facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قبل أن ننسى «مكافحة التدخين»!


د. زيد حمزة
28-06-2022 12:10 AM

ما حفزني اليوم للعودة لموضوع مكافحة التدخين، بالكتابة على الأقل، بعد سنوات من الإحباط، عباراتٌ شجاعةٌ قالتها الاميرة دينا مرعد مؤخراً وهي تحذر من انه اذا استمر الوضع كما هو عليه فان جيلاً جديدًا مريضاً سينشأ، ف ((مع كل سيجارة يدخنها الاشخاص تكبر شركات التبغ وتتضخم ميزانياتها وتظهر اخرى جديدة في سوق يتنافس فيه المال على حساب الصحة، وهي تلاحق شبابنا لاستدراجهم وتصطادهم خلال فترة الطفولة، إذ تمتلك رؤوس الاموال اللازمة لانفاق ١٠ مليارات دولار سنويًا على تسويق منتجاتها بما يغوي الشباب ليكونوا زبائن مخلصين واقنا? الشابات بان التدخين يساعد على تخفيف الوزن كما ابتكرت النكهات المميزة واضاف بعضها سموماً اخرى بينها ((المعسّل)) ...ان هذه التجارة لم تخسر ولم تتاثر اقتصاديًا من الحجْر بسبب الكورونا بل أعلنت عن أرباح بالبلايين مع ان العديد من الشركات الأخرى انهارت واغلقت ابوابها... ان تراجعًا حدث في تطبيق القوانين التي تمنع الترويج للتدخين والأرجيلة والسجائر الإلكترونية))، وتعهدتْ الأميرة دينا (وهذا مهم) بمكافحة سياسات شركات التبغ من خلال التوعية وزيادة التعريف بمضار التدخين وبمطالبة الحكومات بالقيام بواجبها في منح شعوبها بيئة?صحية من خلال تبني قوانين وطنية شاملة لمكافحة التبغ، لجعل كل مدننا آمنة خالية من التدخين يتوفر فيها هواء نقي هو حق كل إنسان، أسوة بمدن مثل سيدني ولندن وباريس ونيويورك وموسكو واستانبول وكيب تاون.. ومن المعلومات التي أوردتها منذرةً بالخطر، ان اعلى معدل انتشار لظاهرة استخدام التبغ في المنطقة هو بين الرجال في الاردن (٥٧,١٪) ناهيك عن ظاهرة الأرجيلة التي انتشرت بشكل مهول على مدى العقود الثلاثة الماضية خاصة بين الشباب من الجنسين.

ترى لماذا تراجعت عندنا مكافحة التدخين حتى هوى مجتمعنا الى الدرك الأدنى في المنطقة بعد ان كنا المبادرين منذ نصف قرن وحققنا نجاحات نسبية مبشّرة؟! هل هناك ما اخرج المسيرة عن طريقها فأفلت قيادها من أصحابها وعلى رأسهم وزارة الصحة التي كانت تدير المعركة ضد التدخين حسب ارشادات منظمة الصحة العالمية، بواسطة الآلاف من كوادر الرعاية الصحية الأولية في طول البلاد وعرضها؟! ولحساب من كان ايضا إضعاف جمعية مكافحة التدخين، ذراع الوزارة في المجتمع المدني، وهي التي كانت قد أبلت بلاءً حسنا لأكثر من ثلاثين عاما بدعم مالي متواضع?من مؤسسات دولية حتى قامت جهات اخرى متحالفة مع شركات ربحية تحت غطاء العمل التطوعي بخطف المهمة طمعاً بذلك الدعم وتضخيمه بأساليبها؟! واخيراً لماذا التهاون في تطبيق قانون منع التدخين في الأماكن العامة والالتفاف عليه بأنظمة تصاغ خصيصاً لمصلحة هذه الفئة او تلك او لخدمة صناعة التبغ بحجة دخل الخزينة من الضرائب والرسوم!؟

وبعد.. ونحن نحيّي الاميرة دينا على استمرارها في حمل هذه الرسالة نذكّر بأن الاردن كان من اوائل الدول التي منعت الإعلان عن السجاير رغم ضغوط شركات التبغ وإغراء الصحف بملايين من الدولارات رفضتها بإباء وشمم، ويومها لم نسمع أسطوانة ((تفعيل)) القوانين او ((تعليقها)) حسب الظروف او المصالح؟!

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :