facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بوتين في البحر الميت .. ماذا هناك؟


د.حسام العتوم
04-06-2022 11:19 AM

بداية كل الشكر والعرفان للإتحاد الأوروبي على فزعته معنا هنا في الأردن لمعالجة وضعنا الاقتصادي الصعب في الأإجتماع الرابع عشر الذي شرفه جلالة الملك عبد الله الثاني، في زمن لازالت فيه الوحدة العربية عبر تلبية نداء ملك العرب وشريفهم الحسين بن علي طيب الله ثراه حلمًا يراودنا جميعا نحن العرب، ولقد أسعدني الدعم المالي المباشر من قبل الاتحاد للأردن من خلال حزم ثلاثة متتالية منها الآني، ومنها المؤجل تحت الدراسة، فلقد تم الإعلان وعبر تبني أولويات الشراكة بين مملكتنا الأردنية الهاشمية وبين الإتحاد الأوروبي للأعوام 2021 2027، وتبادل وثائق الإعتماد بين وزير خارجيتنا أيمن الصفدي وممثل الإتحاد جوزيف بوريل عن دعم فوري للمشاريع الأردنية الإصلاحية حجمه 364 مليون يورو والتي في مقدمتها (محطة التحلية، ونقل المياه)، ورصد 50 مليون يورو وغيرهن، وبهدف تحديث جسر الملك حسين، وتقديم العون للاجئين السوريين، والذهاب وبشكل مشترك لحل الأزمة السورية العالقة في الجوار، وفقًا لقرار مجلس الأمن 2254، ولقد شارك في اللقاء أيضًا وزراء التخطيط، والعدل، والصناعة والتجارة، والشؤون القانونية.

والملفت للإنتباه في مؤتمر البحر الميت المفيد لنا هنا في الأردن أنه استثمر حضوره بيننا، ووسط الرأي العام العربي، بأنه جنح ليمرر رسالة لروسيا الإتحادية صديقة الأردن والعرب، مفادها بأن الرئيس بوتين تحديدا وليس غيره في الغرب، هو من رفع الاسعار في العالم، وبأنه هو من شن حربًا على أوكرانيا المسالمة، وهي رسالة في غير مكانها الصحيح، وغير موفقة، ومضمونها غير صحيح وسط ظرف دولي صعب من وجهة نظري، بإعتباري متابعًا للشأن السياسي الروسي، ومحللاً إستراتيجيًا في مجاله وبعمق، ويبدو لي هنا بأن أحدًا في العالم لا يقدم ماله لنا في الأردن لسواد عيوننا، وعملية تمرير الرسائل الهادفة لخدمة توجهات الغرب الأمريكية ماثلة، وكتابي الثاني "الرهاب الروسي غير المبرر" الصادر عام 2020، والذي يتحدث ببساطة عن الخوف غير المبرر من السياسة الروسية الخارجية، ومنها العسكرية، المعتدلة والحكيمة في شرقنا العربي وفي العالم، ويحمل حقائقًا للتاريخ تبقى شاهدة على العصر، ولولا ظرف (كورونا) وقتها لحظي إلى جانب جامعتي البترا المميزة برعاية ملكية سامية، وسبق لدولة الدكتور عدنان بدران أن رعى حفل كتابي الأول إلى جانب سفير روسيا الإتحادية السابق بوريس بولوتين، والذي هو بعنوان "روسيا المعاصرة والعرب" عام 2016، وحظي برسالة شكر من جلالة الملك عبد الله الثاني، وكتاب ثالث لي بعون الله سوف يتخصص بالحرب (العملية) الروسية – الأوكرانية قريبا.

فماذا قال ممثل الإتحاد الأوروبي عن بوتين وروسيا في البحر الميت وفي الصحافة البريطانية (جارديان)؟ لقد صرح وأسهب، "بأن ما يقوم به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاليًا يعد إنتهاكًا للمبادئ الأساسية للتعايش السلمي بين البشر، وأكد وقوفه إلى جانب أوكرانيا وشعبها، وهي مسألة حياة أو موت للدول الأوروبية "، وواصل بوريل قوله بأن هجوم غير مبررمن جانب قوة نووية عظمى قامت بإجتياح دولة مسالمة من دول الجوار، والتي لا تشكل أي تهديد أو خطر عليها " - إنتهى الأقتباس . وسؤالي العريض هنا، وهو الذي أوجه إجابته الصريحة للرأي العام العربي، هو من بدأ الحرب الأوكرانية فعلاً، التي أطلقت عليها موسكو ( العملية العسكرية ) بتاريخ 24 شباط 2022 ؟ وهل دولة (غرب أوكرانيا ) كانت ولازالت بريئة ومسالمة كما يصفها ممثل الإتحاد الأوروبي بوريل هنا في البحر الميت؟ وهل هي حرب أو عملية دفاعية إستباقية تحريرية من قبل موسكو فردية القرار، ومن دون هدف؟ وكيف تعامل الجيش الروسي وسطها بالمقارنة مع جيش غرب أوكرانيا وفصائل ( أزوف وبنديرا ) المتطرفة والعنصرية لدرجة النازية؟ وما هو دور الغرب الأمريكي في الحوار مع موسكو مثلاً لإنهاء الحرب ( العملية )، أو في إدامتها ولماذا؟ وهل الغرب الأمريكي بريء فعلاً، وتجمع فاضل ؟

أقولها هنا وبصوت عالي، وبصراحة، وعلنية، وبموضوعية وحياد، ومن دون مصلحة شخصية، بأن الحرب ( العملية ) الروسية التحريرية الإستباقية والتي أرادت لها موسكو – بوتين أن تكون نظيفة، وتعكس العقيدة السياسية والعسكرية المستقيمة، والمشهود لها تاريخيًا منذ الحرب العالمية الثانية ( العظمى ) 1939 1945 بإرتكازها على القوة في المواجهة وليس في الإعتداء، أو بقصد الإحتلال، بدأت ليس من ( موسكو ) العاصمة، وإنما من العاصمة الأوكرانية ( كييف )، ومن عواصم أمريكا وبريطانيا، والغرب عمومًا، بعد قيادتهم للثورات البرتقالية قبل وأثناء إنقلاب عام 2014 الدموي، الذي هدف إلى إجتثاث الحضور الروسي من أوكرانيا لأسباب ذات علاقة بأهمية إستمرار الحرب الباردة وسباق التسلح لمصلحة الغرب، ولكي يستمر الضغط على البنية التحية لروسيا الناهضة إقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، وعبر تشديد الحصار عليها لاحقًا بعد التمسك بحجج وهواجس واهية تفسر بأن الحرب بدأتها ( موسكو ) ولأهداف سرابية إحتلالية لغرب أوكرانيا وعاصمتها ( كييف )، فتم بداية التخلص من الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يونوكوفيج، وبعدها أدخل الغرب الأمريكي النخبة السياسية الأوكرانية المتطرفة الحاكمة بقيادة رجل الأعمال الثري (بيترو بارشينكا ) سابقا، ثم الفنان والمسرحي الفكاهي ( فلاديمير زيلينسكي ) كاتب مسرحية الحرب نفسها في موجة من الإغراءات اللوجيستية، مثل إحتمال دخول أوكرانيا لحلف ( الناتو ) العسكري المعادي لروسيا، وإنتاج ( قنبلة نووية ) مشتركة ( أوكرانية غربية وغرب أمريكية )، ونشر 30 مركزًا بيولوجيًا خبيثًا متخصصة في فايروس ( كورونا ) لمواصلة بثه وسط الأراضي السوفيتية السابقة، ومعلومة جديدة أكدها الجنرال الروسي ( كيريلوف ) تفيد بتصنيع أمريكا من جديد لجدري القرود الأشد خطورة على البشرية بعشر مرات، والغرب الذي يدعي الفضيلة غير راغب بالإصغاء لمظلمة وقضية دولة عظمى مثل روسيا يقيم معها علاقات دبلوماسية وتبادل تجاري رفيع المستوى، وهي، أي روسيا قدمت له مشروعًا ضخمًا من مادة الغاز، أطلقت عليه ( غاز2 ) وبكلفة بلغت (11) مليار دولار، وبأسعار تفضيلية، وهو أي الغرب مصر على عدم سماع صوت روسيا، ويعمل ليل نهار على إلحاق الأذى بها رغم سمو حضارتها التاريخية العريقة منذ زمن عهد قياصرة (رومان)، فمن تسبب في قتل أكثر من(14) الف قتيل من سكان شرق أوكرانيا في إقليمي ( الدونباس ولوغانسك )، وجلهم من الروس والناطقين بالروسية وبحجم يصل إلى حوالي 4 ملايين نسمة، هي ( كييف ) السياسية ومعها الغرب كله، ومن بينهم أكثر من( 500) طفل، وتشريد مليون منهم إلى داخل روسيا، وأعدادًا ليست بسيطة هبطت إلى الملاجيء، ولا زال القصف الغرب أوكراني، وبعد تكديس السلاح الأمريكي والأموال البريطانية وغيرها الغربية في ( كييف ) مستمرًا، والهدف بعيد المدى إستنزاف روسيا وإدامة الحرب .

ومنذ البداية راوغت ( كييف – باراشينكا ) بتطبيق إتفاقية ( مينسك 2015 ) وحوارات ( النورماندي ) التي كان بإمكانها ضبط إيقاع الحوار الأوكراني غربًا وشرقًا، والحفاظ على الأقاليم الثلاثة ( القرم والدونباس ولوغانسك ) في إطار سيادة أوكرانيا، وبضغط غربي أمريكي واضح رفضت ( كييف- زيلينسكي ) الحوار المباشر مع موسكو، ووساطة بيلاروسيا بالشأن نفسه، وعين الغرب وغرب أوكرانيا على تنفيذ رغبات أمريكا لكي يرسو إسطولها السادس في مياه القرم، ولكي تطرد الحضور الروسي من شرق أوكرانيا، وهما لا يعرفان ربما بأن إقليم ( القرم ) وبتصويت شعبي وبنسبة 95% وموافقة روسية رسمية أصبح روسيا وإلى الأبد، وبأن إقليمي ( الدونباس ولوغانسك ) وبناء على رغبتهما الشعبية، وبعد توقيعهما لمعاهدة تعاون ودفاع مشترك أصبحا مستقلين وإلى الأبد أيضًا في إطار سيادة الدولة الأوكرانية، وانطلقت العملية العسكرية الروسية النظيفة بدعوة منهما، وبقرارٍ جماعي من القيادة الروسية يرئاسة بوتين وهي كذلك بسبب المزيج الديموغرافي المشترك الأوكراني- الروسي، وبعد الإرتكاز على المادة 51 7 من مواد الأمم المتحدة التي تخول الدولة المعتدى والمتأمر عليها الدفاع عن نفسها وعن حلفائها، وهو حق لها ومظلمة، ولا رغبة لموسكو لإحتلال غرب أوكرانيا وعاصمتها ( كييف ) كما يروج مهرجوا المنصات الإعلامية من المحللين السياسيين والعسكريين الدوليين، وسوف تعود ( موسكو ) إلى ( كييف ) حالة شروعها مجددًا بإنتاج ( قنبلة نووية ) في الجوار الروسي، ووقتها سيكون الحديث معها ساخنًا، وهو ما لا نتمناه لها .

والسلاح الأمريكي في غرب أوكرانيا، ومنصاته الصاروخية الحديثة الراغبة ( واشنطن ) بإرسالها لهم، والتي هي بمدى 80 كيلومترًا، والتي بلغت تكلفتها 700 مليون دولار لن تحدث فرقًا في الحرب لصالح ( كييف )، وتم الإشتراط عليها أن لا توجه إلى الداخل الروسي، ومن السلاح الأمريكي ماوجه إلى الأسواق الإفريقية حسب آخر المعلومات، والأموال البريطانية بحجم 300 مليون دولار لن تخدم إعادة بناء أوكرانيا غربًا وشرقًا، ولم توجه لهذه الغاية، ولن تساعد في تطويق الفقر، والبطالة، والتضخم المالي، وحاجة أوكرانيا من الدولارات تصل إلى العديد من المليارات، وتصريح للرئيس زيلينسكي في مؤتمر وزراء مالية العالم بتاريخ 21 نيسان 2022 أكد من خلاله حاجة بلاده لـ 7 مليارات شهريًا، والبنك الدولي يقدر إعادة بناء أوكرانيا ب 60 مليار دولار، والرئيس بايدن طلب من الكونغرس مساعدات مالية لأوكرانيا جديدة قدرت ب 33 مليار دولار .

وتصريح عميد السياسة الأمريكية هنري كيسينجر في منتدى دافوس بتاريخ 24 أيار 2022، حول محاولة الغرب إلحاق الهزيمة في الجيش الروسي في أوكرانيا لا يعكس الواقع، وروسيا لم توجه إلى داخل أوكرانيا كل ما لديها من قوة نار، وحربها تأتي على شكل عملية عسكرية محدودة، ويعترف كيسينجر بمكانة روسيا في ميزان القوة الأوروبية تاريخيًا، وينصح ( كييف ) بضرورة أن تتخلى عن جزء من أراضيها لروسيا، وهنا ربما عنى بذلك أن تعزف غرب أوكرانيا عن المطالبة بأقاليم ( القرم والدونباس ولوغانسك )، وتحذيره أوروبا بعدم دفع روسيا للتحالف مع الصين في غير مكانه، ومن حق روسيا كما أمريكا التحالف معها، ومع أي دولة تريد، خاصة وأنها تقود عالم الأقطاب المتعددة ولاتعترف بتغول عالم القطب الواحد على أركان العالم .

وحسب نائب البرلمان الروسي السياسي والمثقف رفيع المستوى، رئيس صندوق " روسكي مير " في موسكو، ومن خلال تصريحه لقناة "1" الفضائية الروسية، فإن روسيا تواجه الآن من طرف الغرب حربًا متشعبة " إلكترونية، وإقتصادية، وسياسية، وعسكرية " وغير ذلك، وكما صرح وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف لإعلام بلاده، فإن هجمة غير مسبوقة على بلاده من طرف الغرب، وغير مفهومة بالنسبة له، وأكرر هنا قول القس البريطاني " يبسكوب ريتشارد أوليامسون، بأن بوتين على حق في حربه الدفاعية في أوكرانيا بعكس ما يعتقد الغرب .وأستطيع أن أضيف هنا بأن الغرب، وخاصة أمريكا وبريطانيا ظهرو بدرو المحامي المنحاز وغير العادل لقضية عادلة كما وضوح الشمس، ولا مكان في العقيدة السياسية والعسكرية الروسية لممارسة الإحتلالات، والسلوك السياسي والعسكري لدى الروس أثبت بأنه الحميد والأفضل في الحرب الأوكرانية في موضوع التعامل مع الأسير، وفي كل مكان تواجدوا فيه لأسباب إستراتيجية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :