facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أحلام .. وزعفران


باسل الرفايعة
14-11-2010 05:38 AM

ما علاقة رجال في الخمسين يحملون درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية بتفسير الأحلام أو تأويلها؟ لتمنحهم فضائيات عربية برامج يردّون فيها، مثل أي مُنجّمين، على اتصالات الحالمين، فيؤكد أحدهم لامرأة رأت في نومها أنها تسير حافية على الرمال، وفي يدها سيف، أنها ستنجب بعد الزواج الذكور، وليس الإناث، فإن أجابته بأن لديها أربع بنات، اختبأ بسرعة خلف عبارة «الله أعلم».. وبعدها يتقي اللوم، ولا يشكك في معرفته أحد!

مع بالغ الاحترام، ولكن هل يكفي أن يجلس رجل، بلحية طويلة، ويحمل في يده مسبحة، أمام الكاميرا ليكون مؤهلاً للخوض في شؤون علمية بحتة، لا صلة، من قريب أو بعيد، لتخصصه الأكاديمي بها؟

الأحلام شأن يتصل بعلم النفس، والحديث فيها وعنها مسألة لا حسم فيها، لأن العلم لا يؤمن بالقطعيات والنهائيات، ومن تخرج في كلية الشريعة فقد درس في أصول الدين وفروعه، ولديه قدر من التأهيل على النقاش في شؤون يعرفها، ويستطيع إبداء رأيه فيها، وهذه حدوده، ويجب على الفضائيات وشركات الاتصال الطامحة إلى أموال المتصلين أن تجد برامج للحديث في شؤون الدين، ولن تعدم كثيرين تأخذ أرصدة هواتفهم. فالتدين طابع غالب على الشارع العربي.

هناك فرضيات وبحوث علمية رصينة لعلماء بارزين، من أمثال سيغموند فرويد وكارل يونغ، وغيرهما في الأحلام، وهي نتيجة جهود معرفية طويلة ومتراكمة، قائمة على الفرضيات والتجريب والبحث العلمي، وأنتجت تحليلاً عن رغبات اللاوعي، والرسائل المرمزة أثناء النوم، ووسط ذلك جدل لم ينته عن طبيعة الحلم ومدته الزمنية ودلالاته ومستويات المعنى فيه.

الجدل العلمي لم ينتج، بالضرورة، نصائح عن ضرورة الرقود على وسادة خضراء عليها بعض مسك، للوقاية من الكوابيس، أو غسل الوجه سبع مرات مع الدعاء، أو وضع شيء من الزعفران تحت اللسان قبل النوم بقليل، كما ينصح «علماء» الفضائيات الناس، على نحو يبعث على الأسى والشفقة من مستوى الجهل الذي نبلغه، حتى ونحن نستخدم آخر تجليات العلم الحديث في تقنيات الاتصال.

من يشاهد مثل هذه البرامج، ويلحظ ازدحام الاتصالات عليها، يتساءل حتماً عن معنى غياب طبيب نفسي عن الشاشة، وتركها لرجل دين؟ ولن يجد مشقة في الإجابة، لأن مسؤولي تلك الفضائيات يعرفون جيداً أن معظم الناس يثق بخريجي كلية الشريعة أكثر من خريجي كلية الطب، وأن العوام يبحثون عن صورة قريبة ومقبولة أكثر لهم، يجدونها في رجل ذي مظهر متدين، هيئةً ولساناً، يتحدث بلغة بسيطة ومفهومة لهم، وينصحهم بشرب مياه طلعت عليها نجوم ليلة الجمعة، ومثل ذلك لا يتقنه طبيب نفسي.

الفضائيات من هذا النوع شغوفة بالاتصالات وعوائدها، وبعد ذلك لا حدود، ولا محاذير، ولا مسؤولية اجتماعية أو إنسانية، وإلا لما شاهدنا على فضائيات عربية عشرات المقابلات في السنوات الماضية مع رجل كان يدعي أنه يعالج بالقرآن الكريم السرطان والسكري والصدفية وأمراض القلب والشرايين، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وثمة فضائيات خصصت له وقتاً للاتصال مع الناس، وقدمت له دعاية مجانية، قبل أن يكتشف المخدوعون أنه تاجر ودجال، ولا علاقة له بالدين، ولا يحفظ من القرآن أكثر مما يحفظ طفل صغير!

baselraf@gmail.com
عن الامارات اليوم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :