facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشباب .. من جديد


نادية إبراهيم القيسي
19-08-2022 12:44 AM

احتفل في بقاع مختلفة من العالم منذ بضعة أيام بيوم الشباب العالمي الذي يمثل وبطريقة رمزية تقدير وتشجيع لدور الشباب حول العالم في تنمية المجتمعات.. تطويرها... والمساهمة في رفعتها تمهيداً لبناء وقيادة المستقبل.. لكن ومع الأسف كان الاحتفال بهذا اليوم على المستويين المحلي والاقليمي باهتاً ضحلاً وبلا أي حضور حقيقي فاعل.. لمناقشة قضايا الشباب الهامة والملحة في الفترة المرحلية الحالية أو المستقبلية على مختلف الأصعدة سواء التعليمية.. الاجتماعية.. المجتمعية الاقتصادية أو السياسية برغم كل التوجهات والتوجيهات المستمره ا?مطالبة بتمكين الشباب وتفعيل وجوده في كافة المحافل والمجالات لكن هل هناك حياة لمن تنادي؟ أم هل سيبقى الحال على ما هو عليه حتى اشعار آخر؟!! أحياناً.. يمر أمامنا مواقف أثناء انشغالاتنا فنحسبها مواقف عابرة لا دلالات تذكر لها ولكن عند التفكر فيها بصفاء ذهني وبإعادة تفاصيلها بالذاكرة التصويرية نجد حيثيات مقلقة تضرب في أساسيات مفهوم التمكين الذاتي وتعبر عن حالة شبه عامة من الاحباط واليأس الذي يكتنف جيل الشباب اليوم.. فأثناء تسوقي في أحد الأماكن التجارية وعند الوقوف بجانب قسم المحاسبة كان الحوار بين محاسب الصندوق -والذي يحمل بكالوريوس هندسة مدنية- مع أحد الزبائن وهو فتى لا أظنه تجاوز الثالثة عشرة من العمر -قادم لقضاء إجازه الصيف مع عائلته المغتربين ?ي إحدى الدول العربية- ومن خلال الحديث بينهما تساءل الشاب بعبارات أشبه بالرجاء عن إمكانيه أن يسعى والد هذا الفتى بايجاد عقد عمل للشاب في بلد الاغتراب لينتهي الموقف بعبارات مبهمة (ما بعرف بشوف والدي شو بحكي). الموقف لوهلة قد يبدو عادياً دون أهمية تذكر لكن تحليلاً نحن نتحدث عن شاب في بداية الثلاثينيات من العمر خريج جامعة بتخصص هندسي لم يجد عملاً في مجال تخصصه وبعد ما أنفق هو و عائلته مبالغ طائلة على دراسته وتدريبه العملي.. ليقع في براثن البطالة لفترة ما من الزمن عانى فيها ما عانى من الاحباط القلق والرفض متوجا? كل ذلك باليأس حتى وصل لمرحلة القناعة بتخطي ثقافة العيب وتجاوز فكرة البقاء داخل صندوق العمل بالشهادة الجامعية ليتجه بعد ذلك ليجد وظيفة محاسب صندوق (كاشير) في محل مواد تموينية (وهذا شيء يحسب له لا ضده و يحترم عليه) لكن هذا لا يقلل من أهمية وضرورة الوعي بوجود خلل ما يجب تداركه و العمل على اصلاحه لتجنب تفاقم هذه الحالات وما يترتب عليها لاحقاً من تبعات لا يستهان بها.

هل كان الخلل في اختيار هذا الشاب من الأساس لتخصص جامعي بناء على هوس الألقاب (مهندس أو دكتور) أو حتى بناء على رغبة ذاتية في هذا المجال دون البحث والاستقصاء عن مدى حاجة سوق العمل محليا لمثل هذا التخصص؟ وما هي خيارات التوظيف بعد التخرج المتاحة له؟ ومن سيتخرج معه من أعداد كبيرة في نفس الوقت وبنفس المجال العلمي؟ في الحقيقة هذا بحد ذاته سؤال مهم جداً و بالأخص بظهور نتائج الثانوية العامة لهذا العام و توجه الناجحين من الطلاب نحو التسجيل في الجامعات بمختلف التخصصات فأين المرجعية ذات الجاهزية العالية باعطاء المعلوما? الدقيقة التي يجب أن يستند عليها هؤلاء الطلبة قبل اتخاذ مثل هذا القرار المصيري في بداية مشوار حياتهم العلمية والتي ستقود خطواتهم لاحقاً في مسيرة حياتهم العملية؟ ألا يجب أن يكون هناك هيئة رسمية مستقلة ومعتمدة معنية في تمكين الشباب لتوجيه شبابنا نحو التخصصات العلمية والمهنية واحتياجات أسواق العمل المحلية الاقليمية والدولية؟ أم هل الخلل في عدم الاستقرار النفسي والمادي الذي يشعر به الشاب خاصة مع تقدمهم في العمر ليعتقد أن الاغتراب هو الحل المنجي مما هو فيه؟ وتوجهه بحثاً عن أي بصيص أمل حتى و إن كان بهيئة فتى صغير العمر لا حول له و لا قوة؟ ألا يجب أن يكون هناك منظومة دعم متكاملة تحقق وجود وطموح الشباب وتعزيز استقرارهم على كافة الصعد في بلدهم؟ هل الخلل في عدم وجود أي ادراك أو بحث مسبق من قبل الشباب عن متطلبات العمل في الخارج وشروط التقدم للحصول على عقود عمل حقيقة أو حتى طريقة الحصول على تأشيرات السفر للجهات المعنية؟ وعدم السعي للطرق السهلة من المحسوبية والواسطة بلا أي جهد يذكر؟ ألا يجب أن يكون هناك تركيز على تنمية تدريب وتطوير مهارات الشباب الذاتية بالتوازي مع التحصيل العلمي أو المهني؟ وتوجيهم نحو أسواق العمل بطرق سليمة و آمنة تحفظهم و تحفظ حقوقهم على المديين القصير و البعيد؟ هناك العديد من التساؤلات والتحليلات التي يفرضها هذا الموقف وغيره من المواقف والمشاهد المشابهة في حياتنا اليومية والتي تعكس حال شريحة لا يستهان بها من جيل الشباب اليوم وتقلباته المتعثرة في أغلب الأحيان ما بين الواقع.. الحلم والطموح. لذلك سيبقى دائما لنا دعوات يحدوها الأمل بأن الشباب (ذكوراً و إناثًا) هم أغلى ما نملك ويجب الالتفاف بجدية لما يواجهون والعمل على تذليل كل ما يستطاع تذليله من عقبات تقف في طرق تمكينهم على كافة المستويات ليرتقي بنا وبهم جميعا البناء ونسعى يداً بيد ليكون الاصلاح لمستقبل أفضل للجميع ?علاً مطبقاً على أرض الواقع.. والله دوماً من وراء القصد

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :