facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خيرسون آخر قلاع الحرب


د.حسام العتوم
07-11-2022 12:01 PM

من يقرأ التاريخ الروسي السوفيتي سيعرف بأن الزمن يعيد نفسه مع الأخذ بعين الاعتبار للفروقات بطبيعة الحال، فعندما قررت اليابان الاعتداء على الاتحاد السوفيتي نهاية الحرب العالمية الثانية (العظمى) عام 1945 بهدف حسم المعركة فانقلبت طاولة القتال متسببة باحتلال - الاتحاد - لجزر الكوريل (كوناشير، ايتوروب، هامبوماي، شيكوتان)، ودخول اليابان في حالة حزن عليهما حتى الساعة، لدرجة رفض توقيع معاهدة سلام بصددهم، ويذكر بأن محاولة 49 دولة عالمية توقيع معاهدة سلام رسمية (فرانسيسكو) عامي 1951 1952 مع اليابان باءت بالفشل بعد اعتراض الاتحاد السوفيتي عليها، وتم استبدالها بإعلان سوفيتي – ياباني مشترك لم يفضي إلى سلام إلى يومنا هذا، وهو الأمر الممكن مقارنته بضم روسيا الاتحادية للأقاليم الخمسة (القرم، لوغانسك، دونيتسك " الدونباس "، زاباروجا، خيرسون) هذا العام 2022 بقوة صناديق الاقتراع وبنسب مئوية شعبية مرتفعة وتحت رقابة دولية، وليس بطريقة الاحتلال كما تشيع ماكنات اعلام غرب أوكرانيا والغرب الأمريكي كاملاً، والموقف الروسي الجديد الداعي للسلام في وقت الحرب، والذي يقوده الرئيس بوتين ووزير خارجيته لافروف يرتكز على سياسة الأمر الواقع، بمعنى ضرورة قبول (كييف) وعواصم الغرب وفي مقدمتها (واشنطن) بإنضمام كافة الأقاليم الاوكرانية خاصة بعد فشلها في الحوار مع موسكو مباشرة او عبر اتفاقية (مينسك لعام 2015) للسيادة الروسية، وهي المفاوضات التي كان من الممكن ان تنهي الازمة الاوكرانية بمجملها بما في ذلك الحرب مباشرة وبالوكالة التي ينفذها الغرب مجتمعا فوق الاراضي الاوكرانية .

اقول دائما هيهات لو أن (كييف – بيتروباراشينكا وزيلينسكي) تمكنت من انجاح تفاوضها مع موسكو– بوتين، وهو الذي رغب بداية في سلام معها من دون حرب، لكن القيادة الروسية بدأت من جديد تجنح للسلام من منطلق القوة وسط الحرب، ويواصل غرب اوكرانيا استعطاف السلاح والمال الغربي الوفير لمواصلة الحرب الاستنزافية ضد روسيا من زاوية الضعف، وكلنا نعرف بأن النظام السياسي البنديري المتطرف في غرب اوكرانيا وحتى بمساندة الغرب لن يستطيع التمكن من تحرير (خيرسون) ولا اي من الاقاليم الاوكرانية الاخرى، وموسكو تعرف بأنها لن تعود سنتيمترا واحدا إلى الخلف في مناطق الاقاليم المحررة بواسطة الحرب ولا عن طريق المفاوضات، فكيف سيكون شكل السلام الروسي الغرب اوكراني والغرب امريكي يا تُرى، في وقت يدعو العالم لوقف فوري للحرب. دعونا نرى ؟

خيرسون لمن لا يعرف مدينة هادئة على البحر الاسود، تطل على شبه جزيرة القرم، وتشكل ميناء هاما هناك، ولها اطلالة على نهر الدنيبر، وقريبة من الحدود الروسية، وهي سلة فاكهة الاراضي الاوكرانية الشرقية التي تحولت إلى روسية عبر صناديق الاقتراع وبهمة الدولة الروسية العظمى، وعدد سكان الاقليم حوالي 400 الف نسمة، وهي اول منطقة تقع تحت السيطرة الروسية، ولها تاريخ في الحرب الروسية- التركية عام 1735، وتحولت منذ ذلك الوقت لمصنع لبناء السفن، والجيش الروسي المحترف والمدجج بأحدث الأسلحة التقليدية يواصل زحفه اتجاهها من وسط المناطق الروسية الحدودية والأبعد، و300 الف جندي روسي احتياط يشاركون في معركتها قريبًا، والجيش الاوكراني في المقابل لا يقوى لوحده على المواجهة من دون اسناد غربي، كما هو واضح، وهو محتاج لتدريب طويل المدى على السلاح الغربي الحديث، ويعتمد على الصاروخي الاسهل، والمعادلة القائمة الان الصدام مع روسيا من طرف غرب اوكرانيا، ومن طرف الغرب بالوكالة مقابل فقدان مادة الغاز الروسية الضرورية في فصل الشتاء، والابتعاد عن السلام عبر الحوار المسؤول .

روسيا الاتحادية تتمتع بمساحة جغرافية فريدة في حجمها في العالم، اي بما يعادل ثلث مساحة الارض، اكثر من 18 مليون كلم²، ولم يكن في نيتها ضم الاقاليم الخمسة للحصول على مساحة اكبر، او لممارسة الاحتلالات، لكنها ربطت الاحزمة وعقدت العزم على تحرير شرق وجنوب اوكرانيا من التطرف البنديري – الازوفي الذي استهدف السكان الروس والناطقين بالروسية هناك، وكل الشعب الاوكراني بالنسبة لروسيا ولشعوبها اخوة وجيران، ولا هدف لديها لالحاق الاذى بهم، وتعمل على تمرير رسائل لهم عبر نظامهم السياسي غير المتفهم لمصالحهم ولروسيا، ويتعاون مع الغرب على الهدم وليس على البناء، ويبدو لي بأن من اهم اسباب انهيار الاتحاد السوفيتي هو الخراب الذي نخر بالمنظومة السياسية الاوكرانية غربا، وغرّقها بأوهام الاقتصاد الغربي، والتحالف مع حلف (الناتو) المعادي لروسيا من زاوية نشر الفوبيا الروسية المبرمجة، ومساعدة الغرب في نخر الداخل الروسي على امل رؤية روسيا ممزقة ضعيفة منهارة، او اشبه بمرحلة بوريس يلتسين، وهو الذي لن يكون بوجود قيادة روسية حكيمة يتقدمها الرئيس فلاديمير بوتين.

لقد بدأت تفهم روسيا بأن عالم القطب الواحد في طريقه للانهيار، وهو مخادع، ورغم رغبة روسيا - بوتين سابقا عام 2000 دخول حلف (الناتو)، الا ان الغرب يقدم الحلف بصورة معادية لروسيا المنادية بعالم متعدد الاقطاب يسوده التعاون والعدل ويتعزز فيه قيمة الانسان وكرامته، وتتوجه روسيا منذ انطلاق عمليتها العسكرية نحو الشرق، والعالم بالنسبة لها لا يمثله الغرب لوحده، وكما هي امريكا في كل مكان، روسيا كذلك، وكما هي امريكا متمسكة بسياسة السيطرة عالميا، روسيا لا تقبل بالحيط الواطي، وما يتملكة الغرب مجتمعا من قوة عبر حلف (الناتو)، تمتلكه روسيا الاتحادية لوحدها، وتتفوق نوعا في السِلاحين التقليدي والنووي، وهو الذي لم يستخدم بعد، ولا ادعو لاستخدامه في زمن حاجة شعوب العالم للسلام، ولاتوجد حرب لم تنتهي إلى سلام، والشعوب السلافية متمسكة بشعار " سلام ضعيف خير من حرب مدمرة " .

لا تقبل روسيا بأقل من النصر، وحربها التحريرية الدفاعية غير الاحتلالية تنطلق من الحدود القريبة، وهي باحثة جادة عن سلام الامر الواقع، وعبر سياسة من يدق الباب يسمع الجواب، بينما الغرب يرتحل إلى الحدود الاوكرانية الغربية للقذف بأسلحته وماله في اتون الصراع الدائر، ومن زاوية القاعدة السياسية " لتحترق روما "، وتحويل غرب اوكرانيا كما اقول دائما لحائط مبكى، ومن دون مبررات مقنعة، والهدف قريب المدى النخر في الداخل الروسي واستنزافه، والبعيد المدى استمرار الحرب الباردة وسباق التسلح، والسيطرة على اسواق السلاح العالمية، والحرب الاعلامية تسبق الميدانية وتعمل على تضخيمها، وعلى قلب الحقائق، والهدف تحقيق نصر سرابي مخادع يدفع ثمنه المواطن الاوكراني، والروسي كذلك، وهما جيران واخوة، ويتحدثان لغة ولهجة ممزوجة واحدة حتى يطلق عليها شعبيا في المناطق الحدودية (خخلاشكايا) . والحرب الاوكرانية تؤذي الشعوب الاوروبية وتطيح بسمعة امريكا اكيد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :