facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل يفهم الغرب الحرب والقانون؟


د.حسام العتوم
10-12-2022 11:20 AM

لماذا لايُقر الغرب الامريكي بداية بأنه وقف واجهزته اللوجستية إلى جانب الثورات البرتقالية في (كييف) العاصمة، ومن ثم وراء انقلاب 2014 الدموي بهدف مبكر مفاده اجتثاث روسيا الاتحادية من الميدان الاوكراني المجاور ليصبح طعما لحربهم الباردة ولسباق تسلحهم، ولكي يقترب معسكرهم (الناتو) خطوات اضافية إلى الامام ووسط عمق اوكرانيا وفي زمن ينتشر فيه السلاح النووي الامريكي خارج الحدود في الداخل الاوروبي؟ ولماذا لا يقر قادة (الناتو) بأنهم استثمروا صعود التيار البنديري المساند لسلطة (كييف) عبر شخصيات سياسية مثل بيترو باراشينكا وفلاديمير زيلينسكي لتمرير مشاريعهم الاستعمارية اتجاه اوكرانيا وروسيا والدول المنحلة عن الاتحاد السوفيتي؟ والرئيس بوتين اتهم للتو الغرب بتحويل الشعب الاوكراني لوقود لمواجهة روسيا ونقلته وكالة الانباء الفرنسية (A.F.P)، ولماذا لا يقر الغرب بأن اعاقة الحوار المباشر بين (كييف) و(موسكو) وحتى عبر اتفاقية (مينسك، 2015)، وشجع على النزاع والصراع المسلح بين غرب وشرق وجنوب اوكرانيا؟ وبالتالي من اضاع الاقاليم الخمسة (القرم، لوغانسك، دونيتسك " الدونباس "، زاباروجا، وجانب من خيرسون) من السيادة الاوكرانية، روسيا ام (كييف) ام الغرب؟ وكلها الآن اصبحت جزءا من السيادة الروسية دون رجعة او حتى امل بالرجوع، ولماذا استنجدت الاقاليم الخمسة بروسيا من بطش عنصرية التيار البنديري وبكامل عمقه الهتلري منذ الحرب العالمية الثانية، ومن الجيش الاوكراني وفصائل " أزوف " المتطرفة بسبب رغبتهم في ضم الاقاليم للسيادة الاوكرانية قسرا، والتسبب في قتل وتشريد اكثر من 14 الف انسان، والهبوط إلى الملاجيء؟ ولماذا لا يريد الغرب مجتمعا الاصغاء لاصوات شعوب شرق وجنوب اوكرانيا الرافضين لنظام (كييف – زيلينسكي) ؟ ولماذا هو الغرب يرفض تفهم قانون صناديق الاقتراع والرقابة الدولية ويصر على ان العملية العسكرية الروسية بتاريخ 24 شباط 2022 احتلالا؟ ولماذا حقيقة لم تستنجد الاقاليم الخمسة بالغرب واختارت روسيا لمهمة التحرير والانقاذ؟ وهل توجد معاهدة دولية تقر بأن ضم الاقاليم عبر صناديق الاقتراع والرقابة الدولية احتلالا ؟ ماذا عن احتلال اسرائيل مثلا للاراضي العربية بقوة السلاح فقط ؟ دعوني هنا افسر لكم سادتي القراء ماذا اعني في زمن ارتفاع اصوات السلام مجددا في وقت يتم فيه تزويد (كييف) ذات الوقت بالسلاح الغربي الحديث وبأحجام كبيرة، وبالمال الملياري الاسود؟

ان قرار العملية العسكرية الروسية التحريرية والاستباقية والدفاعية وغير الاحتلالية لم ينطلق من فراغ، ولم يستهدف احتلال اوكرانيا او عاصمتها (كييف)، وجاء جماعيا من قبل قيادة قصر الكرملين الرئاسي في موسكو بقيادة الرئيس بوتين، وبعد رصد ميداني للطاولة الرملية للحراك الاوكراني السياسي، وكانت البداية مع قصة ضم اقليم (القرم) عبر صناديق الاقتراع وتحت رقابة دولية، وهو الامر الذي انسحب لاحقا على الاقاليم الاربعة الاخرى، ولم تنص المعاهدات الدولية التاريخية وعبر الامم المتحدة ولاهاي (1907)، و(جنيف) 1949 على ان الاحتلال الذي يأتي تحت سلطة الجيش المعادي، يأتي ايضا عبر صناديق الاقتراع والرقابة الدولية، وهو الذي يعمل على حماية المدنيين واسرى الحرب ذات الوقت، وهو مافعله الجيش الروسي والقيادة الروسية اثناء توجههم للاراضي الاوكرانية، وعندما حافظوا على المدنيين والاسرى العسكريين واخذوا بصناديق الاقتراع والرقابة الدولية، ولقد دعت روسيا مبكرا لفتح الحوار والسعي نحو السلام مع (كييف) وهو الامر الذي رُفض من قبل الرئيس زيلينسكي بعد رفضه سابقا كل انواع الحوار مع موسكو، وطالب ولازال بعودة كافة الاقاليم الخمسة وهو الامر الذي اصبح متأخرا مع تقادم الزمن، وتطرح روسيا – بوتين سلاما جديدا، وهو الذي يسمى بسلام الامر الواقع اي من دون تسليم الاقاليم من جديد للقيادة الاوكرانية الحالية بعدما دمرت علاقتها مع شعبها ومع العاصمة موسكو، وتحذيرٌ لبوتين لأي دولة تتطاول على روسيا وحلفائها بالسلاح النووي وبأن المصير سيكون بإنهاء الدولة المعتدية عن وجه الأرض.

والمبادرة الجديدة للرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون وباسم الغرب تحمل مطالبة لروسيا لمغادرة الاقاليم الخمسة، بمعنى العودة إلى ما قبل تاريخ تحرك العملية الروسية العسكرية والعودة للمربع السياسي الاول، وهو المستحيل ان تقبل به موسكو، التي تطالب الغرب الاعتراف إلى جانب (كييف) بشرعية الاقاليم للسيادة الروسية – الخط الاحمر، والواضح ان الغرب بدأ يتفهم بأت تكديس السلاح والمال الوفير المرهق لخزائن اوروبا وامريكا المالية لا يشكل حلا ناجعا للازمة الاوكرانية العالقة وعبر حربها الدموية المدمرة، ويصعب تصور سلاما الآن تقوده روسيا المنتصرة والمتمسكة بشروطها السيادية، وبوجود شروط للحوار والسلام بشروط (كييف) والغرب مجتمعا، ولا لقاء ناجح متوقع وعبر القنوات الدبلوماسية يمكن توقع نجاحه بين الرئيسين بوتين وبايدن في ظل الشروط الحالية التي يطرحها الطرفان المتحاربان روسيا، و( كييف) والغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، والسلام الممكن تحقيقه يأتي بتفهم القانون الدولي، والعقلية السياسية الروسية، والمكون السياسي والتاريخي والاجتماعي الروسي والاوكراني، وبعدم فرض سياسات خارجية غربية غير مفهومة لروسيا القطب والدولة العظمى، ولا سلام ممكن تصوره بين (كييف- زيلينسكي) وبين روسيا – بوتين في اطار الشروط المطروحة فوق طاولة الحوار والسلام .

وفي المقابل لم تنجح الولايات المتحدة الامريكية ومعها الغرب بتجييش الامم المتحدة عبر التصوييت مرتين لادانة روسيا بسبب ضمها لاقليم (القرم) اولا، وهو الذي قابلته مع الصين (بفيتو) مشترك احبط التصويت الاول، وظهرت نتيجة التصويت الثاني بسبب ضم روسيا للاقاليم الاربعة عاليا، لكنه لم يحدث اثرا، وبقيت الاقاليم الخمسة في مكانها تحت السيادة الروسية، وستبقى إلى الابد . والمطلوب الان واولا هو ان يوقف الغرب ضخ السلاح والمال تجاه العاصمة (كييف)، ودعوة مواطني غرب اوكرانيا للتصويت على شخصية رئيسهم الفنان زيلينسكي كاتب مسرحية الحرب بالتعاون مع الغرب، وهو القادر الوحيد على انهاء الحرب حسب تصريح جديد لدميتري بيسكوف الناطق الاعلامي بإسم قصر الكرملين، والذي عنى فيه ضرورة اعترافه بالاقاليم في اطار السيادة الروسية، ولقد سبقهم إلى ذلك المواطنون الروس والاوكران الناطقين بالروسية في شرق اوكرانيا كما نلاحظ، ولن تقبل روسيا بنظام سياسي اوكراني لا يقيم صداقة حقيقية معها، ولا تقبل باقتراب حلف (الناتو) المعادي لها من حدودها، وهو الحلف الذي اضاع كما زيلينسكي فرصة الحوار في الزمن المعاصر، وقبول روسيا عضوا فيه عام 2000 بقصد انهاء الحرب الباردة المندلعة منذ نهاية الحرب الثانية العالمية، وسباق التسلح . وتعمد عدم فهم الدور الروسي في الحرب وعن سبق اصرار وترصد فيه نشر لخطاب الكراهية سياسيا، وعسكريا، واقتصاديا، واجتماعيا، وروسيا ماضية الان في تحرير مناطق جديدة وسط الاقاليم المحررة، فماذا تبقى للغرب وسلاحه الحديث، وماله الوفير ؟ دعونا نتأمل .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :