facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نهاية الحرب ( العملية ) في مرمى ( كييف )


د.حسام العتوم
09-07-2022 01:33 PM

إذا ما أخذنا موضوع (الحرب الأوكرانية) التي تطلق عليها روسيا الاتحادية مصطلح ( العملية العسكرية ) بمجملها، وببعد النظر الآن، فأن الانتهاء منها وإسدال الستارة عليها، والذهاب إلى طاولة المفاوضات من جديد بين روسيا و غرب أوكرانيا يتوقف على قبول ( كييف ) بنتيجة الحرب الخاسرة بالنسبة لها ، و هو أمر ضروري، و الرابحة بالنسبة لموسكو، و للإقليمين المستقلين عن الدولة الأوكرانية ( الدونباس و لوغانسك ) بقرار شعبي 2022 ، و قبل ذلك لإقليم ( القرم ) الذي إنضم لروسيا و بقرار شعبي عام 2014 أيضا ،وهي المكلفة للجانبين الروسي و الأوكراني ذات الوقت . وهو الأمر الذي أكده الناطق الإعلامي بإسم قصر ( الكرملين دميتري بيسكوف عبر دعوته ( كييف ) لإعلان إستسلامها لإنهاء الحرب في يوم واحد على حد تعبيره ، و التدخل الغربي الأمريكي في وسطها لم يكن مقنعا من أساسه ،و لم يوصل غرب أوكرانيا لأية نتيجة رابحة كما توقعت ( كييف ) عبر الدفع بكميات كبيرة من الأسلحة و المال الأسود إلى جبهات القتال ، و الضغط بداية على ( كييف ) و نظامها السياسي في عهد الرئيس فلاديمير زيلينسكي على ترك الحوار مع موسكو جانبا و التوجه لمقاتلة روسيا بقيادة الرئيس بوتين ،و طردها كما تخيليوا من أراضي أوكرانيا جميعها ( القرم ، و الدونباس ، و لوغانسك ) ليس بقوة الحوار المباشر و إتفاقية ( مينسك 2014 2015 ) ،و لكن بسلاح الغرب الحديث .
ويخطئء من يعتقد بأن الحرب الأوكرانية هي بين الدولة الروسية و الدولة الأوكرانية ، أو بين الشعبين الروسي و الأوكراني الشقيقين ، أو بأنني شخصيا يمكن أن أنحاز لطرف محارب ضد طرف أخر ، و التشخيص و التحليل السياسي يحتاج لأدلة دامغة و لأفق واسع ، و لثقافة عميقة تتعلق بتاريخ المنطقة السلافية عبر القيصرية و المرحلة السوفيتية و المعاصرة بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 . و يخطيء أيضا من يعتقد بأن حالة من التوازن العسكري متوفرة بين الجانبين الروسي و الأوكراني الغربي و حتى بوجود الدعم الغربي العسكري و المالي الكبير،و الجيش الأوكراني ومعه فصائل ( أزوف ) المتطرفة إعتمدوا على السلاح السوفيتي أولا الذي يتقنوا إستخدامه حتى الان ، و قارب عتاده ( ذخيرته ) على الإنتهاء ، و السلاح الغربي غريب على الأوكران ، و يحتاج منهم لتدريب طويل المدى ، و المهنية العسكرية لديهم ليست بمستوى الإحتراف العسكري الروسي المتميز و المعروف ، و العملية العسكرية الروسية الإستباقية لا تستهدف إحتلال أوكرانيا كما يشيع ذلك الإعلام الغربي المؤثر على إعلام الشرق نسبة و تناسب و على طبقتنا المثقفة و ناسنا و أهلنا ، و سوف يأتي زمن قريب تسلم فيه روسيا الإقليمين المستقلين ( الدونباس و لوغانسك ) لسكانهما الأوكران و الروس الأصليين ، و تبقي رقابتها العسكرية و الأمنية عليمها حتى لا تكرر ( كييف ) و معها الإسناد الغربي غزوهما ، و التطاول غير المشروع على سكانهما بعد خسارة بشرية مؤسفة وصل تعدادها إلى أكثر من 14 الفا ، ومواصلة تجريب ضمهما قسرا ، وهما اللذان إستقلا طوعا و بقرار شعبي قبل أن تعترف موسكو بهما ، و الأمر ينسحب على إقليم ( القرم ) الذي أصبح روسيا بقرار شعبي أيضا و بإعتراف موسكو .
إعتراف ( كييف ) و ( موسكو ) بإنتهاء الحرب يعني إفشال مشروع الغرب التأمري عليهما معا
، و إفشال مشروع أمريكا المشابه بالذات على أوروبا أيضا الهادف لكي تبقى ضعيفة و تابعة لها كما البلاد السوفيتية السابقة و في مقدمتها روسيا الاتحادية ،وحتى تعود صديقة لروسيا و لمنظومتها السوفيتية ، و لابد من صحوة أوكرانية غربية للتخلص من التبعية للغرب الأمريكي ، و العودة للحضن الروسي و السوفيتي السابق الدافيء ، وكما نقول في شرقنا ( الجار قبل الدار ) ، و أوكرانيا جارة جنوبية لروسيا و لبلاد السوفييت السابقة ،وكانت دافئة على مر التاريخ ، و بينهما خبز وملح ، و حياة مشتركة ، ولغة روسية إلى جانب الأوكرانية وغيرهما ممزوجة ،وعادات و تقاليد وفلكلور جميل ، و تاريخ معاصر حافل بالإنتصارات و في مقدمتها الحرب العالمية الثانية ضد النازية الألمانية عام 1945 ، و رفعهما سويا للعلم السوفيتي المشترك فوق الرايخ الألماني ( البرلمان ) ، و مرورهم بسنوات صعبة من المجاعة المشتركة في ثلاثينيات و أربعينيات القرن الماضي ،و التاريخ يصعب تزويره بكل تأكيد. ولن ينفع دول و شعوب الاتحاد السوفيتي السابق و عمقهم من الدول الحليفة و الصديقة إقترابهم من حلف ( الناتو ) العسكري المعادي لهم ،و لقد تلاشت فرصة دخول روسيا للحلف عام 2000 لإسدال الستارة عن الحرب الباردة و عن سباق التسلح الباهضين و المرهقين لشعوب العالم و لبنيته التحتية . ولن تنفع ( كييف ) إنتاج قنبلة نووية حسب سيناريوا الغرب في أي زمن قادم ، و موسكو لها و لغيرها بالمرصاد على مدار الساعة ، و المطلوب حاليا إستبدال العداء تدريجيا بصداقة تبقي على الشرق شرقا بعيدا عن ألغاز الغرب الذي وصفه الرئيس بوتين بأنه يمارس العدوانية و تحول لمدرسة للمشاغبين.
إن أوكرانيا اليوم ليست بحاجة للسلاح ،و لا للمشاريع السرابية أو التخريبية ، إنها بحاجة ماسة لإعادة الإعمار ، وهو عمل مكلف ملياري دولاري ،و هي مطالبة بالتعايش و العيش مع الواقع الجديد ،بمعنى أوكرانيا من دون( قرم أو دونباس أو لوغانسك) ،و لايوجد في المقابل من مانع لمد جسور التعاون معهم من زاوية إجتماعية أو إقتصادية ، و إذا كانت ( كييف ) الحالية لا تنسجم مع أقاليمها المنسلخة عنها ، سيأتي نظام سياسي أوكراني جديد إلى الأمام ينتخبه الأوكران أنفسهم من دون تدخل روسي أو غربي خارجي ليعيد أوكرانيا إلى سابق عهدها المسالم مع دول الجوار في الشرق ،و لسوف يتبين للأوكران زيف حرص و قلق الغرب على سيادتهم التي أضاعوها بسبب الغرب نفسه الذي أبعدهم عن الحوار و زجهم في أتون الحرب المدمرة لحضارتهم و لإنسانهم ،و أوكرانيا بلاد جميلة تستحق الأفضل بكل تأكيد ، و تمتلك الكثير من المصادر الطبيعية الغنية ،و هي زراعية بإمتياز ، و العالم بحاجة لقمحها . و ان الاوان لكي تخرج من فقرها و بطالتها و تضخمها المالي ،ومن معاناتها من الفساد ،ومن عوزها للغرب ،و الأعتماد على الذات وطنيا أمر مطلوب لأوكرانيا و لروسيا و لكل شعوب و دول العالم خاصة في العالمين الثاني و الثالث .
إن الأموال المليارية و التي تقدر ب 300 مليار دولار ، التي سرقها الغرب من روسيا ،و التي هي مقابل خدمات الغاز ،هي نفسها الأموال التي يضخها الغرب وسط الحرب الأوكرانية بهدف إستمراها ، بمعنى أن فاتورة الحرب على حساب روسيا ماليا ، و لديمومة الحرب الباردة و سباق التسلح ،وهو ما يتجاوز أهداف الحرب نفسها من الجانب الأوكراني ، بينما رغب الروس من عمليتهم العسكرية أن تكون إستباقية تحريرية غير إحتلالية رادعة ونظيفة لا تؤذي المواطنين الأوكران ،و الاتحاد السوفيتي السابق في المقابل لم يبنى طوعا لكي يقود للإختلاف ، أو ليأتي زمن يخترق فيه الغرب المنظومة السوفيتية السابقة بقيادة روسيا و يفرح ، و الحرب الأوكرانية غيرت وجه التاريخ ،و أسقطت القطبية الأحادية برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ،وهوما جاء على لسان الرئيس الروسي بوتين في مؤتمر ( سانت بيتر بورغ ) الإقتصادي قبل فترة زمنية قصيرة من هذا العام 2022 ، و فتحت الجسور لتحل العالمية مكان العولمة ، و للعبور صوب عالم متعدد الأقطاب و متوازن و متعاون وعادل. وتصريح ساخن حديث لوزير خارجية روسيا سيرجي لافروف بظهور حاجز حديدي ( إفتراضي ) بين الشرق و الغرب ، و إنعدام الثقة بين بلاده روسيا و بين الغرب خاصة بعد موجات العقوبات على روسيا بهدف محاصرتها و تهديدها بحرب عالمية ثالثة تبدأ لتكون إقتصادية و لتنتهي إلى حرب مدمرة لا يفوز فيها أي طرف ، وهاهو سلاح الجو الروسي يقدم عرضا فوق فضاء إجتماع ( الناتو ) الجديد ليعطي إشارة على أن روسيا حاضرة وجاهزة لقراراتكم . وسيحتاج العالم لقرن من الزمن إذا ما رغب بسد الفجوة من جديد بين الشرق و الغرب بعد فقدان بوصلة المسار الدولي الصحيح ليصبح العالم بيتا واحدا امنا للإنسانية جمعاء . و تصريح ناري جديد للرئيس بوتين - القائد الواثق بقدرات بلاده روسيا الاتحادية - السياسية و العسكرية يستقى منه الحكمة لقراءة نهايات الحرب( العملية ) التي يراد لها أن لا تنتهي و تستمر طويلا ، حيث قال : ( نسمع اليوم بأنهم يريدون أن ينتصروا علينا في ميدان الحرب ، فليجربوا ، و الغرب يريد أن يحاربنا حتى أخر أوكراني ، و هذه مأساة للشعب الأوكراني ،و هو القادم ، لكن ما هو الجاد الذي لم نبدأه بعد ؟! نحن جاهزون للتفاوض ، و أي تأخير يعني تعقد ظروف التفاوض مع روسيا ) .






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :