facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شيفرة الحرب – تحرير أم احتلال؟


د.حسام العتوم
15-01-2023 10:27 AM

ينقسم قادة الرأي العام منذ اندلاع العملية العسكرية الخاصة صوب شرق وجنوب أوكرانيا واقترابها من العاصمة (كييف)، وهي التي قوبلت من طرف الغرب الأمريكي بحرب مفتوحة يصعب التنبؤ بموعد إسدال الستارة على نهايتها، ولكل طرف محارب تفسيره الخاص للقانون الدولي، ولمعاهدة (جنيف لعام 49)، ففي الوقت الذي التقطت فيه (موسكو) إشارة المؤامرة الغربية على سيادتها عبر حراك حلف (الناتو) المعادي لها صوب حدودها الشرقية، وعبر أكثر من محطة سياسية وعسكرية مثل (جورجيا، والبحر الأسود بالقرب من إقليم (القرم)، وعلى حدودها مع اليابان، وفي أوكرانيا)، وصلت إلى قناعة بأن الغرب يحيك كل ما هو خبيث ضد سيادتها وسط استمرار الحرب الباردة وسباق التسلح، وهبت لمساعدة أهلها الروس والأوكران الذين تعرضوا لمظلمة إنسانية شردت وأودت بحياة أكثر من 14 ألف مواطن أوكراني ومنهم من أصل روسي وسط مساحة ديمغرافية قاربت الـ( 7 ملايين) إنسان، وأرادت سلطة (كييف) ضمهم قسرا لسيادتها من زاوية حصولها الشرعي على الاستقلال عام 1991 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ورغم رفض سكان الشرق والجنوب الانضمام لسلطة غرب أوكرانيا المتعاونة مع الغرب المستعمر، ومع حلف (الناتو) المعادي لعمقهم الاستراتيجي روسيا الاتحادية جارة التاريخ منذ ما قبل العهد السوفيتي، أي منذ زمن القياصرة، وبدلا من محاورتهم، حفرت (كييف) الخنادق على حدودهم وواصلت إلحاق الأذى بهم، وتحت ضغط الغرب أفشلت الحوار المباشر معهم ومع موسكو، وحتى عبر اتفاقية (مينسك 2) التي دعت لضبط الأمن والاستقرار الأوكراني ومع روسيا ومع الغرب، واعتبرت (كييف) روسيا مضطهدة لها ومحتلة.

ويوجد من يعتبر روسيا الاتحادية مخترقة للقانون الدولي، وهي الأكثر تمسكا به، ويعتبرونها جهارا نهارا محتلة لأوكرانيا، بينما هي حرّكت قوتها العسكرية جزئيا لردع التطاول على كرامة ناسها وسيادتها، وتتهم روسيا بقتل سكان أوكرانيا عن قصد وهي الصورة التي تكررت معها في حربها الرادعة في سوريا عام 2015 وبعد ذلك، وهناك من يدعو لترك الحرب لقرار الرأي العام العالمي، خاصة في بلاد الغرب، ومثلما ورّط الغرب غرب أوكرانيا في التعامل بقسوة مع الجناح الشرقي والجنوبي، وحرّك الثورات البرتقالية وسط أوكرانيا وقاد انقلابا عام 2014، وتسبب في خسران العاصمة (كييف) لأقاليمها السيادية السابقة الخمسة (القرم، ولوغانسك، ودونيتسك " الدونباس"، وزاباروجا، وجانب من خيرسون)، وعمّق هوّة الخلاف مع (موسكو)، أصبح من الصعب توقع سلام خارج معادلة الأمر الواقع، أي ما بعد الأقاليم سابقة الذكر هنا.

وشخصيا أساند بأن لروسيا مظلمة في حربها التي رغبت من خلالها أن تكون عملية رادعة للرد على ما يحاك خلف حدودها عبر الشروع في تصميم قنبلة نووية وغيرها منخفضة القوة، ونشر مراكز بيولوجية ضارة، والتقرب من حلف (الناتو)، ولا مكان بعد اليوم للابتسامات في (جنيف) وتكديس السلاح والمال الأسود الغربي في (كييف)، ومحكمة (لاهاي) الدولية تشكل مخرجا للأزمة الروسية – الأوكرانية – ومع (الناتو) شريطة النزاهة والحياد والموضوعية والإنصاف، وعدم تكرار ما حدث في الأمم المتحدة من تجييش وتحشيد وتكرر عبر التصويت على إدانة روسيا على ضم إقليم (القرم) والأقاليم الأربعة الأخرى، والنتيجة حسمت مرة لصالح روسيا في مجلس الأمن عبر الفيتو (الروسي – الصيني) وقد تتكرر.

وألفت الانتباه هنا إلى أنه لو لم تتحرك صناديق الاقتراع في شرق وجنوب أوكرانيا وتحت الرقابة الدولية، وتقرر الانضمام طوعا لروسيا الاتحادية وليس للغرب الأمريكي لتغير وجه أوكرانيا من الاستقلال عام 1991 عن الاتحاد السوفيتي إلى الاستعمار الغربي بقيادة أمريكا، ورفض أمريكا إدخال روسيا في حلف (الناتو) عام 2000 فتح الطريق أمام اندلاع حرب بلا نهاية مثل الأوكرانية.

والأصل في الحرب الأوكرانية أنها انتهت فعلا، والحقيقة يجب أن تقال، وما يقوم به الروس حاليا وبعد تعيين قائد عسكري جديد مثل غيراسيموف كان يشغل نائباً لقائد الجيش سيرجي شايغو، هو تحرير المحرر مثل مناطق السوليدار وبوخموت، ولم تصغ (كييف) ونخبتها السياسية المحسوبة على التيار البنديري المتطرف، وعلى فصائل (أزوف) الأكثر تطرفًا، وبوجود الجيش الأوكراني الضعيف لنداء الرئيس بوتين لعدم الإصغاء للغرب وللناتو تحت طائلة تعرض البنية التحتية الأوكرانية للدمار، وبطبيعة الحال فإن العملية العسكرية الروسية الرادعة والدفاعية وغير الاحتلالية والاستباقية لا تحمل هدف الانقضاض على المواطنين الأوكراني أشقائهم، لكنها العملية الحرب المرشحة لسقوط الأبرياء فيها عن غير قصد، والملاحظ في الأيام الحالية هو اعتماد روسيا على قوات (فاغنر) الأمنية الخاصة في التحرير، وتحقق نجاحات على الأرض.

لا أعتقد بأن روسيا تجهل القانون الدولي في زمن يتقدم السياسة الخارجية لديها الخبير الدولي سيرجي لافروف، والغرب المفسر للقانون الدولي من زاوية أهمية استمرار الحرب الباردة وسباق التسلح، يريد للحرب أن تتحول إلى خالدة استنزافية.

ويرى في ذلك فرصته من دون دراية منه ربما بأن قطبه الأوحد بات مهددا بالسقوط، وبأن العالم بدأ يجذَّف تجاه تعدد الأقطاب، وتفسير القانون الدولي الأصل أن يكون واحدًا، وفي العالم مظلات سياسية أمنية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة لاهاي الأجدر أن تكون فاعلة ومنصفة، ووقت التغول والاستبداد ولّى، ويصعب ذات الوقت مقارنة احتلال إسرائيل للأراضي العربية بقوة السلاح بالحماية العسكرية الروسية لصناديق الاقتراع والرقابة الدولية، وبهدف إبعاد سيطرة (الناتو) والغرب عن حدود روسيا الجنوبية، ولها تجربة مماثلة في الزمن السوفيتي في أفغانستان عام 79.

لقد كشف الروس أمر تحويل الحرب إلى تخريب واغتيال، وإلى سباق تسلح وحرب باردة طويلة المدى، والعمل على تحريض دول العالم الصديقة لروسيا ضدها، والهدف بعيد المدى تشنيج اقتصاد العالم، والإضرار بالصين، وأوروبا إلى جانب روسيا، ومراهنة حالية على شخص الرئيس الأوكراني زيلينسكي لتوريطه وبلاده في الحرب أكثر وهي المحتاجة لإعادة البناء والازدهار.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :