facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نظرية "الشهرة" واستهداف وزارة التربية والتعليم؟


فيصل تايه
07-09-2022 12:46 AM

سبق وتحدثت عن "البعض" الذين يستهويهم أن يرهقوا احلامنا بالعبث اليومي ، ويتصرفون بعقلية ذات اتجاه واحد ، خاصة عبر منصات التوصل الاجتماعي الشغوفة بترتيب أولوياتها بما يتناسب ومصالحها وزيادة عدد متابعيها ، لا من أجل مصلحة الوطن ، آخذة على مبدأ نظرية "الشهرة" وجذب المشاهدين واستدراجهم ، وان كان ذلك على حساب الاولويات الوطنية ، وإن كان تأثير موادها الاعلامية المصوغة تلك "قصير المدى" ، إلى أنها تسهم في التضليل الاعلامي القوي السريع والمباشر على الجمهور المستهدف ، خاصة عندما يكون الأمر متعلق بهيئة حكومية أو قطاع خدمي أو وزارة سيادية بحجم "وزارة التربية والتعليم" ، وكأن منظومة التفكير الجمعي لدينا قد اجتاحتها هذه الأيام نمطية سلوكية مقلقة ومستحدثة ، نشأت مع الاستخدام اليومي لوسائل التواصل الاجتماعي ومتابعتها لمحطات الفضاء المفتوح الواسع ، فباتت القرارات او اية اجراءات من لدن ايه جهة حكومية او أي مسؤول بالدولة تلقى ما تلقى من تسخيف وعبث وابتذال الكتروني او مرئي دونما رقيب او حسيب .

ان وزارة التربية والتعليم وهي تخوض اليوم مهمة كبيرة لم تعهدها في تاريخ مسيرتها ، والتي تعتبر تحدٍ من اكبر التحديات ، والمتعلقة بملف العام الدراسي الجديد ، واستقبال اكثر من مليونين وربع المليون طالب في مدارسها ، ما استوجب اتخاذ عدة اجراءات "على أهميتها" تهدف بالأساس الى استيعاب الكامل للاعداد المتزايدة من الطلبة ، وتامين كافة مستلزماتهم الدراسية ، وتهيئة بنية تحتية وغرف صفية لايوائهم ، وكذلك توفير الكوادر التدريسية ، وما إلا ذلك من تجهيزات ، فالمعروف أن التعليم حق للجميع وفق دستورنا الأردني ، ما يتوقف عليه مستقبل جيل كامل في تحصيل المعرفة والبناء التعلمي ، لكن ومع حجم هذا التحدي ، ففي اعتقادي ان وزارة التربية والتعليم احتاجت الى الدعم والمساندة في مواجهة مجمل العقبات ، وفي اعتقادي ايضاً ان ذلك ليس مسؤوليه وزارة التربية والتعليم وحدها ، بل تحتاج الى تعاون كافة مؤسسات الدولة والمجتمع ، وتظافر جهود الجميع من أجل إنجاح المساعي التي تقوم بها الوزارة من أجل ابنائنا الطلبة ، خاصة في المناطق التي تشهد اكتظاظ طلابي كبير ، والمناطق البعيدة والنائية وأطراف المدن ، لكن وبرغم كل الجهود التي تبذل ، فان البعض وللاسف يستغل هذا التحدي ويقوم بأخذ لقطات مقصودة لتجمعات طلابية من هواتف محمولة من اجل تقصد ايقاع الوزارة في ارباك متعمد ، حيث يجري التعامل مع الموضوع من بعض الابواق بمنتهى التسخيف والتسطيح والابتذال ، خاصة وهو يصدر من عقليات لا تتعامل الا بالتهكم والتهريج والانتقاد ، فنحن أمام حرب شعواء مدخلاتها ومخرجاتها تقود وللاسف لتشكيل ثقافات مغايرة لوعينا الاجتماعي الجمعي وقيمنا الاردنية الأصيلة .

لقد اصبح الشغل الشاغل اليومي للبعض هو تقصد ايقاع الجهات المسؤولة في الدولة باحراجات مقصودة ، بل ومن اجل الصاق تهمة "عبثية القرارات" جزافاً والقيام بتلك المهمة الكيدية خير قيام ، خاصة ما يصدر عن وزارة التربية والتعليم "تحديداً" من اجراءات ، فقد لاحظنا وخاصة وسط الكثير من التنظيرات والتي من السهل فيها بث الدعايات المغرضة وكيل الاتهامات بقصد او بغير قصد ، في محاوله للتشكيك في الاجراءات ومصداقيتها ومشاغلة وزارة التربية والتعليم عن اولوياتها ، ذلك بأدوات باتت متداوله ومعروفة تصدر على شكل "ترندات" تطلق على صفحات ووسائل التواصل المتاحة او من على شاشات محطات التلفزيون المعروفة ، لخلق أزمات مفتعلة ومتعمدة وتقليب الرأي العام والتشكيك بكل ما جميل في هذا الوطن المعطاء .

ان ظاهرة استهداف وزارة التربية والتعليم ، والترصد باستمرار لما يصدر عنها من إجراءات ، هو تعدٍ صارخ على مؤسسة حكومية وعلى اعرافها وقوانينها ، فكل ما يبث ضد هذه المؤسسة الوطنية مرفوض ومناف للحس بالمسؤولية الاخلاقية والقيمية ، فمن يحاول استخدام اجناداتة المتلونة فلا بد من تطبيق التشريعات الجزائية التي تعاقب بوضوح تلك الأفعال ، ولا بد من تفعيل الإجراءات ليحاسب من يقوم بحملات مقصودة هدفها تشويه سمعة المسؤولين والوزارات والدوائر الرسمية واستهداف الاشخاص ممن هم في موقع المسؤولية ، خاصة من لا يعجبه ادارة ملف العام الدراسي الجديد ويشيّع ويروج للشائعات بأنواعها .

وبالنظر إلى هذا الموضوع و"على أهميته" فلم تعد وزارة التربية والتعليم وحدها المستهدفة ، لذلك يجب الالتفات الى ما يحاك ببعض مؤسسات الدولة ، والانتباه جيدا الى ضرورة ايجاد استراتيجية عمل وطني ، بالحاجة الى التوسع في إدخال مفاهيم التعامل الرشيد في مؤسسات ووسائل الدولة المختلفة باستخدام منصات التواصل الاجتماعي ، ومواقع الأخبار الإلكترونية ومحطات التلفزة المنتشرة ، بل والدعوة إلى ميثاق وطني صريح يجد حداً للادعاءات والتحريضات بدعوى "حرية التعبير" وملاحقتها وتعريه مروجيها ، خاصة ممن يستهويهم تلوين الوقائع وتحريفها في محاوله منهم انتهاج خط التشنيع الواضح باشاعاتهم وشغفهم الغريب ، دون البحث عن حقائق الأشياء واسبابها الحقيقية من مكامنها ، ودون استيعاب أي نوع من العبث هذا الذي يمارس في تشويه صورة جهاز حكومي تربوي سيادي عمره من عمر الاردن ، ومحاولات المساس بابنائه الغر الميامين ، ومن يسعى في هذا الأمر إلى نهاياته ، وفي إشاعة كثير من زبد الأقاويل حولها عبر جدل دعائي فقد يرى حقيقة أمره وغلوه المفضوح .

وأخيراً ، لنتقي الله في أنفسنا ونبتعد عن اية ادعاءات او شرذمات مقيتة بدعوات مشوهه ، وسواء أكانت تلك موجه من عدمها ، لكني اقول ان أي خطأ يمكن تداركه وليس اسلوب التشهير المقصود هو الحل ، فوزارة التربية تعمل بكل طاقاتها وكوادرها لتدارك ايه معيقات وتصحيح ايه اخطاء قد تعترض بداية موفقة وناجحه لعام دراسي مفعم بالطمأنينة والنجاح فالخطأ "وان حصل" لا يأتي الا مع تزاحم العمل وثقل المسؤولية لكن الحلول موجودة ويتخذ فيها قرارا فورية وعاجله .

بقي ان اقول ، وان المعيار الحقيقي هو مقدار ما يعطي الإنسان لهذا الوطن وليس بمقدار تحقيق المكتسبات على حساب الوطن ، ولا ننسى قول رسولنا الكريم : " فتنةٌ عمياء صمّاء عليها دعاة على أبواب النار، فأنْ تموتَ وأنت عاضٌّ على جَذْلِ شجرة خيرٌ من أن تَتْبَعَ أحداً منهم".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :