facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في النظر الى استهداف وزارة التربية والتعليم


فيصل تايه
19-07-2022 12:32 AM

البعض يرهقون احلامنا بالعبث اليومي، ويتصرفون بعقلية ذات اتجاه واحد ، خاصة عبر منصات التوصل الاجتماعي الشغوفة بترتيب أولوياتها بما يتناسب ومصالحها وزيادة عدد متابعيها ، لا من أجل مصلحة الوطن ، آخذة على مبدأ نظرية "الشهرة" وجذب المشاهدين واستدراجهم ، وان كان ذلك على حساب الأولويات الوطنية، وإن كان تأثير موادها الإعلامية المصوغة تلك "قصير المدى" ، إلى أنها تسهم في التضليل الإعلامي القوي السريع والمباشر على الجمهور المستهدف ، خاصة عندما يكون الأمر متعلق بهيئة حكومية أو قطاع خدمي أو وزارة سيادية بحجم "وزارة التربية والتعليم" ، وكأن منظومة التفكير الجمعي لدينا قد اجتاحتها هذه الأيام نمطية سلوكية مقلقة ومستحدثة ، نشأت مع الاستخدام اليومي لوسائل التواصل الاجتماعي ومتابعتها لمحطات الفضاء المفتوح الواسع ، فباتت القرارات او التصريحات من لدن ايه جهة حكومية او أي مسؤول بالدولة يلقى ما يلقى من تسخيف وعبث وابتذال الكتروني او مرئي دونما رقيب او حسيب.

ان وزارة التربية والتعليم وهي تخوض اليوم بنجاح لم تعهده "مهمة رائدة" تتمثل في ملف الثانوية العامة ، ما يستوجب اصدار القرارات "على أهميتها" والتي تهدف بالأساس الى العدالة في اتخاذ الإجراءات حفاظاً عل حقوق الطلبة ، وان كان ذلك يتوقف عليه مستقبل جيل كامل في تحصيل المعرفة والبناء التعلمي للناشئة، وتثمين جهود المعلمين " فرسان الميدان" وأصحاب الفضل العظيم في هذه المهمة الوطنية ، إلا أنه يجري التعامل مع الموضوع من بعض الابواق بمنتهى التسخيف والتسطيح والابتذال ، خاصة ما يصدر من عقليات لا تتعامل الا بالتهكم والتهريج والانتقاد ، فنحن أمام حرب شعواء مدخلاتها ومخرجاتها تقود وللأسف لتشكيل ثقافات مغايرة لوعينا الاجتماعي الجمعي وقيمنا الاردنية الأصيلة .

لقد اصبح الشغل الشاغل للبعض هو تقصد إيقاع الجهات المسؤولة في الدولة بإرباك متعمد ، بل ومن اجل الصاق تهمة "عبثية القرارات" جزافاً والقيام بتلك المهمة الكيدية خير قيام ، خاصة ما يصدر عن وزارة التربية والتعليم "تحديداً" ، فقد لاحظنا وخاصة وسط الكثير من التنظيرات والتي من السهل فيها بث الدعايات المغرضة وكيل الاتهامات بقصد او بغير قصد ، في محاوله من "البعض" لاضعاف القرارات والتشكيك في مصداقيتها وتحريفها ومشاغلة وزارة التربية والتعليم عن اولوياتها ، ذلك بأدوات باتت متداوله ومعروفة تصدر على شكل "ترندات" تطلق على صفحات ووسائل التواصل المتاحة او من على شاشات محطات التلفزيون المعروفة ، لخلق أزمات مفتعلة ومتعمدة وتقليب الرأي العام وتضليله بتلفيقات لا تنتهي ولا تهدف إلا التشكيك بكل ما جميل في هذا الوطن المعطاء .

ان ظاهرة استهداف وزارة التربية والتعليم ونشر الآراء المعاكسة لها ، والترصد باستمرار لما يصدر من توجيهات وقرارات وإجراءات عنها هو تعدٍ صارخ على مؤسسة حكومية وعلى اعرافها وقوانينها ، فكل ما يبث ضد هذه المؤسسة الوطنية مرفوض ومناف للحس بالمسؤولية الأخلاقية والقيمية ، فمن يحاول استخدام أجنداته المتلونة فلا بد من تطبيق التشريعات الجزائية التي تعاقب بوضوح تلك الأفعال ، ولا بد من تفعيل الإجراءات ليحاسب من يقوم بحملات تشويه سمعة المسؤولين والوزارات والدوائر الرسمية واستهداف الأشخاص ممن هم في موقع المسؤولية ، خاصة من لا يعجبه إدارة ملف الثانوية العامة ويشيّع ويروج للشائعات بأنواعها .

وبالنظر إلى هذا الموضوع و"على أهميته" فلم تعد وزارة التربية والتعليم وحدها المستهدفة ، لذلك يجب الالتفات الى ما يحاك ببعض مؤسسات الدولة ، والانتباه جيدا الى ضرورة إيجاد استراتيجية عمل وطني ، بالحاجة الى التوسع في إدخال مفاهيم التعامل الرشيد في مؤسسات ووسائل الدولة المختلفة باستخدام منصات التواصل الاجتماعي ، ومواقع الأخبار الإلكترونية ومحطات التلفزة المنتشرة ، بل والدعوة إلى ميثاق وطني صريح يجد حداً للادعاءات والتحريضات بدعوى "حرية التعبير" وملاحقتها وتعريه مروجيها ، والتي مضمونها التدليس المستمر ، خاصة ممن يستهويهم تلوين الوقائع وتحريفها في محاوله منهم انتهاج خط التشنيع الواضح بإشاعاتهم وشغفهم الغريب ، دون البحث عن حقائق الأشياء واسبابها الحقيقية من مكامنها ودون استيعاب أي نوع من العبث هذا الذي يمارس في تشويه صورة جهاز حكومي تربوي سيادي عمره من عمر الاردن ومحاولات المساس بأبنائه الغر الميامين ، ومن يسعى في هذا الأمر إلى نهاياته قد يرى حقيقة أمره وغلوه المفضوح في التعرض لبعض الرموز ، وفي إشاعة كثير من زبد الأقاويل حولها عبر جدل دعائي ما هو إلا سراب .

وأخيراً ، لنتقي الله في أنفسنا ونبتعد عن اية شرذمات مقيتة بدعوات مشوهة، وسواء أكانت تلك موجه من عدمها ، ما يستدعي حملة من مدخلات الوعي من مثقفين وإعلاميين وقانونيين واستخدام منظومة الدولة لكل اداوتها في حرب مضادة باعتبار ذلك ينطوي على مخاطر استراتيجية لا تقل مستوياتها واثارها وسلبياتها عن الازمات المعقدة ، والتوترات المقلقة .

بقي ان أقول ان المعيار الحقيقي هو مقدار ما يعطي الإنسان لهذا الوطن وليس بمقدار تحقيق المكتسبات على حساب الوطن ، ولا ننسى قول رسولنا الكريم : " فتنةٌ عمياء صمّاء عليها دعاة على أبواب النار، فأنْ تموتَ وأنت عاضٌّ على جَذْلِ شجرة خيرٌ من أن تَتْبَعَ أحداً منهم".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :