facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بشائر الفوز على مشارف البتراء


ممدوح ابودلهوم
07-07-2007 03:00 AM

فوز البتراء مؤكدٌ ومحسومٌ إذ هو النتيجة الطبيعية لجهود الأردن الخارقة .. ملكاً وحكومةً وجيشاً وشعباً وفعالياتٍ من جميع القطاعات والتلاوين كافة ، ومع نشر هذه السطور المستبشرة بفرح المناسبة سيكون نبأ الفوز على مكتب جلالة سيد البلاد المعظم ، ووفق الإحصائيات المتواترة بقراءاتها المتقاطرة من الداخل ومن الخارج فإن البتراء هي ضمن الدرجات الثلاث الأولى ، وحتى لو كانت واحدةً من العجائب السبع الأولى الفائزة في إعلان لشبونة ، فإن هذا أيضاً يشكل بالنسبة لنا في أردن الأمل والحضارة والسلام ، كبقعة تنوير وبؤرة إشعاع تضج حراكاً مدنياً وسط حرائق وحروب وصراعات ، هو فوز استثنائي بامتياز قاد معركته الجميلة ملك متفاؤل بالغد الأفضل لنا ولشعوب المنطقة بإجمال .
غير أن هذا الفوز الكرنفالي الموشح بتواقيع الأصدقاء في العاصمة البرتغالية لشبونة ، على تميزه وأهميته بل وعظمته أيضاً ، ليس في الواقع الصريح إلا مجرد تتويج لفوز حقيقي ملموس ومعاش على أرض الواقع ، بدأت أرقام إحصائياته وبنادل بوصلاته وخطوط رسومه البيانية ، تشهد ، إنتاجوياً ، ثورة علمية عفية على الصعيدين السياحي الوطني والاستثماري الاقتصادي ، وتحديداً منذ بدايات العهد الهاشمي الرابع الميمون ، عبر اللفتة الملكية الأولى لأهمية هذا الموقع الأثري التاريخي بغير مستوى وعلى الصعد كافة ، وبخاصة في السنين الثلاث الأخيرة حين راحت تتفاعل بُنى هذه الثورة تصعيداً وتصاعداً ، بأن انضوت تحت ألوية وعناوين واندرجت ضمن خطط ومعادلات ، لا بل وراحت ترفع أيضاً مشاعل وبيارق ورايات ، من حيث أن البتراء في كتاب اللفتة الملكية السامي ، هي آبار نفط سياحية في إقليم واحد ، ما يقل ، إنتاجوياً ، عن أهرامات مصر الشقيقة ، وقد يذهب مؤرخ أردني أو حتى مجرد مراقب وطني غيور إلى أبعد من ذلك ، بتقديم عامل رفع الظلم عن عاصمة أجدادنا الأنباط البتراء الأعرق ، على باقي العوامل الأخرى كالسياحي الاقتصادي والاجتماعي الإنساني والتاريخي الثقافي ، وغيرها كثير ما هنا مقام تاريخه وليس هنا مكان جغرافيته !
فوز البتراء ، إذن ، قد بات يقيناً ومن تحصيل حاصل أيضاًَ ، فعاصمة أجدادنا الأنباط الوردية جارة وادي القمر : وادي رم المنير الوديع ، راحت تتفوق اليوم على نفسها بأن أصبحت تضع هي شروط وآليات نمذجة التألق ، وقد يكون صعباً على من لم يقصدها سائحاً أو زائراً قبل ثماني سنين ، شأني أنا كاتب السطور وقد زرتها في منتصف تسعينيات القرن الماضي ، أن يدرك كم هي المقارنة عصية والبون شاسع والمقاربة صعبة بين البتراء 1995 والبتراء 2007 ، حتى ولكأنها لم تكن ثماني سنين أو عقد وأكثر منذ زيارتي بل مباعدةٌ مبررة بين قرنين !، ولعل أي حاسوب سيفجر نفسه كما حدث تماماً ووفق الطرفة الشعبية المتداولة بين عامة الأردنيين ، حين سأله قريب لي : (مرت أبو بريص شو كان اسمها قبل الجيزة ) ؟، بسؤاله عن الارتفاع الخرافي في الأرقام والبيانات والإحصاءات بين عامي 1985 و2005مثلا ؟، إذ أزعم فلا لا أريد الجزم بأنه قد لا يجد بيانات حتى عشرين عاماً أو ربع قرن خلى سياحياً من هذا الزمان !
ومهما يكن – ونحن مع أبي الحسين المفدى ، لا ننظر إلى الخلف كي نسامر جن العهد العصملي المتخلف ، فإن البتراء اليوم ليست هي بتراء الأمس وغداً ستكون أفضل وأفضل ، ومن لا يصدق فليأتِ بتراء القمر الوردية يساجل فرح التاريخ ويعيد أمجاد أجداده الأنباط الأولين ، وبكلمة .. فصلَ خطاب ، أنا اللحظة بين مشهدين الأول عام 1995أي قبل قرن من الزمان (؟!) حيث كمٌ متراكمٌ من الغبار اللزج والأوساخ والروائح وقليلٌ متناثرٌ متآكلٌ من خيل مريضة وهرمة ، والثاني عام 2007في بتراء من قمر وورد وفرح مطعّم بماس التشكيل ، ومطرز بتلاوين الضجيج الباهرة المعنى الرائعة المبنى بكل مفردات الضاد ولهجات الأرضين ، تماماً شأن خيلها مطهمة بالعراقة والأناقة لاستقبال الأهل والأحباب والضيفان في مقبل الأيام ، وعن الحضارة ثقافة وفناً فلا نملّ نبدي ونعيد في التحليق بعيداً في الأجواء الأبعد والأمداء الأمجد ، فلم أكن شخصياً أحلم بمشهد كونسيرت مموسق بين الروائي والمُمسرَح ومتناغم بين الشعريّ والراقص ، يمزج في أداءه الماتع بين الليل والليلك وما بقي من حراس قمريين للمنحوت الوردي ، ألوان وشموع وأنغام من مساء وادع ودفيء ، وبدر حالم حادب ورقيق يرد على ملائك الحفل شعرا سمريّاً ، مشهدٌ ولا حتى في الأفلام والأحلام يعز نظيره في روما أو باريس أو فيينا ، وببساطة أن عازف الكمان قد جاء بصدى الماء المموسق في ذاك النهر الخلاب معه من مدينة البندقية الناعسة و ..كذا كان !
و بعدُ – والاختصار فنٌ إلا في الحديث الوردي !، فالفرح ، في المُنتهى ، قائم .. لا جدال ، والفوز ، قادم .. لا محال ، فألف مبروك للمليك المفدى الذي قاد معركة الفوز الأعرق ، وللحكومة الرشيدة التي سهلت الصعب و جعلت المستحيل ممكناً والحلم حقيقة ، ولجند أبي الحسين الميامين في كل الثغور والخنادق والميادين ، وللشعب الأشم الأبي الأمين الذي حذف من دفترنا مفردة المستحيل ، وعلينا جميعاً وتحديداً في القطاعين العام والخاص منذ اليوم (مردود النقا) ، إذ أن الوصول إلى علياء المجد حكاية لكن المحافظة عليها هي حرب ضروس ، نحن لها بإذن الله وبهمة أهل العزم بقيادة سيد الركب المحجل ، و .. يليق بنا ، حقاً وحتماً ، فرح البتراء العزمويّ الأجمل .]

Abudalhoum_m@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :