facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إعادة هيكلة الفرد


د. أحمد يعقوب المجدوبة
28-08-2022 12:11 AM

مفهومُ «إعادة الهيكلة» هو مفهومٌ علميّ دخل مجتمعنا منذ مدة، ومنذ دخوله قُمنا ونقوم بالعديد من الخطوات في سياقه، بعضها نجح وحقق المطلوب وبعضها لم ينجح.

والمفهوم يعني، على نحو عام، إعادة النظر في البنى والهياكل التنظيمية والتشريعات والعمليات والإجراءات المتعلقة بكيان مؤسسي معين بهدف تخفيف الأعباء وخفض الكلف وترشيق العمل وتجويد الأداء.

وهو يُطبّق، في العادة، على المؤسسات بأنواعها، من مستوى الشعبة والدائرة والوحدة، وصولاً إلى البنية الكليّة للمؤسسة ذاتها، أو لأكثر من مؤسسة، ثم إلى قطاع بعينه أو أكثر.

وإعادة الهيكلة هي أمر صحيّ وإيجابيّ، لأنها نتاج التصدي للإشكالات والعوائق ونقاط الضعف، وخطوة جادة نحو التحديث والتطوير.

وإعادة الهيكلة مستمرة ولا تتوقف، وهي جزء لا يتجزأ من الإدارة الرشيدة.

وهذه أمور معروفة ولا داعي للتوسع في الحديث عنها.

ما نود أن نتطرق إليه هنا هو أن إعادة الهيكلة لن تكتمل وتؤتي أُكُلها إذا لم تتطرق إلى إعادة هيكلة «الفرد»، الأمر الذي يكاد أن يكون مَنسيّاً في مجتمعنا، وهو الأمر الحاسم – في تقديرنا – في سعينا لإحداث النقلة الحضارية للمجتمع.

مبدأ مهم يجب إدراكه: من السهل على المجتمعات غير المنتجة، مثل مجتمعنا، أن تستورد التكنولوجيا والصناعات ووسائل النقل والأنظمة التعليمية والممارسات الحميدة على العديد من الأصعدة، لكن ليس سهلاً عليها توظيفها بكفاءة وفاعلية إذا لم تكن مهارات الفرد الذي يستخدمها وقِيَمه وأخلاقه وأعرافه على النحو المرجو.

وإلاّ كيف نفسّر الفوضى في الحالة المرورية عندنا، والتي لا نجدها في المجتمعات المتقدمة الذين يستخدم الأفراد فيها نفس أنواع السيارات والحافلات التي نستخدم أو ما يضاهيها ويتفوق عليها؟ وكيف نفسر ضعف الأداء في رياضاتنا والهوة بيننا وبينهم في المحافظة على البيئة وفي جودة التعليم والآداب والأخلاق في الحياة العامة، وفي الاكتشافات والاختراعات؟

العامل الحاسم، إذاً، في تقدُّم المجتمعات وازدهارها هو حسن أداء الفرد المبني على القيم الحميدة والأخلاق الرفيعة والالتزام بالقوانين والأعراف والمثابرة والاجتهاد وإتقان العمل والسعي نحو الأفضل.

بمعنى آخر، عندنا إشكالات في البنى والهياكل، وإشكالات تتعلق بقلة الإمكانات والموارد، ومنها الموارد المالية؛ وفي التشريعات والأنظمة والإجراءات. لكن الإشكال الأكبر – في رأينا – يكمن في الفرد: عمق تفكيره، قِيَمه، أدبه، احترامه للآخرين، إيجابية نظرته للحياة، حسن أدائه.

وهنا لا بد من أن ينصبّ الكثير من الجهد والعمل؛ ومن هنا يأتي تركيزنا في هذه المقالة على إعادة هيكلة «الفرد»، بحيث نُخلّصه من العادات السلبية، مثل التراخي والتواكل والتهكم والتشكيك وازدراء الإنجاز وذمّ الآخرين والكبرياء الزائف.

ولا بد من وضع هذا النوع من إعادة الهيكلة في أعلى سلم أولوياتنا، ونعيرهُ الانتباه اللازم، ثم نضع الرؤى والخطط العملية الكفيلة بإحداث التغيير على هذا البعد من خلال الأُسرة والمدرسة والجامعة، والمؤسسات المجتمعية كافة، حتى نتخلّص من نقمة المراوحة في المكان وننطلق كما انطلق غيرنا.

وبعد، فإعادة هيكلة الفرد هي الأساس الذي تبنى عليه كل أنواع الهيكلة الأخرى، وأساس تطوّر المجتمع وتقدّمه.

(الراي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :