facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مرافعة الفتى الأردني الهاشمي


د. نضال القطامين
03-11-2022 10:36 AM

في حواري النمتة، القرية الواقعه في جنوب الطفيله والمطلة في تخوم المشاريق على فلسطين، كانت دمشق وبغداد والقاهرة حاضرة في الصيف، حين يؤوب الرعاة، وفي الشتاء حين تهدر الرعود وحين يشق البرق الأودية سيفا قاطعا.

هناك، في ظل دالية او لزابة او زيتونه أو قريبا من موسيقى المزاريب، كان أبو نضال يحدثنا وهو آيب من مقناصه، عن شروط النضال والكفاح والسجون. كنت أقرأ في عينيه تفاصيل جهاده كي يكون للعرب دولة، وكي يحمل الفتية وشمها القوي.

حدثنا كثيرا عن النهضة وعن فرسانها، الكواكبي وقد أوقد جذوة العروبة في جيله، ثم أقطع لها من فكره "طبائع الإستبداد"، ومضى الفتية بعده في إذكاء نار العروبة ووضعوا شروطا للنهضة، وقالوا أن طريق الوحدة يبدأ بالقطر وينتهي بالقوميه، وأنه لا سبيل لرفعة العروبة سوى بالإئتلاف والإتحاد، وإن قصرت في التنفيذ، مشاريع الوحدة ومحاولات الإندماج، فالفكرة يقظة متمردة تضطرب بها الأفئدة.

اليوم، في الوقت الذي تنعقد فيه القمة العربية، وقد أضحت روتينا مملا ولقاء مجاملات، وفي الوقت الذي باتت فيه فكرة الوحدة حلما بعيدا، وسطورا في صفحة كتاب منسي، على الأقطار العربية أن تدرك حجم المخاطر ومآلاتها، وعلى جدول أعمالهم أن يكون في طليعته تقدم الليكود للحكم وهو الحزب المتطرف المبني على فكرة إقصاء الفلسطينيين والاستيلاء على الأرض وضمها والتوسع في بناء الإستيطان، والمماطلة الخبيثة في الجلوس لاستحقاقات المعاهدات والتوصيات الدولية الخاصة بحل الدولتين وقضايا القدس واللاجئين.

قدّم الفتى الأردني الهاشمي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، في كلمة هامة على منصة القمة العربية، مرافعة رفيعة وازنه وبكل اقتدار، لموقف المملكة الثابت في كل القضايا، وقال ما يجب قوله، من أن وحدة في السياسة وفي الإقتصاد ستمنح العرب قوة تمكنهم من تحسين مواقفهم في هذا العالم الذي لا مكان فيه للضعفاء.

غير كافٍ حديث القمة عن معضلات العرب المركزية والآنية. قضية فلسطين ووصاية الهاشميين على المقدسات ودعم قطر والدعوة لحلول سلمية في الأقطار التي تعصف بها الحروب.

ينبغي اقتران التوصيات والقرارات بالتنفيذ الفعلي، على القمة العربية أن تُقطع للمخاطر المحدقة بفكرة العروبة وقتاً من اوقاتها التي امتلات بالمسرحيات والازمات الدونكوشيتية، عليها أن تنظر للعالم وقد ركب المعرفة وطوّعها قوة في الإقتصاد وفي السياسة، عليها أن تضع حلولا للجوع الذي تفرض خرائطه حروب الشرق، ولأزمات الطاقة والبطالة والفقر، عليها أن تفعل ذلك وألّا تمارس طقس النعام، عليها على الأقل أن تحرص على أن يهتم أحد ما باالإجتماع وبكلمات الإنشاء وبالقرارات التي لا يقرأها أحد…





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :