facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاستقلال .. والانجاز


المهندس خالد ارشيد الحيصة
31-05-2022 12:01 PM

في عمر الدولة منذ تاسيسها كانت هناك عزيمة في البناء حيث كل قد كد واجتهد ليتراكم البناء وليتحقق الانجاز تلو الانجاز، وحيث كانت المساحات كبيرة والميدان واسع فاجتمعت السواعد على البنيان كل يوم يكبر ويكبر واملنا يكبر واحلامنا تكبر ، فنسعد بعد تعب المشوار وطول الطريق ، ومع تطور الزمن ونضوج الدولة ووصولها الى مراكز متقدمة ،...رافق ذك نكبات ونكسات ومصاعب في المحيط وفي الداخل، بدأ الارهاق الاقتصادي والسياسي وكان له اثر واضح على الوضع الاجتماعي والمنظومة المرتبطة بالفرد فبدانا نرى انجازا هنا واخفاقا هناك، ولذك تنبهت الدولة الى وجود خلل قد شاب المسيرة حيث كان حجم وحش ثنائية الفقر والبطالة قد خيم بظلاله على طبقات المجتمع الدنيا والوسطى، ومن هنا بدأ الاجتهاد في وضع حلول تساهم في التخفيف من وطأة هذا الوحش الكاسر،....
كانت هناك اجتهادات فردية تنجح جزئيا لانها غير مرتبطة بخطط لها علاقة بالزمن، الانجاز، وتوفر التمويل اللازم لانجاحها واستدامتها.

وهنا لا بد ان اكون اكثر تخصصا ، وعلى فكرة التخصصية مفتاح التخطيط السليم والنجاح، فكثير من يهرف بما لا يعرف، اذ ان مثالي مرتبط تماما بالقطاع الزراعي ، حيث ساسرد لكم بعض الفترات التي تلاحقت في العقدين الاخيرين:

قبل الازمة الاقتصادية العالمية عام 2008، كان القطاع يسير في في خطى آنية ثابتة ينقصها التخطيط على المديين القصير والطويل.

بين عامي 2011 و2013 مع بداية الربيع العربي والنكبة السورية وهجرة اعداد كبيرة الى الاردن قد حملوا الموارد الارضية والمائية والاجتماعية حملا ثقيلا لم تتحمله الدول العظمى ومنها ما تعيش على الماء ووفرة الاراضي الخصبة وتتوفر لديها اعلى مستويات التكنولوجيا ولكنها لم تستطيع استقبال اعداد بسيطة من المهاجرين السوريين،...

ورافق ذلك الحمل الثقيل على الموارد خنق الحدود والمعابر من جميع الاتجاهات فاصبح انتاجنا محبوسا داخل حدودنا....، هذا رافقه ارهاق للمزارع الاردني وللمستثمر في القطاع الزراعي، مما ادى الى عدم القدرة على توفير التمويل اللازم واخذ نفس اطول في امكانية استدامة الانتاج بالحد الادنى، وهذا كان له اثرا واضحا على نوعية وكمية الانتاج،...

هذه الظروف مجتمعة لم تعطي المعنيين فرصة للتفكير مليا والتخطيط جليا للوصول بالقطاع الزراعي الى بر الامان،...

وتلك هي صدمة كبرى ( جائحة كورونا) في عام 2019 التي عاثت في الارض هدما وتدميرا وتشريدا،...

فبعد ان استكانت الامور ورضينا بالواقع ان يكون تسويق منتجاتنا في الداخل في ادنى الحلول لسد الرمق الاخير للمزارع الى ان قطعت كورونا الاوصال فلم يستطيع المزارع ان يصل بانتاجه الى الاسواق الداخلية بل انه لم يستطيع الوصول في بعض الاحيان الى مزرعته.

وهنا كانت الصدمة الكبرى للقطاع الحكومي بشكل عام والقطاع الزراعي بشكل خاص، حيث تبين ان مختلف الوزارات ومنها وزارة الزراعة لا تملك البيانات والمعلومات الكافية التي تؤهلها لان تضع خطة طواريء مناسبة تمكنها من تسيير الاعمال بالحد الادنى على الاقل.

اذا كنا نجتهد في التخطيط وعلى نظام الفزعة وكان هناك قصورا واضحا للعيان نتيجة لنظام الفزعة المعتمد وردات الفعل اللامتزنة والتي سببت تراكما في الخطأ والعجز على حد سواء.

على تلك الصيحات افاقت الحكومة من سباتها وهذا بشكل عام وعلى وجه الخصوص في وزارة الزراعة وتم التاكد انه لا بد من الانفتاح على الاخر والجلوس مع جميع الشركاء والخبراء والممولين وعلى راسهم صاحب المصلحة المزارع الاردني لتنهض الوزارة وكأنها مركزا للحجيج فالكل يحاول ان يتواصل مع المعنيين للالتقاء ودراسة نقاط الضعف ورسم الخطط واقتراح الحلول، لكن الوزارة كان لها راي اخر حيث من اهم الدروس المستفادة من المراحل التي ذكرت سابقا هو ترتيب البيت الداخلي من حيث توفير بيئة العمل المناسبة وتحسين وتجويد القوانين والانظمة والتعليمات واستقطاب الخبرات بما يتواكب مع التطور الحديث في العالم وخاصة التطور الذي يؤثر بصورة مباشرة على القطاع الزراعي ، وايضا استفادت الوزارة واعتبرت ان العمل الفردي ينجح الى حد ما وان العمل الجماعي والتخطيط والمشورة التي تاخذ بعين الاعتبار اصحاب المصلحة والشركاء هي الاساس للحوار والنقاش المستفيض والبدء بوضع الخطط،...

وهنا كانت الانطلاقة ان صيغت خطة وطنية زراعية مستدامة 22-25 جبت ما قبلها من نظام الفزعة والفردية الى التشاركية والعمل الجماعي ، عرضت على الحكومة فاستساغتها وباركتها الارادة الملكية.

تضمنت الخطة البرامج والمحاور والخطط والخطط البديلة المرتبطة بالزمن وبتوفر التمويل والدعم فكانت شمولية ومرجعية لا يمكن تجاوزها حيث انها صيغت بايدي ابناء القطاع على مختلف المستويات .

وعليه كانت الخطة صورة ورسالة وزارة الزراعة جلية لاغبار عليها افتخر بها من هو داخل القطاع واحترمها من يتعامل ويرتبط بالقطاع الزراعي.

فالخطة هي الانطلاقة واساس العمل حيث ان الخبراء والشركاء والممولين لديهم مرجع وخارطة طريق ونموذج عمل مرتبط بالانجاز ، الزمن، والتمويل.

هنا اصبح الانجاز.......... استقلالا

هنا اصبحت الرايات.......خفاقة

هنا اصبحت وزارة الزراعة..........محجا للعلماء والخبراء والشركاء والداعمين

* مدير ادارة المشاريع في وزارة الزراعة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :