عمون- شجرة الأراك تنتمي لفصيلة السلفادورا بيريسكا، وهي شجرة دائمة الخضرة ومعمرة تتكيف مع البيئات الصحراوية القاسية وانخفاض مستوى المياه. تزدهر هذه الشجرة بشكل كبير في شبه الجزيرة العربية نظرًا لقدرتها على تحمل تركيزات عالية من الأملاح في التربة. تتراوح طولها بين المتر والثلاثة أمتار، وتتميز بأوراقها الخضراء وأزهارها الصغيرة البيضاء وأغصانها المتشابكة. تتحوّل ثمارها الكروية الصغيرة إلى لون أحمر عنابي داكن عندما تنضج، وتنمو في أعناق تسمى "كباث".
يمتد جذورها أفقيًا في التربة وتتألف من ألياف ناعمة. يستخدم السواك، الذي يتم استخراجه من الجذور الرطبة، كمطهر ومعقم ويعتبر استخدامه سنة مؤكدة في الدين الإسلامي.
عادةً ما يتم زراعة شجرة الأراك من البذور التي تستخرج من الثمار. تكون البذور صغيرة وشفافة اللون عند النضج وتحتوي على زيت. قبل زراعتها، يجب إزالة بقايا الثمار تمامًا لأنها تحتوي على مواد مثبطة تقلل من نسبة الإنبات السريع للبذور. يجب أيضًا تنظيف البذور جيدًا من المواد الهلامية التي تغلفها. يتم نقع البذور في الماء لمدة ليلة كاملة لتعزيز عملية الإنبات. بعد ذلك، يتم زرع البذور في التربة المناسبة، أو يمكن تجفيفها وزراعتها كخطوة أولية في وعاء مناسب مع استخدام مزيج من البيتموس والبيرلايت. يجب سقي البذور وتغطيتها بغلاف شفاف من النايلون لتحقيق نسبة نجاح أعلى في عملية الإنبات، ويجب الحرص على ترطيب التربة باستمرار. يفضل زراعة البذور في بداية فصل الربيع.
تحتاج البذور إلى فترة زمنية تتراوح من أسبوع واحد إلى أن تتطور إلى شتلة. خلال فترة الإنبات والنمو الأولية، يجب وضع البذور في مكان مظلل يتلقى ضوءًا خفيفًا من الشمس. بعد أن تكبر الشتلة وتتطور، يمكن نقلها إلى مكان مشمس دائم للنمو المستمر. يمكن زراعة شجرة الأراك في المناطق الجبلية والكثبان الرملية وبطون الأودية، ويمكن إضافة بعض أنواع السماد العضوي لتحسين الأرضية. يفضل أن تكون التربة الرملية الناعمة والهشة لتمكين جذور الشجرة من الانتشار الأفقي بحرية. تنمو شجرة الأراك بسرعة وتكون جذور السواك نظيفة ومستقيمة في هذا النوع من التربة. أما التربة الرملية الصخرية، فيتباطأ نمو شجرة الأراك فيها ولا يتجاوز طولها المتر الواحد، وتتعرج جذورها وقد تتراكم عليها بعض الطين، ولذلك يجب تنظيفها قبل استخدامها كسواك.
يمكن أيضًا زراعة شجرة الأراك باستخدام الشتلة التي يتم الحصول عليها من مشاتل مختصة. يتم زراعة الشتلة مباشرة في الأرض بعد اختيار الموقع المناسب. يتم حفر حفرة مناسبة وعميقة على جوانبها لتسمح للجذور بالانتشار، ثم يتم سقي الحفرة بالماء حتى تشبع بالرطوبة. يجب أيضًا إعادة تربة الحفرة إلى مكانها وتغطية الشتلة بالتربة وسقيها مرة أخرى.
باختصار، يتم زراعة شجرة الأراك بالبذور أو باستخدام الشتلة. في كلتا الحالتين، يجب توفير تربة مناسبة والاهتمام بسقي وترطيب الشجرة بانتظام.