facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الضربات الروسية رسالة لكييف


د.حسام العتوم
24-11-2022 10:35 AM

من يتابع العملية العسكرية الروسية الدفاعية والاستباقية والتحريرية لشرق وجنوب اوكرانيا والتي انطلقت بتاريخ 24 شباط 2022 وحوّلها الغرب الامريكي لحرب لا يراد لها ان تنتهي، ولاسباب لاعلاقة لها بسيادة اوكرانيا وانما باستمرار الحرب الباردة، وسباق التسلح، واستنزاف روسيا الاتحادية اقتصاديا وعسكريا، ولإحباط قيادتها لمدرسة عالم متعدد الاقطاب القادر على هدم احادية القطب، وفي زمن معاصر كان بالامكان فيه مبكرا تحقيق السلام الاوكراني ومع روسيا ومع الغرب عبر الحوار المباشر ومن خلال اتفاقية (مينسك 2015)، وبعد ظهور نتائج صناديق اقتراع استفتاءات الاقاليم الخمسة الاوكرانية السابقة (لوغانسك، ودونيتسك "الدونباس"، وزاباروجا، وخيرسون قبل الانسحاب الجزئي الروسي طوعًا وحتى بعد ذلك) لصالح الانضمام للسيادة الروسية، وبعد عدم انسجامهم مع نظام (كييف) المحسوب على التيار البنديري المتطرف وفصائل ازوف المشابهة، تتواصل الضربات الروسية العسكرية هذه الايام لتصيب مناطق قريبة من (المفاعل النووي) في اقليم زاباروجا الذي دافعت عنه بداية لكي لا يحدث كارثة بشرية هناك تشبه كارثة (جيرنوبل) وربما اقسى، يوجه الغرب اصابع الاتهام لروسيا بأنه يقف وراء احتمال تفجير المفاعل ذاته الذي عملت على اطفاء محركاته في وقت سابق لاسباب أمنية لها علاقة بالسلامة العامة وموجهة رسالة واضحة للعاصمة (كييف) بأن ما اخذ عبر الاستفتاء وتحت رقابة دولية يصبح خارج أية عملية سلام وتفاوض، وهو الذي ترفضة ( كييف ) بعد ممارستها لعناد رفض الحوار مع موسكو وبكل الطرق المتاحة.

ولقد بدا واضحا بأن الغرب وبقيادة الولايات المتحدة الامريكية اصبح مرتبكا في قراراته المالية الميليارية الداعمة لغرب اوكرانيا في عهد الرئيس فلاديمير زيلينسكي لدرجة تساءل فيها الكثيرون عما اذا كان زيلينسكي يعمل موظفا في الادارة الامريكية وتحديدا في البيت الابيض، واين تنفق الاموال الطائلة التي ترسل ( لكييف ) والتي تقارب المائة مليار دولار، والتي هي من حق شعوب الغرب والشعب الامريكي تحديدا، وبدأ الغرب الذي يعاني حاليا في فصل الشتاء من نقص مادة الغاز الروسية يفهم بأن امواله المهدورة هي مصدر استنزاف له وليس لروسيا الهدف، وبالمناسبة لا يستطيع الغرب مجتمعا هدم الدولة الروسية ( القطب ) الاكبر مساحة في العالم " اكثر من 18 مليون كيلومتر مربع " والغني بالمصادر الطبيعية، والمتفوق عسكريا في مجالي السلاح التقليدي والنووي، وروسيا لا تعتبر الغرب يمثل كل العالم، وتقيم علاقات استراتيجية مع دول هامة كبيرة مثل الصين والهند وايران، وبلاد العرب، وجنوب افريقيا، وامريكا اللاتينية، اي مع شرق وجنوب العالم .

بإعتقادي فان الحرب الاوكرانية انتهت الا اذا أريد لها ان لا تنتهي، وعلى غرب اوكرانيا المحافظة على ما تبقى من الاراضي الاوكرانية خارج الاستفتاءات، وخارج العاصمة ( كييف )، ومجرد وجود 10% من سكان غرب اوكرانيا تساند روسيا وعمليتها العسكرية مؤشر يهدد سيادة ( كييف )، وهو الذي لا اتمناه لها، ومثلما هو الغرب تورط في الحرب، تم توريط غرب اوكرانيا، ويصعب القول بأن روسيا تورطت في حرب فرضت عليها بهدف حماية اهلهم الروس والاوكران الناطقين بالروسية، وتستمر الحرب الاوكرانية لتتحول الى اعلامية اكثر، والى اشاعات، ودعاية سوداء، وتصريح قائد الجيش الامريكي (مارك ميلي) بوجود مائة الف قتيل من الجيشين الروسي والاوكراني كل على حده يدخل في هذا السياق، وكذلك الامر ما يتعلق باشاعة محاولة روسيا ضرب مفاعل ) زاباروجا( او استخدام قنابل نووية منخفضة القوة، وهو مجرد اكاذيب اعلامية مكشوفة وفوبيا روسية، وكلنا نعرف بأن تاريخ روسيا منذ العهد السوفيتي، ومع اختراع القنبلة النووية عام 1949 كقوة رادعة لم تستخدمها كما فعلت امريكا ذلك في اليابان عام – 1945، وفي العراق عام 2003 في مطار بغداد وفي ملجأ العامرية.

والسؤال العريض الممكن توجيهه للغرب وتحديدا لامريكا، وهم الذين يقفون خلف تصويتات مبرمجة وموجهة في الجمعية العامة للامم المتحدة لادانة روسيا جراء استفتاءاتها المتكررة وسط الاقاليم الاوكرانية السابقة - الروسية حاليا، ما الجدوى من ذلك في زمن امتلاك روسيا ( للفيتو) الى جانب حليفتها الاستراتيجية الدائمة الصين ؟ وامر الغرب يشبه من يحرث بالبحر او يغني بالعتمة، ولا مخرج لدول العالم واقطابها الكبيرة الا التوحد والتعاون داخل عالم عادل ومتوازن ومتعدد الاقطاب لا تغول فيه ولا كابوي، ولا سيطرة، ولا افتعال للحروب وللازمات، واقتصادات العالم كافية ليس لاشعال الحروب غير النافعة والمدمرة لحياة الانسان، وانما لخدمة حياة الانسان والمحافظة عليها وسط الحضارات المتتابعة جيلاً بعد جيل، والعالم محتاج للتعليم ولمحو الامية وليس للحروب او للتشرد، والصحراء محتاجة للتنمية، وكذلك الامر قضايا التصحر، وتلوث المياه وشحها عالميا مشكلة محتاجة لعلاج ناجع، والفقر والبطالة كذلك، والفساد اكبر ناخر في التنمية العالمية وارقام دوائر النزاهة والمكافحة تؤشر بقوة على ذلك .

سؤال اخر يطرح نفسه بقوة هنا وهو هل تمكن اسناد الغرب لغرب اوكرانيا ومنذ اندلاع العملية العسكرية الروسية والحرب الدائرة قبل حوالي عشرة شهور بالسلاح الحديث والمال الاسود الوفير من دحر روسيا شبرا واحدا في مناطق الاقاليم الخمسة التي عملت على ضمها (خارج موضوع جزء من منطقة خيرسون خلف نهر الدنيبر) الذي تخلت عنه روسيا طوعاً وبطبيعة الحال بهدف اعادة التموضع العسكري ؟ وهل يعتقد الغرب الذي دفع بغرب اوكرانيا لرفض الحوار والذهاب لحرب غير محسوبة نتائجها بأن روسيا سهلة المنال او بأن جيشها غير قادرعلى المواجهة ؟ لو ارادت روسيا البقاء في الجزء الذي غادرته من خيرسون لما عملت مبكرا على اخلاء السكان منه، وهو الاجراء الذي كررته غرب اوكرانيا حديثا .

ماريا زاخاوفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية طرحت تساؤلا مشروعا مفاده ان الامم المتحدة ( بيت العدالة ) تتعامل مع الحدث الاوكراني بانحياز ملاحظ، ففي حادثة ( بوتشا) تم تضخيم الواقعة، وتم استباق الحدث، اما في حالة اعدام الاسرى الروس اختبؤو وراء عبارات عامة متجنبين اي تقييم للمعلومات الواقعية، فمن يقود الامم المتحدة اليوم؟ والسؤال هنا لي كمراقب للشأن الدولي، والحرب الاوكرانية تتعرض للتضليل الاعلامي وبشكل ملاحظ، والجهات الدولية يقع على عاتقها تحمل مسؤولية توقيف الحرب عبر الحوار المسؤول والقبول بالامر الواقع، وبنتيجة صناديق الاقتراع، وبالرقابة الدولية التي تنهي صيغة الاحتلال عن الاقاليم التي التحقت بالسيادة الروسية في زمن فيه روسيا غير محتاجة لزيادة مساحتها الجغرافية التي تبلغ ثلث مساحة العالم، ويبقى خيار السلام بين الشعبين الشقيقين والدولتين الجارتين في روسيا واوكرانيا هو المطلوب، ولاتوجد حرب لم تنتهي الى سلام، والشعوب السلافية تؤمن بان السلام الضعيف اقوى من الحرب المدمرة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :