facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




روسيا قادرة على النهوض داخليا


د.حسام العتوم
18-06-2022 11:36 AM

يصعب علينا تصور العالم من دون روسيا الإتحادية الصديقة للعرب ولمعظم دول الكون، وهي تشكل قطبًا دوليًا مستقلاً وقائدأ لعالم الأقطاب المتعددة والمتوازنة والممتدة على طول مساحات الكرة الأرضية، وتعارض بوضوح سيطرة القطب الواحد وعبر العولمة على أركان العالم، ولا تقبل بالخسارة في أية حرب وفي مقدمتها إحتمالية إندلاع حرب عالمية ثالثة مدمرة للحضارات والبشرية، وهو الأمر الذي تحدث به الرئيس بوتين ووزير خارجيته لافروف أكثر من مرة عبر وسائل الإعلام المتابعة وواسعة الإنتشار، وتصريح حديث لسيرجي لافروف يؤكد فيه بأن لا منتصر في الحرب الثالثة النووية، وهو ما يؤشر على قدرات قوة النار الروسية الفائقة في مجال ترسانة الأسلحة غير التقليدية الخطيرة القادرة على مواجهة القدرات العسكرية المشابهة في الجناح الغربي من العالم، وأقصد قدرات حلف ( الناتو ) المعادي لروسيا في زمن معاصر حاولت فيه روسيا دخول ( الناتو ) عام 2000 لإنهاء حالة التوتر في العالم، والحرب الباردة التي انطلقت مع نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 مع سباق التسلح، وهي المرهِقة لشعوب روسيا الإتحادية أولاً التي تعتمد على نفسها بالنهوض والبناء إلى جانب دولتها روسيا العظمى بالمقارنة مع شعوب غربية ودولها صنفت نفسها بأنها تحتل مرتبة العالم الأول وإعتادت العيش على أكتاف دول العالم الثاني والثالث، وإبن سينا والرازي وغيرهم من علماء أمتنا يخبروننا بأن البناء الأول الغربي كان لهم وبجهد فكرهم، وحتى الأيدي العاملة من شرقنا وسط قواها البشرية لازالت تساهم وبقوة في بناء الغرب وبشكل ملاحظ .

والمؤتمر الإقتصادي الروسي الدولي الذي ينعقد في مدينة سانت بيتر بورغ من 15 إلى 18 حزيران 2022 برئاسة الرئيس الروسي بوتين وبحضور رئيس كازاخستان توكايف، وبمشاركة 40 دولة، و1244 شركة روسية، و256 شركة أجنبية، و4188 صحفيا روسيا ودوليًا، وبغياب الدول الغربية كافة، منح روسيا قوة جديدة لتتمكن من مواجة العقوبات الإقتصادية التي تستهدف روسيا ليس بسبب حرب أوكرانيا الحالية، ولكن لكونها دولة عظمى ناهضة بمستوى جبهة شرقية يشترك فيها السوفييت والدول الصديقة مثل الصين والهند، ولقد قالها بوتين في المؤتمر ( روسيا قوية وستصبح أكثر قوة )، وقوله أيضًا إنتهى القطب الواحد تمامًا كما قلت قبل عام ونصف العام، ولقد كان قرار الحرب بالنسبة لروسيا صعبًا، ويصعب علينا تصور جنودنا يدافعون عن وطنهم ويقتلون ويجرحون، وتساءل بوتين متعجبًا كيف لأمريكا أن تسرق الدول مثل روسيا التي لا تنسجم معها سياسيًا ؟ ولروسيا في القادم من الأيام توجه ثقافي عالمي مفيد للبشرية، وقوبل حضور بوتين في المؤتمر وبعد تأخر وصوله إليه بتصفيق حار ووقوفًا، وهو الأمر الذي عكس قوة شعبيته وسط الحضور العالمي بعكس ما تروج له ماكنة سياسة وإعلام الغرب .

وأضاف الرئيس بوتين في المؤتمر الإقتصادي الأخير رقم (25) بأن بلاده ماضية في تحقيق كامل أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا، وقصد كما نفهم شرق أوكرانيا ( الدونباس ولوغانسك )، ولرفع مستوى حياة المواطنين الروس خاصة في القرى، وتحدث بأن العقوبات الغربية على بلاده مبنية على إعتقاد خاطيء، وهو أن روسيا ليست ذات إقتصاد مكتفي ذاتيًا، ولم يلاحظوا خطط روسيا مسبقًا في تحقيق الأمن الغذائي . ومسؤول شركة الغاز الروسية ألكسندر ديوكوف أكد بأن تخفيض مادة الغاز لأوروبا بناءً على طلبهم ضاعف سعره وزاد من أرباحه لصالح روسيا، وبأن 50% من الغاز الروسي بدأ يصدر لآسيا بدلاً من أوروبا التي ستحتاج لدفع أموال مضاعفة لشراء البترول غير الروسي ،وإتصال عبر الأونلاين للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد فيه أهمية الشراكة الإقتصادية مع روسيا، وبتحقيق نمو إقتصادي يصل إلى 5.5%، وطموحات إقتصادية كبيرة حتى عام 2030 .

وروسيا قادرة اليوم ومع نهايات عمليتها العسكرية المحتاجة من ( كييف ) للتأقلم مع نتيجتها بما يتعلق بضم روسيا لإقليم ( القرم ) لسيادتها وإلى الأبد منذ عام 2014، وبعد الإرتكاز على قرار شعبي للإقليم بلغت نسبته المئوية 95%، ومع إستقلال إقليمي ( الدونباس ولوغانسك ) عن السيادة الأوكرانية، والتحالف والتعاون مع روسيا وعبر معاهدة دفاع مشتركة، وطلبهما من روسيا العون العسكري والإقتصادي بطبيعة الحال، ومع سير العملية العسكرية الروسية التي ارتكزت على ميثاق الأمم المتحدة مادة رقم 517 وخولتها الدفاع عن نفسها كعضو في الأمم المتحدة أمام الإعتداء الخارجي بأشكاله المختلفة ( الإقتراب من حلف الناتو، ومحاولة إنتاج قنبلة نووية، ونشر 30 مركزًا بيولوجيًا ضارًا بالتواجد الديمغرافي الروسي والسوفيتي السابق، ومحاولة التطاول على إقليم ( القرم )، والتسبب في مقتل أكثر من 14 الفًا من سكان شرق أوكرانيا الناطقين بالروسية والروس أيضا، وتشريد مليون غيرهم، وهبوط آخرين إلى الملاجيء، ومساعدة الغرب على التحرش مائيًا وبريًا بروسيا )، قادرة على تقوية بنيتها التحتية على مستوى مدن الدرجة الثالثة، والقرى، والنهوض بالخدمات العامة الممكن تقديمها للسكان، وضبط أسعار المواد التموينية والمحروقات، وتنمية السياحة الداخلية مقارنة بالتركية المجاورة، والمحافظة على سعر تصريف ( الروبل ) مقارنة بالدولار واليورو، وهو الذي وصل إلى الضعف مقارنة عما كان عليه الحال قبل الحرب – العملية العسكرية، ولا تغيير على علاقة الشعب الروسي بشقيقه الأوكراني، وعلاقات دينية متينة ، وإجتماعية كذلك، وتعاون إقتصادي أيضًا خاصةً مع منطقة (الدونباس) الغنية بمادة الفحم والتي تصل إلى 80% من مخزون فحم العالم .

ومسألة تفريغ الغرب لمولات روسيا من الملابس والبضائع الأجنبية أعطت فرصة ذهبية للروس لكي يطوروا إنتاجاتهم الوطنية في مجالها، وهم قادرون على ذلك ولديهم عمالة تشغيلية كافية، ومساحة روسيا الجغرافية هي الأكبر في العالم حوالي 18 مليون كلم²، وتكفي لتحقيق الإكتفاء الذاتي في كافة المجالات من دون الإستعانة بالغير، وتعاون إستراتيجي مع الصين عمقهم الهام في شرق العالم، وهاهو السيد الكسندر رجل الأعمال الروسي يعلن عن تأسيس محلات أطعمة تحت إسم ( طيِّب ونقطة ) مكان محلات ماكدونالدز الشهيرة التي غطت مساحات المحال التجارية الروسية، والفرصة أصبحت متاحة للعرب أكثر لدخول السوق الروسي خاصة بعد الوقفة العدائية لإسرائيل من الحرب الأوكرانية إلى جانب أوكرانيا وعدم توازنها مع روسيا صاحبة العمق الإستراتيجي في بناء ( دولة إسرائيل ) نفسها، ونحن نعرف بأن الجيش الروسي - السوفيتي المشترك في الحرب العالمية الثانية هو من طارد وطرد النازية الألمانية الهتلرية إلى عمق برلين بعد تسبب ( أودولف هتلر) بمحرقة طالت اليهود وغيرهم من شعوب أوروبا، ودفعت باليهود وبرغبة من الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين للتوجه إلى فلسطين بدلاً من رغبته حينها بتوجيههم إلى منطقة ( القرم )، وهو الأمر الذي أقام ( إسرائيل ) التي نشاهدها اليوم والمكونة من شتات يهود العالم وأحزابهم المتطرفة المعادية للعرب، والمعطلة لمشروع دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وفقًا للشرعية الدولية عبر قرارات الأمم المتحدة التي لا تعترف بها ( إسرائيل ) نفسها، وتستمر بالسيطرة عنوة على أراضي العرب تحت مظلة إحتلالها، وكلنا نعرف بأن الإحتلال زائل لا محالة، وبأن أصحاب الأرض والقضية العادلة - العرب – عائدون إلى أرضهم آجلاً أم عاجلاً والتاريخ لا يرحم ويسجل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :