هذه صرخة احدى شخصيات مسرحية ( شجره على الحدود ) فقد توقف اطلاق النار وسط القرية .. واصبح خط الهدنة حدودا تفصل الارحام والانعام عن بعضها .. يتفق المتحاربون على اقامة سلام دائم ويقررون بناء جدار عال وسط القرية التي تتمنى استمرار الحرب لأنها افضل من السلام الملعون .... بعد معاهدة كامب ديفيد واتفاقية اوسلو ومعاهدة السلام . بدأت احوالنا في الوطن العربي بالانحدار .. اقصد احوال الانسان العادية وظروف معيشته التي صعبت بارتفاع الاسعار وتدني الدخل والفقر غير المسبوق والبطالة .. بالمقابل ظهرت طبقة من الاغنياء واللصوص والفاسدين والمفسدين .. وهي ظاهرة تتبدى في زمن الهزائم والانكسارات عبر التاريخ .. يرافق هذا كله افساد مبرمج للذوق والفكر والثقافة والفنون التي ابدعت لترتقي باذواق الناس بدلا من تسميمها بعشرات البرامج الاعلامية الهابطة ( بعضها يصل الى حد مؤسف دون تدخل او احتجاج من احد. وقد جلب لنا هذا السلام ( الذي لا رجعة عنه ) حروبا اهليه يخجل ابطال داحس والغبراء منها .. فهم على الاقل يحترمون الاشهر الحرم بكفرهم والحادهم . يجيرون الضعيف . ويتصالحون بين حرب واخرى بعد خصم كمبيالات الدية الزائدة بين الفريقين ... اما حروبنا الاهلية الان فهي خليط من المقاومة والاغتيال والتصفية الطائفية والتنظيمية .. والالارهاب .
ترى هل بدأ الاعداد لجيل مهزوم ؟؟ جيل يعاني من الفصام وهو يكافح لثمن حبة الفلافل ورغيف الخبز وبنفس الوقت يشاهد افخر وجبات الطعام على الشاشة ؟؟؟
جيل يكافح لوظيفةصغيرة في دائرة او عامل في متجر وهو يرقب ابناء الداية يتسلقون سلم الوظائف لحظة تخرجهم من الجامعة ؟؟؟
هل ستصل القناعة بهذا الجيل المهزوم ان يجلس بانتظار القوى لتخلصه من محنته ؟؟ .. ولشدة يأسي فانا على استعداد للذهاب الى مقام النبي شعيب استجير بيه ومن هناك اطير الى مقام النبي هارون في البتراء واضع عقالي على الضريح ....