facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صاروخ طائش خذل الرئيس الاوكراني


حسين بني هاني
18-11-2022 12:35 AM

لم يرضي تراجع المخاوف، من أتساع نطاق رقعة الحرب ،بعد حادثة الصاروخ الذي سقط في الأراضي البولندية، الرئيس الاوكراني الذي وجد فيها الفرصة الثمينة، لتأليب الغرب وحلفه الأطلسي، على روسيا، ذلك الغرب الضالع فيها أصلا بصورة غير مباشرة، حرب هجينة وفق الوصف الروسي، أصبحت فيها أوكرانيا ساحة لتجربة الأسلحة الغربية.

صحيح ان الصاروخ قد سقط في الأراضي البولندية، ولكنه كاد ان يكون هدية من السماء، للرئيس الاوكراني لو غابت الفطنة عن قادة الغرب ،الذين ضاق منهم الرئيس الاوكراني ذرعًا بعد تصريحاتهم ،التي وصفت الصاروخ بأنه طائش ومصدره دفاعات اوكرانيا.

الخشية هنا أن تفلت الحكمة في هذه الحرب ، كما فلتت ذات مرة ، حين تصادم العالم في حربين عالميتين ،اذا ما أصغى بعض قادة الغرب كثيرا لما يقوله الرئيس الاوكراني ، الذي رفض التصريحات القائلة ،بان مصدر ذلك الصاروخ هو الدفاعات الأوكرانية ، بل ضاق ذرعًا بما قاله أولئك القادة ، ولم يتوقع ان يقول بايدن مثلا ان الصاروخ ليس روسيًا وفق معلومات عن مساره ،ولم تعجبه تصريحات فرنسا التي أشارت بأن دولًا كثيرة في الجوار تملك مثل ذلك الصاروخ ، بعد ان دعت الى توخي الحذر. وكان الأكثر إثارة له قول ألرئيس البولندي، ان بلاده لا تملك ادلة ملموسة على من اطلقه . وحده الرئيس الاوكراني الذي أصرّ على إلصاق التهمة بروسيا، وخاب ظنه بالغرب بعد ان توقع ان الفرصة قد لاحت لجره عمليًا في هذه الحرب ، وبدا وكأنه يتمنى وقوع حرب عالمية جديدة ، بعد ان وصف ألرئيس الروسي السابق ميدفيديف ،ذلك الهجوم "بأنه يظهر اقتراب الغرب من حرب عالمية ثالثة " .

طبعًا الحدث صغير كما يشير بعض الخبراء ، ولا يستدعي كل هذه الضجة الأوكرانية ، ولكن صغيرا آخر مثله، سبق وان أشعل الحرب العالمية الأولى ، حين قتل طالب صربي في سراييفو ولي عهد النمسا ، حدث قال عنه كل العقلاء في حينه ،ان الحكمة قد غابت عنه
ولعبت فيه المصالح والسياسة ،وغياب المسؤولية عند القادة دورا كبيرا ، واليوم اذا ما اضيف له تلك الفوضى العالمية ،والحروب التجارية الضارية القائمة بين الدول ،والعلاقات الدولية المتوترة مثل ما بين طهران وواشنطن ، واتهام الأخيرة لإيران بتزويد روسيا بالمسيّرات ،والأزمة الاقتصادية العالمية ،والتنافس بين الشركات الصينية ومثيلاتها الغربية ،على استحواذ الأراضي الخصبة في افريقيا ،لصالح شركات الغذاء والطاقة ،علاوة على التنافس بالمحيطين الهادي والهندي ،والتفكك الذي تواجهه القارة الأوروبية بسبب آفة القومية ،مثلما قال ألرئيس ماكرون ،وفي ظل الدعم اللامحدود والذي تقدمه دول القارة للرئيس الاوكراني في حربة مع روسيا ،بضغط من واشنطن.

كل هذا جعل صاروخًا واحداً يوقف العالم ،ولو لساعات قليلة على رجل واحدة ،وبدا قادة السياسة وكأن على رؤوسهم الطير.

يحضرني في هذا المقام ، ما ورد في كتاب الدكتور جي هانس مورغانتو ،"السياسة بين الأمم " قوله، ان الدول تستطيع ان تنزع السلاح ،ولكنها لا تستطيع ان تنزع الرغبة عند البشر في القتال ، قال هذا قبل سبعة عقود تقريبًا ،وبعد ان تعافى الغرب من ويلات الحرب الثانية المدمرة ،التي لم تمنع نتائجها هذه بعض ساستها ، من الرغبة في القتال مرةً اخرى ،في أكثر من مكان في ألعالم ،مثل فيتنام وكمبوديا والسويس الفوكلاند والعراق وأفغانستان ، واليوم في اوكرانيا ، تلك الرغبة التي يسندها هوس السيطرة والسلطة والثروة ،خلف حجة المصالح العليا للدول والتي لم ولن تنتهي يومًا من الأيام.

اختلفت الحربين العالميتين ،الأولى والثانية في الأسباب ، ولكن جمعهما غياب الحكمة وضيق الأفق وحب السيطرة ، عند القادة السياسيين ، وهو ما يحاول ألرئيس الاوكراني توظيفه بقوة ،منذ ان بدأت الحرب وحتى اليوم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :