facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"التقوى أقوى سلاح" تثير إستهجان مذيع إذاعي!!.


نور الدويري
16-06-2022 04:04 PM

صباحا وأنا في طريقي للعمل استمعت لأحد الزملاء المذيعين صدقا لم أميز صوته جيدا لكنني أستهجنت اللغة التي تحدث فيها عن توافقية الدين والدولة.

الرجل قال متعجبا: عجبت لجملة قالها الحسين "التقوى أقوى سلاح".

ثم أستطرد المذيع ليقول: أنه تعجب أكثر حين قرأ هذه الجملة في أحد المواقع العسكرية. وتابع ضاحكا بسخرية: من الغريب أن الدولة تعتبر أن الدين سلاح مهم ومع ذلك نشهد منذ عشر سنوات صراعا بين الدين والدولة!.

في الحقيقة الدهشة التي أصابت المذيع أصابتني لكن في مواضع اخرى تماما:

من غير الطبيعي توقع غير ذلك أو حتى الخوض فيه لأي واعي أو مثقف أو متابع بعمق، لأن الدولة الأردنية بُنيت على تواففية العلاقة الأبوية بين الأعراف والعقيدة التي استمد منها معظم القوانين!!!

ثم تقبلت الدولة ضروريات المدنية والتقنية لتنمو دون المساس أيضا بالعنصرين الهامين (الاعراف والدين) وانصهرت ثقافة الحرية المسؤولة لتشكل وجه الأردن المدني.

من يدرس تاريخ الأردن يجد أن أصالة الدين معلم أساسي لوجه الدولة وتشخيصها حتى لآلية التعاطي مع الأزمات، وأن حظي العشائرية بمصالحة أبوية من طرف، وحظي الأردنيين من غرب النهر بمصالح متقاطعة مع الدولة حسب الفترات الزمنية التي حملت في كل موضع ظرفية سياسية عاشتها الدولة الاردنية من طرف ثاني هما ضروريتين لإحقاق التوازن سواء بقصد أو بغير قصد في بناء الدولة الحديثة وديموميتها، اإذ ان هنالك حاجات اجتماعية توازي السياسية والاقتصادية نظرا لأن الدولة لا تقوم بدون انساق اجتماعية والتي قد تحمل تنوعات وتصبغات مختلفة لكنها بالضرورة يجب أن تكون تحت مظلة سيادة القانون والدولة .

من جانب اخر إن حذر الدولة من الأحزاب مرده الى خمسينيات القرن الماضي لاسيما بعد الثقة التي منحت لحكومة النابلسي، وأنا شخصيا مع حذر الدولة وعدم تقبل نمو سياسي بسهولة لأن معظم الأيديولوجيات التي قامت بالأردن لم تتقاطع مع المصالح العامة والعليا في الدولة، وحقي كمواطنة أصيله أن أرفض أي توابع قد تلحق بتصبغات سياسية قد تعبث بامن وطني وليست على مقاس مصالحنا الوطنية .

وبالتركيز على قلق المذيع غير المبرر، فإن التصادم أو الصراع الذي أخترعته مخيلته مع إحترامي لشخصه تحمل حجج واهية.

فإذا كانت الدولة لا تتطابق مع توجهات حزبية حملت توجهات دينية فلا يعني ان الدولة تحارب العقيدة او العشيرة !

لأن تلك المنظمات الحزبية الإسلامية هي بالمحصلة تحمل أهدافا ورؤية بشرية وإن صلت خمس مرات، وقضت رمضان في المساجد!.

أي أن الهدف من نشوئها أو تحركاتها قد لا يعني بالضرورة توافقيا مع توجهات وأهداف الدولة، ومن حق الدولة الدفاع عن نفسها لإبقاء الإمتزاج الحضاري تحت شعار ( الحرية المسؤولة ) قائما .

لن أخوض بجدالات تحليلات اخرى، فالأصل أنني اعتزلت الكتابة السياسية لفترة مؤقتة ، لكن تحليل المذيع الذي يدفع بتحريض خطاب كراهية إتجاه الدولة وإتهامها بما ليس فيها غير مقبول، علما أنني لو أكتب في نهج كلاسيكية الدولة الأخير ونهج الحكومة لتعارضت مع الكثير مما يحصل مؤخرا ، لكنني أفضل تجميع أفكاري لصقلها بكتاب قريب يتحدث عن منهجية الفكر السياسي والاجتماعي من وجهة نظر إعلامية في المنطقة "الأردن انموذجا " سيكون كافيا .

لكن من غير المقبول أن نتهم الدولة بتعارضها مع الدين وجيشها يحمل ميولا عقائدية محافظة، ومعظم أرضية الشعب تتراوح بين ثلاثية ثقافة الحرية المسؤولة، والعقيدة، والاعراف، ونعم هنالك عدم نضوج في فهم العقيدة كحاله روحية ودينية، وبين الأعراف كنهج متوارث، وبين الحرية المسؤولة التي لا تمانع الثقافة الحرة شريطة ضبط معاييرها مع العنصرين السالفين .

في الحقيقة جاهل او مخطىء من يعتقد أن المدنية هي حرية مطلقة او أن العقيدة هي الحل الأوحد .

بما أن العقيدة صالحة لكل زمان ومكان، فهي لا يجب ان تتعارض مع قوام المدنية والتي تعني بأبسط المفاهيم التي يمكن ان تعرف بها: قيام مظاهر الحضارة في بقعة جغرافية ما فتؤثر على نمط السلوك الاجتماعي ليتهئ له الانصهار بمظاهر التقنية العالمية.

اي انه ليس بالضرورة ولا تقربا ان يكون يعني بالمدنية الحرية المطلقة كما يشيع بعض السياسين او المتحررين او التنورين او المحافظين ...

القصة مختلفة تماما، الحضارة هي المدنية ولا يجب بالمطلق ان تتعارض مع العقيدة بل تنصهر كلتاهما ببعضهما البعض لتاسيس دولة حداثة ومعاصرة وهذا الاصل في المفهوم (اعادة ضبط العولمة) .

اخيرا ان الدين معاملة ، وان السياسة مراوغة وان المدنية حضارة، وان الحرية مسؤولية، وان الانسانية تقبل قسمة الثلاث المذكورة اذا ما توافقت المصالح الخاصة بالعامة، وهذا حدث فعلا بالعالم اذا ما قارنا سبب سقوط الشيوعية التي فضلت الانسلاخ لتسقط من عليائها وتكافح بلا جدوى العودة، فيما برزت ونجحت الليبرالية لانها تمكنت من ادراك الخطأ بعد تقييم نفسها بنفسها فمكنت وجودها بتحقيق تحالفات مع لوبيات ضاغطة، معظمها محافظ او عقائدي ، بغض النظر عن الأهداف والاشكال، لكنها بالنهاية حققت مصالحه مع الدين والعرف وان كان من تحت الطاولة.

ان المجتمعات بفطرتها تقوم على نزعة العرف المتوارث والثقافة الروحية التي تظهر منذ نعوفة اظفار صغارها لسبب واحد ان استشعار عظمة الكون للخالق ظرفية فطرية تولد بنا .

اختم قولي ( ان التقوى اقوى سلاح، وان السياسة المصوب، والمدنية "الحضارة المتكافلة" الهدف لنمو حضارات وشعوب فلم تعد الجمال متاعنا فلكل مقام مقال) .

اخيرا ان المساعي التي يجب ان تقوم اليوم هي على التوعية الفكرية التي تضبط ثلاثية شخصية الانسان( الاخلاق، الحاجات، المصالح ) .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :