في زمن ما ، كُنْت ِ " وحيدا " في البرلمان ، أيتها المرأة " الذي " / نعم : " الذي " كشفت عن ساقيها بعد أن حسبته لجة ً ، لتعبر من صرح كان ولا زال ، ممردا من قوارير ، غير هيابة ولا متوجسة ، كل ما كنت تنشدين عدالة عاشق ، وشاعرا بريا لم ير الكومبيوتر ، ولا يعرف الأبجدية ، شاهدا من بعيد ، وغائبا من قريب ، كان ولا زال ، يرقب القاعة ، تلو القاعة ، والدفتر تلو الدفتر ، تسرقه امرأة / ذات يوم / ملأت الدنيا وشغلت الناس ، وغابت فجأة : توجان الأردنية ، والشامية ، والفلسطينية والعربية والمسيحية والمسلمة ، رغم الذين اختلقوا " الأزواج الأربعة " ، ورغم الذين أخرجوك من الملة ، ورموا بك في غيابة العزلة ، والوحدة ، والوحشة .سيقولون : دعاية انتخابية ، " هل يحق لك ذلك " حتى وإن ، فمن خبرك أكثر من بدوي الصحراء ، وفلاح القرية ، وعجوز المخيم ، وتاجر الذهب ، وماسح الأحذية ، أيتها المرأة " الوحيدة " التي اختصرت آلاف الرجال ، ووقفت مواقف الأرملة الوفية ، واليتيمة الصابرة ، والثكلى المصابرة ، ومواقف أصائل الخيل ، وقوامح الإبل ، نركض " حافية " في الصحراء ، تسبق البي أمات والمرسيدسات والهمرات ، وفي النهاية يسبقها حمار عطية : هل تذكرين حمار عطية ؟ .
قتلتك الغربة يا توجان ، أعلم ، فلجأت إلى ناعور ، تبكين أُمّا ً كانت تحضر لك القهوة على السرير ، وزوجا مضى ، كان يختلس الدقائق ليطير إليك ولما زلت نائمة في حضن القصيدة ، قصيدة عمان التي لم تكتب بعد ، وها هي : " كانت وستبقى ، حرة وعلى البيع عصية " ، لأنها " " لا تقاس بالدونمات ولا بالأمتار ، إنما بالتبر ، بحجم الكف ، بما تحضنه عطفة الأصابع من ترابها الذي يوزن بالقيراط ، ولكن لا يباع ، ولو وزنوه بالماس وبالياقوت أيضا لا يباع ".
تفتقدك " العبدلي " كما تفتقدين أنت شارع " الطلياني " ووجه أمك ، في " منحدر التل في ناعور " ، لم تسمك الفقد عمان أضعافا ، وما زال سوق البخاري وساحة الجامع ، وشوارع وادي السير والسلط و " الملفون " وسور المشربيات على الشرفات والأدراج الحجرية ، كلها في الذكريات ياصديقة ، وغدا تصبح " مولات " وأسواقا جديدة ، هي ذي عمان " رمانة قلبك " لم " تفرط بعد ، ولن تفرط بنشميين ونشميات يحملون ذات الجينات ، وذات الوصية، وها أنت في زنزانة الشوق لم تكتبي لأحد سواها ، ولم تذكري إلا ناسها وشوارعها وشجرها : " لا تقطعوا الشجر الوارف ، لا تحيلوا جذعه الجامع للشمل أوراق خطابة ، وبيانات نيابة " ... هكذا قلت لعمان " رمانة قلبك " التي ما مرت بطور " الجلنار " .
صدقيني ، أفتقدك ، وأفتقد طلتك إلى الجريدة تحملين قصيدة وطن ، ومقالة فساد ، تستهجنين خطوط جبهتي المنقوشة بمسلة جرأتك الغبية ، أفتقدك من كل قلبي ، رغم أنك قريبة ، ولكم كنت أتمنى لو أعرف أين ظلك ، يا ابنة الشمس الشركسية ، ويا ابنة عمون العاشقة " المنسية " ! .
أيتها العتيقة ، أين أنت ؟ .
Ersan1960@yahoo.com