facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأزمة الصينية التايوانية بين مد وجزر


خالد دلال
13-08-2022 12:45 AM

يبدو أن ما أثارته زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان مؤخرا من سخط صيني شديد، والتي تعتبرها القيادة في بكين جزءا من أراضي الصين التاريخية، لن تهدأ بسهولة، بل قد تكون معرضة للتصعيد، بين مد وجزر، خلال الفترة المقبلة، وتداعيات ذلك على منطقة مضيق تايوان الأكثر ازدحاما بالحركة الملاحية والتجارية في العالم، الذي تمر منه سنويا نحو نصف سفن الحاويات على كوكبنا الأزرق.
الأمور تتصاعد بين الفعل ورد الفعل. فقد حملت الزيارة، ومن قبل أن تحدث، تنديدا ووعيدا صينيا، ليتبعها وخلال الأيام الماضية مناورات عسكرية صينية غير مسبوقة حول تايوان بهدف توجيه رسالة حاسمة مفادها بأن للصين الكلمة العليا في مستقبل تايوان وليس الولايات المتحدة.
لم ينتهِ الواقع بالمناورات الصينية في مسلسل عرض القوة، بل لتتبعها مناورات تايوانية بالذخيرة الحية، وذلك في إطار المسلسل المرعب نفسه على مستقبل الجزيرة التي يعيش فيها نحو 25 مليون شخص، وهو ليس بالرقم السهل في منطقة جغرافية لا تتجاوز مساحتها 37 ألف كيلومتر مربع إذا ما تطورت الأمور عسكريا.
وكل ذلك لن يقود الفريقين إلا إلى توتر أكبر لا يعلم أحد حجم نتائجه الكارثية، ليس فقط على الصين وتايوان، بل على العالم أجمع، إن وصل حد التصادم، خصوصا مع ميل موازين القوى بشدة للصين جغرافيا وعسكريا واقتصاديا.
الصين تعتبر نشوء تايوان مسألة خلفتها الحرب الأهلية الصينية، وتؤمن أن حلها يكمن في البيت الصيني على أساس مبدأ “صين واحدة ونظامان”، لكن القيادة في تايبيه ترى في تايوان دولة مستقلة ذات سيادة ومن حقها تقرير مصيرها وحدها.
وما بين العقليتين تكمن المشكلة، التي لن يكون حلها إلا بالحكمة الدبلوماسية، خصوصا وأن العالم ما يزال يعاني من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، والتي على الصين وتايوان تحديدا استخلاص العبر منها قبل فوات الأوان.
وعلى الولايات المتحدة، التي تتحالف معها تايوان، العمل على حفظ الأمن والسلام من خلال ممارسة حنكتها السياسية، والتي ستجد تعاونا صينيا إذا ما مدت يدها بمقترحات تسكن مخاوف المارد الصيني، خصوصا وأن واشنطن ما تزال ملتزمة رسميا بسياسة “صين واحدة”، والتي تشكل أساس العلاقة بين القوتين اللتين تسيطران معا على 40 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. تخيلوا ماذا سيحدث لو نشبت حرب بينهما!
العالم ليس على استعداد لحروب جديدة، وعلى الدول وقيادتها توجيه تفكيرها وجهودها لمعالجة قضايا عالمية أكبر تهدد البشرية، ومنها مثلا مواجهة التغير المناخي ومصائبه المقبلة إن لم تتوحد البشرية في التصدي لها فعلا لا قولا فقط.
الحفاظ على الوضع القائم في مضيق تايوان مصلحة عالمية، فلا عاقل يرغب في رؤية تايوان وهي تتحول إلى أوكرانيا ثانية، لكن على المجتمع الدولي إدراك أن الرئيس الصيني، شي جينبينغ، الذي يضع نصب عينيه ولاية ثالثة يرغب بالفوز بها، لن يسمح بأن يظهر بموقف الضعيف في التعامل مع ملف تايوان. ولعل هذا أخطر ما سيحدد الخطوات الصينية مستقبلا، وهو ما على الولايات المتحدة والغرب التفكير به مليا حتى لا تتأزم الأمور في زاوية المواجهة كما حدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لم ينجح الغرب في تطمينه وحدث ما حدث.
ومن جانب آخر، ستبقى ورقة تايوان من المعضلات في العلاقة الأميركية الصينية، ولا يجب أن تلعب لاحتواء الصين في سياق دعم القادة في واشنطن لحظوظهم في الفوز في انتخابات مقبلة مهما كان نوعها. فعواقب ذلك أخطر بكثير، ليس على الولايات المتحدة والصين فقط، بل على العالم أجمع، والذي قد يؤدي قادته، إذا ما انعدمت الحكمة لديهم، إلى انفجاره نوويا. وهذا ما لا يعلم أحد عقباه.

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :