أوقفني لقاء جلالة الملك بالأمس لأستذكر الرسالة الملكية السامية عام 2017، حين وجّه جلالة الملك عبدالله الثاني رسالة إلى شباب الوطن بمناسبة اليوم العالمي للشباب، قال فيها:

“فقد انصب حرصنا دوماً على محاورة الشباب والتوجه إليهم لكي نستلهم من عزمهم ومن طموحهم المتوثب.”

وفي السياق ذاته أكد جلالته:

“نجدد اليوم التزامنا بدعمنا غير المحدود لشباب الأردن.”

وخلال اللقاء الرائع مع جلالة الملك، وفي حديث جانبي على مائدة المنسف الأردني، طرحتُ موضوعاً يتعلق بتقنية في مجال الذكاء الاصطناعي (AI). عندها ابتسم جلالته قائلاً:

“عارف بيك، في شاب أردني اخترع مثل هذه التقنية، ونحن دعمناه لتطوير فكرته.”

لم أكن أعرف من هو هذا الشاب، ولم يسمح الوقت ولا المقام ولا المقال بالدخول في التفاصيل، إلا أنّ جلالة الملك أوضح أن الفكرة تحوّلت إلى اختراع. لكن ما لفت انتباهي حقاً أن سيدنا تذكره جيّداً: اسمه، فكرته، وجامعته. هنا وقفت لأقول: أي تقدير أعظم من أن يحمل القائد في ذاكرته إنجاز شاب من أبناء الوطن؟

والأجمل في هذا السياق أن المسؤولين لم ينسبون الفكرة لأنفسهم، ولم يحاولوا الادّعاء بأنها جاءت من من مراكز البحث والتطوير R&D في مؤسساتهم، بل تركوا المجال لهذا الشاب ليبدع، لتصبح تلك الفكرة البسيطة اختراعاً كبيراً، وليكن الإنجاز أردنياً خالصاً.

نعم… هذه رسالة واضحة وحافز كبير لكل شاب وشابة في هذا الوطن: لا توجد فكرة صغيرة؛ فقد تكون الشرارة التي تُصبح اختراعاً يغيّر المستقبل بعزيمة الشباب. وما هذا الاهتمام الملكي بالشباب إلا تأكيد على أن التغيير يبدأ منهم، وأنهم بحق فرسان التغيير.