الآن، وهو أمر يعكس مسؤولية اعتقد أن الحزب والجيش اللبناني على حد سواء تحلوا بها .

في هذا الصدد أيضا أقول وعلى مدار الأسبوعين الماضيين وجهت حركة حماس تهديدات بالتصعيد السياسي والأمني إن قامت القوى اليمينية باقتحام المسجد الأقصى ، وفي هذا الصدد كان لافتا أن غالبية متحدثي الحركة سواء بفلسطين أو خارجها هددوا بمعاقبة إسرائيل حال القيام بأي تصعيد.

اللافت أن الأمس شهد الكثير من التطورات واقتحامات اليمين الإسرائيلي للمسجد الأقصى ، بل وقام بعض من أعضاء الكنيست بالهجوم على الأقصى واقتحامه ، وهو ما قوبل بهدوء من حرمة حماس. ولاحظت مع متابعتي اليومية لمنصات التواصل الاجتماعي أن الكثير من الفلسطينيين يطالبون حركة حماس بمواجهة الشعب الفلسطيني وتوضيح سبب عدم ردها على مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس.

وكان واضحا أن التصريح اللافت الذي خرج من حماس بشأن هذه المسيرات هو ما قاله الناطق بلسان الحركة والذي قال إن سكان شرقي القدس تمكنوا من الوقوف في وجه الاحتلال.

وفي هذا الصدد أبلغني مصدر فلسطيني مسؤول في لندن أن هناك على ما يبدو أتفاقا مصريا قطريا لحماس يدعوها للتهدئة وعدم الرد ، وفي المقابل كان واضحا أيضا أن إسرائيل حصرت المسيرات في ساحات القدس محاولة ضبط النفس بأقصى قدر ، وهو ما جعل الاشتباكات تتميز بالفردية دون تصعيد لافت يذكر.

ومن هنا اعتقد أن عدم رد حماس هو جزء من لعبة سياسية لافتة ، صحيح أن الكثير من الفلسطينيين توسموا في الحركة أن ترد وبقوة على استفزازات إسرائيل ومسيراتها السياسية الاستفزازية ، غير أن الواقع حمل عكس ذلك تماما.

واعتقد أن ما قامت به حركة حماس من عدم التصعيد والرد هو أمر يعبر عن مسؤولية وطنية بارزة ، وحماس حركة كبيرة واعتقد ان صوت العقل والتهدئة وعدم التصعيد كان غالبا بعد اسابيع من التهديد والوعيد ، وهو التهديد الذي يدفع ثمنه بالنهاية أبناء القطاع ممن يعيشون في أسوأ أزمات اقتصادية ويرغبون في العمل بإسرائيل وفتح افق التعاون والسلام بدلا من التصعيد الغير مبرر ، وهو أمر بالطبع أدركته حماس التي قلت وسأقول أن قادته هم أخوة قبل أن يكونوا فرقاء سياسيين ، وعناصره هم آباء قبل أن يكونوا قيادات ، وهم يعلمون قدر المعاناة التي يعانيها ابناء شعبنا في غزة وعموم أراضي الضفة.

شكرا لحماس وشكرا لحزب الله وشكرا لأجواء التهدئة التي نحتاجها بدلا من التصعيد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :