عمون - صحة حديث رضاعة الكبير
حديث رضاعة الكبير هو حديث مشهور ومؤثر في الفقه الإسلامي، وقد أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما. وفي إحدى روايات مسلم، أخبرت عائشة -رضي الله عنها- أن سهلة بنت سهيل جاءت إلى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وقالت: "يا رسول الله، إن سالم (مواطنة لزوجها أبي حذيفة) كان يعتبره أنا وزوجي ابننا، وكان يدخل علينا في بيتنا. والآن، بعدما حرم الإسلام التبني وكبر سالم، أصبح لا يحل له الدخول عليّ". فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- سهيلة أن ترضع سالم خمس رضعات ليصبح محرمًا عليها من الرضاعة، وقد فعلت ذلك.
ومن الجدير بالذكر أن رضاعة سالم لم تكن كالرضاعة التقليدية، حيث كان سالم غريبًا عن سهيلة قبل الرضاعة. بل قامت سهيلة بوضع بعض حليبها في إناء بمقدار خمس رضعات، وشرب سالم منه، وبذلك أصبح محرمًا عليها. وقد بين الشرع أن هذا الحكم ينطبق فقط على سالم وسهيلة، كما أشارت بعض أمهات المؤمنين في أحاديث صحيحة.
من هذا الحديث يمكن استخلاص العديد من الفوائد، بما في ذلك:
- بيان تحريم التبني في الإسلام.
- بيان أن عدد الرضعات المحرمة هو خمس رضعات مشبعات.
- بيان خصوصية سالم وسهيلة في حكم رضاعة الكبير.
- بيان تحريم دخول الرجال الأجانب على النساء.
وقد رويت أحاديث أخرى تتعلق بتحريم الرضاعة في الكتب الحديثية، مثل حديث عمرة الذي أخرجه مسلم، وحديث عائشة التي ذكرت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "في القرآن نزلت عشر رضعات معلومات، ثم نزلت خمس رضعات معلومات". وأخرجت عائشة أيضًا حديثًا آخر يتعلق بتحريم الرضاعة. بناءً على ذلك، يُعتبر حديث رضاعة الكبير موضوعًا مهمًا في الفقه الإسلامي.