عمون - عشتُ أول قصة حب في حياتي، وسمعتُ منك أول كلمة عاطفية، وعشتُ معك لحظات طيش وشغف. ذكرى حبي الأول ستبقى خالدة في قلبي ما دامت الحياة، وأعلم أن ذكرى تلك التجربة ستطاردني طوال حياتي. لكنها لن تمنعني من أن أحب مرة أخرى، ولكن بشكل مختلف عن التجربة الأولى.
لا أريد أن أبالغ في القول بأن الإنسان يصبح عاجزًا بعد تجربة حبه الأولة، بل بالعكس، فإنه سيستمر في مواصلة تجاربه العاطفية بهدف نسيان الحب الأول وتكرار تجارب جديدة. ولكن هذه التجارب الجديدة لن تتمكن من إعطائه نفس المشاعر الصادقة التي أحس بها في تجربته الأولى. فالحب الأول يحمل مكانة خاصة في قلب الإنسان، تشبه المنزل الأول الذي يشعر الفتى بالحنين إليه طوال حياته.
أيها السيد، كانت لك الدور الأول في كسر قلبي. نعم، كنت أول جرح لقلبي، وخيبتي. في البداية، لم أكن أعرف معنى الخيانة، لكن بعد فترة قصيرة، أدركت أنه لن يكون هناك شفاء لجروحي، جروحٌ جفت منها دموعي تمامًا كما جف ضميرك، يا عاشقًا مخلصًا! لم أعرف كيف أتحدث إليك، لم تكن لدي كلمات في قاموسي، لم يبقَ سوى لذة حبك المؤلمة كلغة لي، لأعيش بها وحدي وأبرر لنفسي أسبابًا تافهة، فأنت كنت الرجل المثالي بالنسبة لي. ولكن أين هي تلك المثالية؟ أم أن الخيانة أصبحت تعتبر جزءًا منها في العصر الحديث؟
كم حاولت أن أصبح رفيقة روحك التي تأخذ بترحمك وتنسيك همومك في بحر الدموع، حاولت سرقة ابتسامة الأطفال البريئة ورسمها على وجهك لأطمئنك بأن كل شيء سيكون على ما يرام، ولكن الله وحده يعلم ما يكمن وراء تلك الابتسامة.
الآن، أجلس أمام الورقة والقلم، وأكتب نعيَّ أولى في تاريخي، لأغادر عالم الحب وأنا مكسورة الروح، محطمة الأمل. يا له من شعور قوي يسيطر على كل لحظة حب عاشها كل عاشق وعاشقة منذ بداية الخلق. فما أكبر الجرح إلا الذي يأتي من الحبيب الأول.