facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تفسير آية "كتب عليكم القتال وهو كره لكم"


26-01-2023 02:49 PM

عمون- تفسير آية "كتب عليكم القتال وهو كره لكم"
يقول الله تعالى "كتب" يعني فُرِضَ، والذي فرض هو الله تعالى، وهذه صيغة تسمى صيغة خبرية، فهو خبر يقصد منه الإنشاء، فالله يخبر المسلمين أنه فرض عليهم القتال مع علمه سبحانه أنه "كُره" لهم؛ يعني فيه مشقة يتحملها الإنسان من غير إكراه أحد إياه عليه.

ثم ينبه الله تعالى المسلمين أنه لا ينبغي لهم كراهة هذا الحكم لما فيه من المشقة، وكم من أمر كرهته النفوس تبين أن فيه الخير الكثير، وفي المقابل كم من أمر أحبّته النفوس ورغبته وظنت فيه الخير لها وكان فيه الشر والضر، فالإنسان ظلوم جهول والله وحده هو الذي يعلم عاقبة الأمور.

قال ابن كثير رحمه الله: "هَذَا إِيجَابٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِلْجِهَادِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ: أَنْ يكُفُّوا شَرَّ الْأَعْدَاءِ عَنْ حَوْزة الْإِسْلَامِ، وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: الجهادُ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ، غَزَا أَوْ قَعَدَ؛ فَالْقَاعِدُ عَلَيْهِ إذَا اسْتُعِينَ أَنْ يَعينَ، وَإِذَا استُغيثَ أَنْ يُغيثَ، وَإِذَا استُنْفرَ أَنْ يَنْفِرَ، وَإِنْ لَمْ يُحتَجْ إِلَيْهِ قَعَدَ".

والجهاد وإن كان فيه مفسدة إزهاق الأرواح لكنّ فيه ظهوراً وعزاً وقوة للإسلام وأهله، وبدونه يذل المسلمون كما قال الإمام القرطبي: رحمه الله في تفسيره: "وَالْمَعْنَى عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا مَا فِي الْجِهَادِ مِنَ الْمَشَقَّةِ وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ فِي أَنَّكُمْ تَغْلِبُونَ وَتَظْفَرُونَ وَتَغْنَمُونَ وَتُؤْجَرُونَ، وَمَنْ مَاتَ مَاتَ شَهِيدًا، وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا الدَّعَةَ وَتَرْكَ الْقِتَالِ وَهُوَ شَرُّ لَكُمْ فِي أَنَّكُمْ تُغْلَبُونَ وَتَذِلُّونَ وَيَذْهَبُ أَمْرُكُمْ".

ما يُستفاد من الآية
الدنيا دار امتحان وابتلاء في الأصل، وأحكام الله الشرعية جاءت لإخراج المكلفين من أهوائهم، وتعبيدهم لله تعالى؛ ليكونوا عبيداً له طوعاً كما هم عبيد له كرهاً وخلقاً، وشأن الأحكام الشرعية أن يكون فيها نوع من المشقة، وإن كانت تختلف هذه المشقة من حكم لآخر.

ولكن تحمل هذه المشقة الخير في الدنيا والآخرة، لذلك يجب على المسلم ألا ينظر إلى ظاهر المشقة بل ينقاد للحكم ويسلّم له ويعلم أن في ذلك الخير وإن جهل ذلك في الظاهر، قال الله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

كما يُستفاد من الآية أمور منها:

أن الجهاد فرض كفاية على المسلمين إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين وإلا أثم جميع القادرين.
أن الجهاد فيه مصالح شرعها الله لأجله، ففيه العزة والقوة والمنعة للإسلام وأهله.
على العبد أن يسلّم كل أمره لله ويعلم أن أمره كله خير ومصلحة وبركة.
سبب نزول الآية
قال الإمام ابن الجوزي في كتابه زاد المسير: "قال ابن عباس: لما فرض الله على المسلمين الجهاد شق عليهم وكرهوه، فنزلت هذه الآية"،[٥] فالمسلمون لما كانوا في مكة قبل الهجرة كان القتال ممنوعاً عليهم، وأمرهم الله بكف أيديهم.

ولما هاجروا إلى المدينة المنورة وقامت لهم دولة هناك شُرع لهم القتال إذناً في البداية، حيث سمح لهم بالقتال رداً لعدوان قريش، كما قال تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ).

ثم فرض عليهم القتال فرضاً، فكأن بعض المسلمين كره هذا الفرض ورأوا فيه مشقة ودماء، فجاءت هذه الآية تنبههم أن هذا الحكم والفرض وإن كان فيه مشقة عليهم وتكليف لكنه في المقابل مصلحة وعز لهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :