facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المعاملة التفضيلية قد تنهي القطيعة العاطفية مع الحكومات


م. وائل سامي السماعين
07-01-2023 02:21 PM

لم أكن ابلغ من العمر 19 عاما عندما سمعت عن التميز الإيجابي، وكان ذلك في بريطانيا عام 1976 اثناء الدراسة الجامعية، عند احتجاج ابناء منطقة يسكنها الأكثرية من الإنجليز من أصول افريقية واسيوية، فكان لي شدة انتباه ومتابعة لهذا الحدث وكيفية تصرف الانجليز لمعالجة هذه القضية وفعلا زار الأمير تشالرز المدينة كنوع من تهدئة الخواطر، وتم تشكيل لجنة تقصي حقائق من البرلمان الذي اصدر تقريرا يطالب الحكومة البريطانية بالتمييز الإيجابي لهذه المدينة، بضخ المزيد من الأموال والاستثمارات فيها, هذه المعاملة التفضيلية كانت الأداة السحرية التي أدت الى وأد الفتنة، والتي انصفت سكان تلك المدينة التي لم اسمع منذ يومها ان المشكلة تكررت.

المعاملة التفضيلية هي شكل من اشكال التمييز الإيجابي او العمل الإيجابي والذي يتضمن إعطاء الأفضلية لبعض فئات المجتمع من خلال التمثيل السياسي او غيرها، مثل منح سكان تلك المناطق امتيازات او فرص خاصة مثل توفير فرص تعليمية وعمل مميزة لأبناء تلك المناطق، وذلك لتعزيز قدر أكبر من المساواة بينهم وبين نظرائهم في العاصمة عمان على سبيل المثال التي تحظى أكثر من غيرها من الاهتمام، وذلك لتمكين تلك المجتمعات في المحافظات من التقدم والازدهار.

الحكومة الأردنية تخصص حوالي 460 مليون دينار في الموازنة العامة للنفقات الجارية والرأسمالية لمجالس المحافظات والمجالس البلدية، وهذا يعني عمليا ان كل شخص يخصص له 10 دينار لتنفيذ الخدمات والمشاريع شاملة النفقات الجارية من رواتب وغيرها، ولهذا تجد أن معظم البلديات تعاني من شح الموارد، وزيادة في اعداد العاطلين عن العمل وعدم توفر فرص العمل وبالتالي تجد الضغينة لها موطنا في نفوس المواطنين في تلك المناطق التي تعاني من الإهمال والحرمان الحكومي.

والحل يكمن بالمعاملة التفضيلية، بتخصيص بند في الموازنة العامة للدولة الأردنية يسمى بند المعاملة التفضيلية ورصد المخصصات المالية، حتى يغطي ويشمل تعليم المتميزين من أبناء المحافظات في أرقى الجامعات الغربية والمحلية واعطائهم الأولية في التوظيف في مناطقهم او في الوحدات الحكومية او غيرها، فترجمة ذلك عمليا هو وضع خطة استراتيجية لتعليم الشباب والفتيات في مجال السياحة والفندقة بحيث يتمكن ابناء المحافظات في العقبة والكرك والبتراء من تولي جميع المسؤوليات في الفنادق في تلك المناطق بعد مدة زمنية محددة، ومن هذا البند أيضا يتم دعم المواهب الإبداعية من الشباب والفتيات حتى يتمكنوا من تحقيق طموحاتهم وغيرها الكثير.

المعاملة التفضيلية لأبناء المحافظات والبوادي هو حق لتعويض ما فاتهم من فرص أعطيت ومنحت على طبق من ذهب للآخرين، فليس سرا يذاع مدى استياء المواطنين من سياسة الحكومات المتعاقبة وخصوصا اتجاه المحافظات، والنتيجة ان المواطنين لا يشعرون بأي عاطفة او دفئ في العلاقة بينهم وبين تلك الحكومات، ولهذا تجد القطيعة العاطفية والجفاء والاحتقان بين المواطنين والحكومة، فلا يوجد احاسيس ود متبادلة فيما بينهم، وانصح الحكومة بتعين مستشار متخصص في كيفية التعامل مع المواطن الأردني من الناحية العاطفية.

waelsamain@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :