facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لقاء الملك - لافروف


د.حسام العتوم
05-11-2022 08:42 PM

لقد كان يوم الخميس الثالث من نوفمبر حافلا بلقاء أردني- روسي رفيع المستوى بعمان تقدمه جلالة الملك عبدالله الثاني وسيرجي لافروف وزير خارجية روسيا، وكان وزير الخارجية ايمن الصفدي قبل ذلك قد عقد مؤتمره الصحفي القصير والمقتضب مع السيد لافروف، والذي اقتصر على دعوات إعلامية مسبقة لشبكة المراسلين المحليين والعرب والأجانب، وتم حصر وقت الحديث بعشر دقائق لوزيري الخارجية وبسؤال واحد لكل اعلامي، وما أراد سيرجي لافروف التأكد منه هو سلامة العلاقات الروسية – الأردنية بعد فجوة سياسية بين البلدين الصديقين أضفت إلى توقف الزيارات الرئاسية والملكية منذ وقت اجتياح فايروس ( كورونا ) للعالم عام 2019، وبعدها تزامنا مع اندلاع العملية العسكرية الروسية التحريرية اتجاه شرق أوكرانيا العام الحالي 2022، وللاطمئنان أكثر على المسار السياسي الروسي بعد تصويت الأردن مرتين في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح اعتبار اقليم (القرم)، والأقاليم الأربعة (لوغانسك، ودونيتسك "الدونباس"، وزباروجا، وخيرسون) ضمن السيادة الأوكرانية، في زمن حركت فيه موسكو (الفيتو) إلى جانب الصين في مجلس الامن لتثبيت أحقية (القرم) في اطار السيادة الروسية بالارتكاز على استفتاء شعبي جرى هناك وبنسبة مئوية وصلت إلى 95% وتحت رقابة دولية، وعينها من جديد على (فيتو) مع الصين لاعتبار الاقاليم الأوكرانية الأربعة الأخيرة سابقة الذكر ضمن السيادة الروسية بعد تصويتهم وبنسب مئوية عالية لصالح الانضمام لروسيا. ولقد عرفت روسيا كدولة عظمى كيف تتعامل مع الملف الأوكراني مبكرا والذي تلون بكل ما هو غربي أمريكي لأسباب لا علاقة لها بسيادة أوكرانيا بقدر ما حملت من أهداف دقيقة تقدمتها بالنسبة للغرب أهمية استمرار الحرب الأوكرانية، واستثمارها لإستنزاف روسيا عسكريا واقتصاديا، وحتى نخرها من الداخل، وتفريغ الأسواق الروسية من المنتجات الغربية على مستوى الألبسة والمطاعم المشهوة والمركبات خير مثال. وجاء لافروف إلى عمان يحدوه الأمل بالاستفادة من علاقة الأردن المتينة مع الولايات المتحدة الامريكية ،و استثمارها لصالح فتح قناة سياسية مع بلاده روسيا في موضوع الأزمة الأوكرانية التي تحولت إلى حرب دموية مفتوحة مع الغرب .

وما سمعه سيرجي لافروف من وزير خارجيتنا أيمن الصفدي في شأن تصور الأردن لحل الأزمة السورية بالطرق السلمية للمحافظة على وحدة سوريا أرضا وشعبا، وحول اهمية الحضور الروسي في سوريا لضبط الحدود مع الأردن، وهي التي تعاني من اختراقات من قبل المليشيات، أي الإيرانية، من دون ذكرها، ومن قبل الإرهاب، من دون تسميته، وهو الممثل بعصابات " داعش " المجرمة، وواستمرارهما في تهريب آأفة المخدرات الخطيرة، وتهديد أمن الوطن، وضرورة التمسك بقرار مجلس الامن 2254 المنادي أيضا بأهمية عودة اللاجيء السوري إلى وطنه عندما تتعافى سوريا الدولة والوطن، وتعزيز التنسيق الأردني – الروسي، والتمسك بخيار حل الدولتين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وصولا لدولة فلسطينية كاملة السيادة تكون القدس المحتلة عاصمة لها، وضرورة وقف اطلاق النار فورا وسط الحرب الأوكرانية الدائرة، واحترام القانون الدولي، واحترام سيادة كل دولة ذات علاقة بالصراع الاوكراني، والذهاب للحل السلمي والحوار، خطاب سمعه من جديد في القصر، ومباشرة من جلالة الملك، وسمع ما أراد سماعه، لكننا لم نسمع بما قاله لافروف لجلالة الملك، وننتظر من مكتب اعلام الديوان الملكي بث تفاصيل اللقاء كاملا او عبر حقيبة وزير اعلام الاتصال الحكومي، ولدي قناعة بأنه كرر ما قاله بالمؤتمر الصحفي في وزارة الخارجية الذي بثته وسائل الاعلام، بينما لم استطع الاستماع لمجريات المؤتمر مباشرة بسبب تأخر وصول كتاب جامعتي للخارجية كما علمت رغم وصولي للمكان قبل نصف ساعة وتنسيق هاتفي سابق مع الخارجية، وكنت راغبا بتقديم كتابي الثاني " الرهاب الروسي غير المبرر " هدية للوزير الضيف، وسؤاله عن سبب تصنيف الأردن خارج العاصمة موسكو بدولة غير صديقة .

لقد جاء لافروف حاملا خطاب قصر الكرملين الرئاسي في القضايا العالقة والواجب مناقشتها مع الجانب الأردني، وعاد الى موسكو حاملا خطاب ليس الخارجية الاردنية فقط، وانما خطاب القصر الملكي في الاردن ولقاء الملك، وسوف ينقل صورة اللقاء إلى القيادة الروسية التي اختارت الاردن اولا من بين الدول العربية لتوصيل رسالتها لها، والرئيس فلاديمير بوتين مهتم بالشأن السياسي الاردني، ويتابعه، وكذلك مساعدة يوري اوشاكوف، ووزير دفاعه سيرجي شايغو، ومدير استخباراته الخارجية سيرجي ناريشكين، ورئيسة مجلس الاعيان فالنتينا ماتفيينكو، ورئيس البرلمان فيجيسلاف فولودين وغيرهم من كبار قادة قصر الكرملين الرئاسي في موسكو ومكتبه الاعلامي ممثلا بدميتري بيسكوف. وهكذا يكون لافروف قد ازال القلق عن محياه وعن وجه بلاده روسيا الاتحادية الصديقة لنا للذهاب مجددًا لتطوير الملف الاقتصادي وحجم التبادل التجاري، والاهتمام بملف الزراعة، وزيادة عدد المنح الدراسية السنوية المقدمة للأردن، وذكرنا لافروف بوجود 1500 طالبا أردنيًا على مقاعد الدراسة في روسيا الآن، مما يعني بأن روسيا لازالت تفتح معاهدها وجامعاتها للأردنيين للحصول على العلوم والمعارف المحتاج لها الأردن خاصة اختصاصات الطب.

زيارة سيرجي لافروف كما اعتقد ستفتح الطريق أمام زيارة ملكية يقودها جلالة الملك لموسكو، وترتب لزيارة مماثلة للرئيس بوتين مجددًا للأردن حالة تعافي الازمة الروسية – الاوكرانية ،و مع الغرب عبر حلف ( الناتو ) المعادي، والمعروف بأن لروسيا الاتحادية هدفا واضحا ودقيقا من عمليتها العسكرية حققت معظمه ،و الذي تمثل في ضم الاقاليم الخمسة الاوكرانية سابقا الى السيادة الروسية، وروسيا التي تنادي الان بالسلام والحوار في اطار القانون الدولي لن تتراجع عن ضمها للاقاليم ،و هو ما سمعته من الرئيس بوتين عبر اعلام بلاده، و" كييف – زيلينسكي " مصرة على المطالبة بعودة كافة الاقاليم التي انسلخت عن اراضي اوكرانيا وعينها على اسناد الغرب لها، وهي لن تتمكن من اعادتهم لا بالحرب ولا بالحوار بطبيعة الحال، والا لماذا الحرب ؟ ولماذا الاستفتاءات ؟ ولماذا قبول حرب مع الغرب الامريكي بالوكالة عبر الاراضي الاوكرانية ؟ و4،5 مليون اوكراني من دون كهرباء الان بعد قصف محطتهم الكهربيائية جراء الحرب، ولروسيا قراءة جيوسياسية مختلفة تماما عن غرب اوكرانيا ،و عن الغرب كله، وعن اصدقاء الغرب وحلف ( الناتو ) المعادي لروسيا في العالم ,و لديها قراءة تاريخية مختلفة ايضا، وهي اي روسيا تعتبر اوكرانيا من نتاج قائد الثورة البلشفية فلاديمير لينين الذي حولها حينها لاراضي زراعية ،و منحها طابعا سوفيتيا، والكاتب الروسي الكسندر شيريكوراد في كتابه " اوكرانيا " الحرب والسلام " . ص 4 يؤكد ذلك، واستقلال اوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي عام 1991 لم يعني للروس ادارة الظهر الاوكراني لها ،و الذي لاحظته موسكو مع حراك الثورات البرتقالية في ( كييف " بالتعاون مع امريكا والغرب واجهزتهم اللوجستية ،و بعد حدوث انقلاب عام 2014 الدموي الذي دفع موسكو لأن تستأصل اقليم (القرم) عن اوكرانيا حماية لسيادتها ولاسطولها النووي البحري في المياه السوداء، فكيف سيكون السلام الروسي مع غرب اوكرانيا، ومع حلف ( الناتو ) الصديق للاردن بالمناسبة في زمن الحرب بالوكالة ؟ ومتى من الممكن توقع ان يوقف الغرب مجتمعا دعمه لغرب اوكرانيا بالسلاح والمال الذي وصلت فاتورته الى اكثر من 20 مليار دولار ؟ بكل تأكيد لن يتم توقيف الحرب فورا كما يريد الاردن في خطابه الدبلوماسي الملاحظ، وروسيا متمسكة بخيارها، وشعوب شرق اوكرانيا كذلك، والغرب المتفاجيء بالخطوات الروسية العسكرية والجيوسياسية المتتابعة ايضا، فمن يقرع جرس السلام بين روسيا واوكرانيا والغرب بقيادة امريكا بعد فشل الحوار بينهما او افشل بضغط ملاحظ من قبل الغرب ،وحتى عبر اتفاقية ( مينسك 2015 ) ؟ و10% حسب قراءة روسية اعلنها بوتين من سكان غرب اوكرانيا يساندون التوجه الروسي، ومعلومات ميدانية غربية تفيد بعدم جدية عقوباتهم على روسيا، وهي التي الحقت الضرر بهم اولا، وشتاء اوروبي بارد من دون مادة الغاز الروسية التي سترهق سكان غرب اوكرانيا والغرب كاملا، وهم بكل تأكيد ضحية السياسة واللوجستيا الامريكية معا، دعونا نتأمل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :