facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ظاهرة التراخي الحكومي والتنمر الشعبي


م. وائل سامي السماعين
22-09-2022 04:54 PM

بدأت ظاهرة التراخي الحكومي عند بداية الربيع العربي في أواخر عام 2010 ومطلع 2011 ، حيث انطلقت من تونس احتجاجات شعبية سلمية ، وأطاحت بستة انظمة عربية ، وكان من أسباب تلك الاحتجاجات ، انتشار الفساد، والركود الاقتصادي، وسوء الأحوال المعيشية، إضافة إلى التضييق السياسي والأمني ، وعدم نزاهة الانتخابات في معظم البلاد العربية.

في جميع البلدان العربية ، كان هناك قمع وقتل وتعذيب للمحتجين ، بينما في الاردن، قامت الأجهزة الامنية بتطبيق سياسة الامن الناعم ،بتقديم المياه والعصائر الى المتظاهرين ، وقامت الحكومات الاردنية باجراء اصلاحات سياسية واقتصادية ، لامتصاص غضب المتظاهرين، وفي هذا السياق كانت رسالة الدولة الاردنية واضحة ، بانها لن تسير على نهج الانظمة العربية التي قامت بقمع المتظاهرين ، وانها ملتزمة بمحاسبة المقصرين في عملهم والفاسدين .

ومنذ ذلك التاريخ ، اصبحت هناك حالة تنمر وتطاول على اجهزة الدولة الاردنية، من قبل القلة الاكثر صوتا من الطابور الخامس ،من الذين يضمرون للدولة الاردنية الحقد والكراهية ، وللأسف انساق وراء هذا الطابور الكثير من المواطنين الطيبين ، غير مدركين انهم وقعوا في فخ هذا الطابور ، وظنوا انهم يمارسون حرية التعبير، ولكنهم في الواقع يدمرون القيم الاردنية التي يجب ان نحافظ عليها ،والتي تعودنا عليها في توجيه النقد البناء، مع الحرص الشديد على الدولة الاردنية ومصالحها العليا ، والتي يجب ان لا يعلوا عليها اية مصالح اخرى،ووصل في البعض، التغني والتمجيد والغزل بدول اخرى، اقل ما يقال فيها انها دول قمعية او منهارة اجتماعيا واقتصاديا ، واثيرت نعرة الطائفية الدينية ، وتشدد البعض في اظهار هويتهم الفرعية ، ويتغنون بها بشكل لم يسبق له مثيل .

فكان مقابلة الاحسان بالنكران ، هي الاساس المحرك لكل هؤلاء، وكلما زادت المعاملة الحسنة لهم،ازداد نكرانهم للدولة الاردنية ومبادئها وثوابتها، وحتى انتمائهم اليها كان يتناسب طرديا مع مصالحهم فكلما قلت المصالح تضائل الانتماء، وزاد التجريح المنغمس بسوء النوايا ، ففي كل فرصة سانحة طعنوا في مؤسساتها الراسخة منذ مئات السنيين،كمؤسسة العرش ,ومجالسها التشريعية والحكومية كالتعليم والصحة وغيرها ،ووصل حد الامر في البعض ، الى القدح والذم في مؤسساتها العسكرية والامنية ، التي يعتبرها كل مواطن مخلص خط احمر ، علما ان بعض هؤلاء الناكرين للجميل كانوا الاكثر استفادة من خيرات الدولة الاردنية على مر السنيين ، وهناك فئة تعد على اصابع اليد ، تتخيل انها فئة معارضة ، فكل ما يقومون به وهم في الخارج ، الردح البذىء للاردن ومؤسساتها الراسخة منذ عشرات السنين.

وفي خضم كل هذا , اندست بيننا قوى الشر والإرهاب والظلام تصطاد في المياه العكرة ، ولكن اجهزتنا الامنية كانت يقظة ، وسحقت كل المخططات الشريرة التي تريد السوء بنا ، وما زال البعض في السوشيال ميديا، مصرا، ويشن بلا هوادة حروبا اعلامية على دولتنا الاردنية ومؤسساتها ، بعضها مدفوع الاجر ، والبعض الاخر ناتج عن حقد تاريخي ، واخرين عن عدم إدراك لما يدور من حولهم.

أحد مظاهر التراخي الحكومي والتنمر الشعبي ، هو عدم تطبيق قوانين وأنظمة المرور بصرامة ، خوفا من الحملات الشعبية التي تتهم الحكومة ، بان الغرض من وراء تطبيق انظمة السير هو الجباية ، متغافلين في الوقت ذاته عن تلك المظاهر الفجة لمخالفة انظمة السيرمن قبل اغلبية المواطنين ، فتجد ان معظم الأردنيين يستخدمون الهواتف الخلوية أثناء قيادة السيارات حوالي 90% ، واخراج الاطفال من نوافذ السيارات او من الفتحات العلوية ، أو القيادة بسرعة عالية التي تشكل خطرا على حياتهم وعلى حياة الآخرين ، ناهيك عن الوقوف المزدوج او رمي النفايات من النوافذ ، وقطع الاشارة الحمراء، واطلاق الاعيرة النارية ، وغيرها الكثير من المظاهر الغير حضارية ، مثل حوادث التنمر من قبل القلة ، على نشامى رجال السير من الامن العام ، او حوادث الاعتداء على الاطباء ، او سرقة المياه او الكهرباء، والابشع منها ، وسائل الغش التي يلجأون اليها ، مثل استعمال الاختام في قطاع المقاولات او الاشراف الهندسي ، بغير وجه حق ، حيث يطلق على هذه الظاهرة "الختيمة" والتي تؤدي الى الغش في قطاع الإنشاءات وغيرها الكثير من مظاهر فساد المواطن ، والتي سببها الاساسي ظاهرة التراخي الحكومي في تطبيق الأنظمة والتشريعات والقوانين النافذة بصرامة ، وهذا يؤدي بدوره إلى حالة التنمر الشعبي من قبل بعض المواطنيين، والقيام بخرق القانون ، لأن حدسهم يشعرهم بأن القانون لن يطبق، وسيفلتون من العقاب كانوا من كبار القوم أو من صغاره . وهذه الظاهرة لا تخصنا وحدنا ، بل تنطبق على شعوب العالم اجمع، فالدول الاوروبية لو لم يطبق فيها القانون بصرامة ، لاصبح الوضع عندهم سيء للغاية .

لقد حان الوقت لإدراك هذه الحقائق , وأن التراخي الحكومي والتنمر الشعبي ليس في مصلحة احد ، وسيضر بمصالح الجميع والاجيال القادمة ، وقيم الدولة الاردنية ، وسيؤدي الى خسائر مادية ومعنوية كبيرة ، يصعب اصلاحها مع مرور الزمن .

waelsamain@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :