منهاج أردني برؤية عالمية: خطوة نحو تعليم أكثر وعي وانفتاحًا
ريم رياض العميان
18-12-2025 12:38 AM
لم يعد إدراج الثقافة العالمية وتنوع اللغات والهجات والأديان خيارًا ثانويًا في العملية التعليمية، بل أصبح ضرورة ملحّة في ظل الانفتاح الواسع الذي نعيشه اليوم، خاصة مع التطور التكنولوجي الهائل الذي قرّب المسافات وربط المجتمعات ببعضها. ورغم ذلك، لا يزال غياب هذا الجانب واضحًا في المناهج الأردنية سواء في المدارس أو الجامعات، مما يجعل الطلبة في عزلة عن العالم الحقيقي الذي ينتظرهم بعد التخرج.
إن تضمين مفاهيم الثقافة العالمية في المناهج يفتح أمام الطالب آفاقًا واسعة لفهم الشعوب المختلفة والتعامل معها بوعي واحترام. ويمكن لهذا الدمج أن يشمل عرض أهم الثقافات حول العالم، وتزويد الطلبة بمصطلحات وأساليب تواصل تساعدهم على التعامل مع الآخرين ضمن بيئات متعددة الثقافات. كما يمكن تعزيز هذا التوجه من خلال أنشطة لا صفية تربط الطلبة بطلاب من دول أخرى عبر منصات تعليمية مدروسة تتيح تبادل الحوار وممارسة اللغات المختلفة بشكل عملي وفعّال.
الطلبة اليوم يعانون من الملل وضغط المناهج الثقيلة التي تحوّل التعلم إلى مجموعة مهام يجب إنجازها دون أن تترك أثرًا حقيقيًا في حياتهم الاجتماعية أو مهاراتهم المستقبلية. وعند وصولهم للجامعة أو سوق العمل يكتشفون أن ما تعلّموه لم يسهم في تعزيز قدراتهم في التواصل أو التفكير العالمي أو التعامل مع التنوع الثقافي.
لذلك، أصبح من الضروري إعادة إنعاش التعليم وجعله أداة لاكتساب المعرفة الحقيقية، وليس مجرد واجبات مرهقة. فالتعليم العالمي لا يضيف متعة وتفاعلًا داخل الصف فقط، بل يعيد تشكيل طريقة تفكير الطالب ويعدّه ليكون فردًا قادرًا على الانخراط بثقة في عالم متعدد الثقافات، عالم يعتمد على الانفتاح والتواصل والمهارات الإنسانية قبل الأكاديمية.
إن تطوير منهاج أردني حديث، يتضمن رؤية عالمية واضحة، خطوة أساسية نحو بناء جيل أكثر وعيًا وانفتاحًا واستعدادًا لمستقبل لا مكان فيه للانعزال..
*الأستاذة ريم رياض العميان/ باحثة تربوية.