facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الجامعةُ الأُردنيّة تدخل العالمية


أ.د. محمد القضاة
28-08-2022 09:07 PM

كم يشعر المرء بالسعادة والسرور حين يشاهد ثمرات جهده تزهر وتضيء جوانب مهمة في الحياة، والجامعة الاردنية عقل الدولة الأردنية وصورتها الأكاديمية تدخل في جميع المحافل المحلية والدولية والعالمية، واليوم ونحن نطل على انجاز ستة عقود من عمرها المديد، علينا أن نثمن للأردنية مسيرتها ودورها الريادي في بناء العقول والفكر المنظم والعلم والمعرفة، ومع دخول الجامعة الأردنيّة تصنيف شنغهاي العالمي Academic Ranking of World University، علينا أن نقول: إن هذا التصنيف العالمي المهم يهتم بترتيب الجامعات على المستوى الأكاديمي، ويعتمد الإحصائيات التي يتم توزيعها على الأساتذة والدارسين كافة، وذلك ضمن معايير مهمة يقوم بها المعهد العالي في شنغهاي (مجموعة شنغهاي رانكينغ كونسالتنسي) بتنظيم تصنيف خاص بالجامعات على المستوى العالمي، ويتم من خلاله تحديد أفضل الجامعات العالمية. وهذا التصنيف الأكاديمي يعدّ أفضل التصنيفات العالمية المعتمدة، وتعتمد عليه كافة الدول العالمية في تقييم الجامعات وترتيبها وفقًا للمستويات العلمية، وتضم مؤسسة اليونسكو حوالي عشرة آلاف جامعة من مختلف أنحاء العالم، ويركز هذا التصنيف على تقييم هذه الجامعات وتحديد أفضل الجامعات على المستوى العالمي، ويبدأ التصنيف بأفضل ٢٠٠٠ جامعة، ثم بعد المراجعة والتقييم يتم اختيار ١٠٠٠ جامعة يمثلون الأفضل فيما بينهم، ثم يتم مراجعتهم مرة أخرى وتقييمهم حتى يتم اختيار أفضل ٥٠٠ جامعة وكلية ومعهد عال من كافة أنحاء العالم، ويعتمد هذا التصنيف معايير خاصة بالتصنيف على النحو التالي: يتم منح ٢٠٪ من إجمالي العلامة الممنوحة لتوافر الأساتذة أو الطلبة الذين تم حصولهم على جائزة نوبل، وارتفاع نسبة النجاح لخريجي الجامعة يمنح نسبة ١٠٪ من إجمالي النسبة، والأداء الأكاديمي وكفاءة وجودة المساقات العلمية والمواد الدراسية التي تقدم من خلال الجامعة وهو يمثل نسبة ١٠٪ من الإجمالي.ويحدد بناء على الباحثين في أواخر خمس سنوات بنسبة ٢٠٪، ويحدد وفق حجم الأبحاث العلمية والدراسات التي تم نشرها في مجلة ساينس وكذلك مجلة ناتشر نسبة ٢٠٪ الجامعات والبحوث العلمية في المجالات العلمية ووسائل الإعلام نسبة ٢٠٪، وهذه المعايير من أكثر المعايير العالمية صرامة ودقة، وبحمد الله صُنّفت الجامعة الأدنية ضمن أفضل 701-800 جامعة في العالم، فهي الوحيدة محليًّا، وواحدة من 19 جامعةً عربيّةً أُدرج اسمها في هذا التصنيف للعام 2022.

وبعد هذه المقدمة الضافية حول هذا التصنيف وما حققته الجامعة الأردنية عليّ ان أسجل كلمة حق في البيت الأكاديمي الدافئ، خاصة أن الأحاديث والكلام لا ينقطع بين محبي الجامعة وغيرهم، وهنا استذكر ذلك حديثا طويلا استمعت اليه دار في اروقة احد الاجتماعات محوره الجامعة بتاريخها العريق ودورها في بناء الدولة والإنسان، كنت اسمع النقاش واصمت طويلا عند بعض الأفكار والملاحظات، واقلّب بعضها يمنة ويسرة، وأقول في حواري الداخلي؛ هذا كلام يليق وذاك كلام يحترم وذلك رأيٌّ يعتد به، وأخر لا معنى له، وغيره من الأفكار الكثيرة المثيرة عن الجامعة وطلبتها وأساتذتها وعلاقتها بمجتمعها وعن ظروفها الأكاديمية والمالية وحول ما يُدار حولها من كتابات وغيرها من آراء منها الإيجابي ومنها القليل السلبي، عدت لقلمي وقلت كم مرة وقفت كلماتي عاجزة امام الجامعة الاردنية محطة الفكر الاولى ومركز الحرف الاول وسطره في حياتي؟ كم مرة كتبت وانا مؤمن انها ستبقى في منأى عن اي فكر جاحد بعيد عن الموضوعية، وأنّها ستبقى مشعلا تنويريا وفكريا وعلميا مهما تقادم الزمان وتغير الناس أكانوا من داخلها أم خارجها؟ وكم دبجت مقالات عنها ولها، وانا مؤمن انها الأم الرؤوم التي تحتضن الجميع بلغة الحب والعطاء والتميز، وتأخذ على عاتقها الاستمرار في اداء رسالتها سواء أنقص المال أم كثر، أأحَبَها من أحبَها أم كرهها من لم ينل مراده منها؟ وأقول وأنا مطمئن بعد ستة عقود من عمرها وبعد أن حققت هذا الانجاز التاريخي والأكاديمي المهم، إنّها ماضية في إنجازاتها وعملها الاكاديمي والعلمي، وواهمٌ من يعتقد انها تتأثر بمقالة هنا او رأي طائش هناك، أو فكرة يابسة، أو رؤية ناقصة، أو خبر عار عن الصحة، هذه مؤسسةٌ أكاديمية راسخة رسوخ الجبال، وتاريخها حافل بالانجاز والعطاء والتميز، إنها انجاز الأجيال لبناء شباب المستقبل، وها هي تعلو وتتعالى والكل يقف أمام بواباتها المشرعة لمحبي العلم والمعرفة كي يتأملوا كيف بدأت فكرة بسيط حتى أصبحت حقيقة ناصعة، نفاخر الدنيا بها خاصة بعد هذه التصنيفات العالمية المتقدمة لها، وهي لا تتوقف عن العطاء، ولا تقبل أصوات النشاز؛ انها الاردنية الوطن وعقل الدولة وفكرها النبيل، وهي البيت الدافئ ونبض القلب لا تتوقف عن دورها مهما تعددت المواقف والمصاعب، ولا ترضخ لعرض أو طلب، تستجيب للتحديات والمحن، وتبقى طودا شامخا امام الزمن، نعيش لحظاتها بإيقاعاتها كافة، بحضورها وغيابها، وهي في الأنفاس روحا وثابة، ولا تقبل من أحدٍ ان يزاود عليها مهما تباعدت عقارب الساعة او اقتربت؛ لانها ليست حروفا ندبّجها وندعي فيها حب الاردنية، والذين أحبوها؛ أحبوها بصمتهم الجميل، وسمتهم الأنيق، أحبوها كأولادهم دون منِةٍ، وأخلصوا لها حتى غدت في العاليات خافقة على مر الزمن، وغدا زمانها أسطورة على كل لسان، أقول لها بعد هذا الانجاز لا تتوقفي لا بد من الاستمرار في التميز والعطاء والبناء مهما تغيرت ايقاعات الزمن.

وفي الختام، ولمّا كان للأردنيّة في قلوبنا محلٌّ كبير، وكانت لها لدينا المكانةُ الفُضلى فينبغي لنا حينئذٍ دعمها بكل الوسائل المتاحة كي تتمكن من ترسيخ البيئة الجاذبة والصديقة للطالب والأستاذ، خاصة أنّ سفراء الاردنية من الاساتذة والطلبة تجدهم في كل مكان، وسيرهم العلمية والعملية ترفع الرأس؛ لأنهم تعلموا في الاردنية الدقة والاحتراف والعلم الصحيح، ويكفي أن اشير الى مئات العلماء والاساتذة وآلاف الخريجين في العالم خاصة دول الخليج العربي الذين ينظرون اليهم باحترام وتقدير ويثمنون للاردنية ما زرعته فيهم علما ومعرفة وأكاديميا حقيقية، ها هي الاردنية كما عهدناها تعيد للزمان دورته وجماله لاهلها اجمل معاني النخوة والشهامة والإيثار، وتحية صادقة لكل محبي الأردنية ولكل من اسهم في تقدمها ورفعتها، لأساتذتها وعلمائها وطلبتها، لأداراتها المتعاقبة، ولرئيسها ولاسرة الجامعة كلها، ولكل من حمل مشعلا في طريق العلم والخير للجامعة والوطن والانسان.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :