facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لزوم ما لا يلزم


د. أحمد يعقوب المجدوبة
06-11-2022 01:12 AM

يبدو أن العديد من الأمور المُتّصلة بالمركبات والشواخص على الطرق، في نظر بعضهم، هي من لزوم ما لا يلزم.

استخدامها بوجه عام قليل جداً، وبعضها لا يُستخدم قط.

بالنسبة للمركبات هنالك مجموعة ملاحظات تصبُّ في هذا الاتجاه.

أولاً، يُلاحَظ أن عدداً قليلاً جداً من سائقي المركبات عندنا، العامة والخاصة، وربما تكون الظاهرة في السيارات الخاصة الأنيقة أكثر استفحالاً، لا يستخدمون منفضة السجائر. يحرصون كل الحرص على نظافتها ومن هنا يقومون بإلقاء أعقاب السجائر وعيدان الكبريت وأشياء أخرى من النافذة إلى الشارع أو الفضاء العام.

وكأنّ لسان حالهم يقول: لماذا الشارع أو الفضاء العام موجود أصلاً؟ أليس لكي يكون حاضنة طبيعية للنفايات؟! ثم هنالك من يقوم بتنظيفه على مدار الساعة!

هذا يعني أن يُوفّر صانعو السيارات جهودهم وأوقاتهم وكلف التصنيع، ويتوقّفوا عن صنع المنافض.

ثانياً، ما ينطبق على المنافض ينطبق على أحزمة الأمان. قلّة قليلة تستخدمها؛ والذي يستخدمها يفعل ذلك، من وجهة النظر السائدة، إما لكونه غير محترف بالقيادة أو غير شجاع. السائق البطل المغوار يربأ بنفسه عن استخدام الحزام؛ وبما أن الأبطال عندنا كثر، فليوفّر صانعو السيارات المال والوقت والجُهد، ويتوقفوا عن صنعها.

ثالثاً، والأمر ذاته ينطبق على الغمّازات. قلة قليلة جداً تستخدمها، فما فائدة وجودها؟ أليس من المفترض أن السائق الفَطِن يعرف أين سينعطف السائق الذي أمامه أو قبالته دون الحاجة لأية إشارة؟ «اللبيبُ بالإشارة يفهمُ"!

المطلوب إذاً التوقف عن صنع الغمّازات.

وذات الحال ينطبق على «الفلاشر» وغيره من قطع كثيرة في المركبة لا داعي لها.

أخبرني صديق بأنه أخذ سيارته القديمة لإصلاحها بعدما تعطّلت. بعد أن أجرى «المعلّم» المطلوبَ وأعلمه بأن العمل انتهى، قال له صديقي: رأيتك قد ألقيت بفلتر وبربيش ومجموعة براغي خارج الكراج. ألا تريد أن تضعها في مكانها أو تستبدلها؟ أجاب الخبير: لا داعي لها؛ ليست ضرورية.

إذاً صانعو السيارات يضحكون علينا، قال له صديقي!! شكراً لك. هذا ثمن شراء السيارات من الأجانب!

أما بالنسبة لشواخص الطرق عندنا، فهنالك أيضاً العديد من الأمور التي تقع في باب لزوم ما لا يلزم، على ما يبدو.

أولا، ما داعي لوجود شاخصة «قف» على العديد من شوارعنا؟ هل يتوقف عليها أحد؟ إذاً لِمَ الكُلَف والجهود الزائدة عن حدّها وتعقيد الأمور؟

ثانياً، الأمر ذاته ينطبق على شواخص إعطاء الأولوية. ما الدّاعي لها؟ لم كثرة الغَلَبة؟ ألا يعرف سائقو المركبات أولويّاتهم؟

ثالثاً، هنالك العديد من شواخص أخرى كثيرة لا داعي لها، مثل ممنوع الوقوف أو ممنوع التّوقّف أو ممنوع الوقوف والتّوقّف (!!!) أو عدم التجاوز أو ممنوع المرور أو شواخص سرعة السيارات الكبيرة (ألا تكفي سرعة واحد لكل المركبات؟).

وهنالك أشياء كثيرة لا حصر لها. لم التعقيد، مثلاً، في ألوان الخطوط في الشوارع؟ أصفر، أبيض، أبيض مُتّصِل، أبيض مُتقطّع؟ ألا يكفي لون واحد؟

هنالك الكثير، على هذا النحو وغيره، من لزوم ما لا يلزم عندنا، على ما يبدو، ونحن غير مُتنبّهين.

(الراي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :