facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في اليوم العربي لمحو الامية


فيصل تايه
08-01-2023 12:35 AM

يصادف اليوم الأحد الثامن من كانون الثاني " اليوم العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار" ، والذي أقرته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من خلال "الجهاز العربي لمحو الامية وتعليم الكبار" ليأتي في مثل هذا الوقت من كل عام ، حيث يحتفل فيه بالجهود الحثيثة لمحاربة هذه الظاهرة والتي هي مشكلة خطيرة تقتضي جهدا عربيا مشتركا لمواجهتها ، فكانت وما زالت تتحدى ارادة الامة وتعيق جهودها في الوصول الى التقدم ومتابعة التطورات الحضارية في مختلف المجالات .

ان "اليوم العربي لمحو الأمية" يشكل مناسبة لإبراز الانخراط القوي للدول العربية في حراك عالمي لاجتثاث آفة لا تزال تثقل كاهل المنطقة العربية ، وتعيق مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمعظم دولها ، فهذا اليوم يأتي ليكون فرصة للتذكير بهذا التحدي الذي يعيق الجهود العربية نحو التقدم والتنمية ، كما يسلط الضوء على أهمية توحيد الجهود العربية بهدف القضاء على الامية والدعوة الى بذل المزيد من العمل الدؤوب وتضافر كافة الجهود الوطنية والاقليمية والدولية وابتكار اساليب غير تقليدية قادرة على المواجهة الشاملة للامية .

انه ورغم ما وصلت اليه كافة المعالجات لدرء هذه المشكلة والقضاء على الامية الا انها مازالت تمثل أحد أهم التحديات التي تواجه الوطن العربي ، ولا يمثل التحدي العمل على محو "الامية الابجدية" والإلمام بمبادئ "القراءة والكتابة" فقط، ولكن يتضمن هذا التحدي العمل على محو الامية "الرقمية والثقافية" بالبعد الحضاري ، وصولا إلى مجتمع المعرفة ، ليكون المواطن مدركا لحقوقه وواجباته ولما يدور من حوله في هذا العالم الواسع الرحب ، ليسهم بفاعلية في كل اوجه النشاط الحياتي مسلحا بالعلم والمعرفة ، لكن الظروف السياسية التي تمر بها بعض البلدان العربية من نزاعات وصراعات ، بالإضافة الى بعض الموروثات الاجتماعية والثقافية مثل الزواج المبكر والتفكك الاسري والوضع الاقتصادي المحلي وعمل الاطفال والفقر والبطالة وظروف العيش وغيرها، جعلت نسبة الامية في الوطن العربي مرشحة للزيادة .

اننا في الاردن ومن خلال وزارة التربية والتعليم ، درجنا على الاحتفال باليوم العربي لمحو الأمية ، ايمانا منا بالدور الذي يلعبه التعليم في التنمية والتطور والنهوض بالقدرات البشرية ، ولقناعتنا بان ذلك فرصة لقراءة الماضي وتطوير الرؤي والأفكار المستقبلية ، ومقابلة تحديات العالم الرقمي المتطور ، واعترافاً منا بأهمية التعليم وما تسببه من عقبات أمام تحقيق برامج التنمية المستدامة ، حيث أدركنا ومنذ عقود خلت ، خطورة مشكلة الأمية ، فعملت وزارة التربية والتعليم على مواكبة المستجدات في مجال الأمية واستراتيجيات مواجهتها ، من أهداف وخطط ووسائل وبرامج ومشاريع ، وترجمة لهذه الأهداف والخطط التي رسمتها ، الى جانب تحفيز البرامج الناجحة في مجال محو الامية ، لمعالجة هذا الملف الإنساني والمجتمعي وصولا إلى هذا الهدف الوطني النبيل .

ان وزارة التربية والتعليم وتكثيفاً للجهود الرامية لشمول كافة فئات المجتمع بالخدمات التعليمية التزمت بتوصيات العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار( ٢٠١٥- ٢٠٢٤ ) بجميع صورها (الأبجديّة، والرقميّة، والثقافيّة) والذي عُدّ عقدًا للقضاء على الأمّيّة في جميع أنحاء الوطن العربيّ في الفئة العمرية ( خمسة عشر حتى أربعة وأربعين سنة )في العام (٢٠٢٤)، ضمن إطار مرجعيّ تعتمده ، فضمن هذا التوجه وضعت الاستراتيجية الهادفة إلى تحقيق ما ورد من خلال الخطط الإجرائية بعيدة المدى التي نفذتها وتنفذها وزارة التربية والتعليم ، ذلك بفتح مراكز لتعليم الكبار ومحو الأمية في مختلف أرجاء المملكة ، لتوفير الفرص التعليمية للمواطنين الذين حالت ظروفهم دون مواصلة تعلمهم وهم في سن التعليم المدرسي ، وأصبحوا يشكلون عائقا أمام برامج التنمية رغم رغبتهم بمواصلة التعلم ، حيث تقدم وزارة التربية والتعليم كل مستلزمات الدراسة للدارسين مجاناً ، وتأكيداً منها على أهمية تحقيق مبدأ التعليم للجميع .

ضمن هذا السياق وفي هذه المناسبة لا بد لنا من اسجاء تحية اعتزاز وتقدير لوزارة التربية والتعليم التي تبذل جهود كبيرة لخفض نسبة الامية ، فتكثيفاً للجهود الرامية لشمول كافة فئات المجتمع بالخدمات التعليمية توجه الدعوة باستمرار عبر قنواتها إلى كل من تخلف عن الالتحاق بالمدرسة بسبب ظروفه الاجتماعية أو الاقتصادية أن يلتحق بالبرامج المختلفة التي تقدمها الوزارة في مجال التعليم غير النظامي كل حسب البرنامج المناسب له ، فمن لم يسعفه الحظ بالالتحاق بالمدرسة يمكنه الالتحاق بمراكز تعليم الكبار ومحو الأمية ، أما الطلبة الذين تركوا المدرسة لأسباب متعددة خارجة عن إرادتهم يمكنهم الالتحاق بمراكز تعزيز الثقافة للمتسربين أو إكمال دراستهم عن طريق برنامج الدراسات المنزلية ، وكذلك برنامج الدراسات المسائية ، كما لا بد لنا من تثمين الجهود المتعلقة بالتصدي لظاهرة عمل الأطفال باعتبار هذه الظاهرة سبباً رئيساً لتسرب الأطفال من المدارس ، حيث تقوم الوزارة بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية للحد منها من خلال مواصلة برنامج التعليم الإستدراكي للفئة العمرية (٩ – ١٢) من الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدارس .

وختاما فإن محو الأمية منهاج متكامل ، ومشروع نهوض شامل ، يعتمد على التعاون والتفاعل بين مؤسسات المجتمع كافة ، للمشاركة في تحسين أداء برامج تعليم الكبار ، ومن هذا المنطلق وضعت وزارة التربية والتعليم ذاك كهدف في قمة خططها الاستراتيجية ، ولم تتوان ولو للحظة عن تقديم الدعم العلمي للدارسين ، وهنا لا بد من تثمين الدور الكبير الذي تقوم به المنظمات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في دعم برامج محو الأمية وتعليم الكبار، باعتبار التربية مسؤولية مجتمعية .

فلنمضي يداً بيد ، من أجل مجتمع اردني خالٍ من الأمية ، لنسير نحو أردن جديد ووطن عزيز منيع سلاحهُ الإيمان والعلم والعمل ، فبوركت كل الجهود التربوية الطيبة لكافة العاملين في ميدان محو الأمية.
والله ولي التوفيق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :