facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تفسير آية (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)


29-01-2023 01:14 PM

عمون - تفسير آية (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)
ذكر الله -تعالى- هذه الآية الكريمة بعد ذكره وامتنانه بمجموعة من الآلاء والنعم التي أنعمها على الناس، ومن ضمن هذه النعم: النعم المادية المؤدية إلى حفظ حياة الناس؛ كالسفن العظيمة في البحار، يقول الله -تعالى-: (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، وبعد ذكر هذه النعم التي تحفظ حياة الناس بين الله -تعالى- الحقيقة التي لا مفر منها، وهي فناء هذه الحياة الدنيا.

يقول الله -تعالى-: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)، فالكل سيفنى ولو امتلك كل أسباب النجاة والحياة، وهذه الحقيقة معجزة بحد ذاتها؛ إذ إن الله -تعالى- قد تحدى الخلق أجمعين بالموت، فلم يستطع أحدٌ من الخلق دفع هذا الأمر عن نفسه، ولم يستطع أحدٌ أن يهرب من هذه الحقيقة.

وبناءً على ما تقدم فهو تنبيهٌ شديد اللهجة من الله -تعالى- للإنسان أنه مهما أوتي من نعيمٍ هذه الدنيا وزخرفها، فإن مصيره للفناء، فعليه أن يجد ويجتهد ويعمل من الصالحات ما ينفعه يوم القيامة، وذلك لأن مصير هذه النعم إلى الفناء، وبعد كل هذه المقدمات يُذَكِّر الله تعالى جميع الخلائق بالحقيقة الأعظم وهي بقاء الله -تعالى- مالك الملك ذي الجلال والإكرام.

إذ هو الحي القيوم الذي لا يموت، بل هو المحيي والمميت -سبحانه وتعالى- عما يشرك المشركين، وذلك حتى يعظموا الله في أنفسهم فيقوموا بأداء حقه أحسن القيام، ومع الوقع الشديد والتقريع العظيم بالفناء تبقى رحمة الله -تعالى- سابقة وظاهرة، فيصف الله -تعالى- نفسه بأنه ذو الجلال والهيبة والعظمة الذي يترفع ويتعالى عن الضر بخلقه، وهو ذو الإكرام الذي يُكرم بلا مقابل ولا حد.

الحقائق العامة في الآية الكريمة
لقد تضمنت الآية الكريمة مجموعة من الحقائق التي أثبتها الله -تعالى-، وآتيًا ذكر جملةٍ من هذه الحقائق.

إثبات الله -تعالى- لنفسه الوجه
حيث يقول: (وَجْهُ رَبِّكَ)، وهو وجه لا يشبه وجوه المخلوقين، بل هو وجه يليق بعظمة وجلال الله تعالى، فنؤمن به من غير تكييف ولا تعطيل ولا تشبيه، وقد أطلق الله تعالى الجزء وهو الوجه وأراد به الكل وهو ذات الله تعالى على ما هو معروف عند أهل البلاغة والفصاحة بالمجاز المرسل.

إكرام الله تعالى نبيه والرفع من شأنه وقدره
إذ أضاف إليه الضمير الكاف في قوله: (وَجْهُ رَبِّكَ)، فقد أضاف ضمير الكاف العائد للنبي -صلى الله عليه وسلم- لوجهه الكريم -سبحانه وتعالى- إضافة إكرامٍ وتقديرٍ للنبي -صلى الله عليه وسلم-.

إثبات صفة الجلال لله -تعالى-
حيث أثبت الله تعالى لنفسه هذه الصفة، وهي صفة راجعة إلى التنزيه عن كل النقائص والتحلي بكل المكارم من صفات الحسن، وكذلك فقد أثبت الله -تعالى- لنفسه صفة الإكرام، وهي صفة تشمل كل صفات الكمال الذاتية لله -تعالى-، وصفات الإحسان المتعدي إلى خلقه.

إثبات الفناء لكل المخلوقات على الأرض
وإثبات البقاء لله -تعالى-، وقد أكد الله تعالى ذلك في عدة مواضع من القرآن، إذ يقول في فناء المخلوقات: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)، ويقول في حق بقائه سبحانه وتعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ).

الدروس المستفادة من الآية الكريمة
رغم قلة كلمات هذه الآية القرآنية، إلا أنها حوت على فوائد كثيرة، ومن هذه الفوائد ما يأتي:

تذكير الإنسان بفنائه بالموت: وذلك ليستعد لملاقاة الله -تعالى-، وقد روي عن الشعبي -رحمه الله- قوله: "إذا قرأتَ: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) فلا تسكُتْ حتى تقرأ: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)"، وذلك ليتعلق الإنسان ببقاء الله ذي الجلال والإكرام فهو أنفع له، إذ الإنسان يفنى والله لا يفنى فيتعلق الإنسان بمن لا يفنى.
مناسبة وصف الله تعالى لنفسه: فقوله تعالى عن نفسه (ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) يتناسب مع ما بعدها من الآيات، إذ يقول: (يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)؛فالإكرام من صفات الله -تعالى- يتناسب مع دعاء الخلق ربهم وطلبهم منه حاجاتهم؛ مما يصلح حالهم ومآلهم.
يجب على الإنسان ألا ينشغل بالنعم التي أنعمها الله -تعالى- عليه انشغالاً ينسيه حقيقة فنائه وموته ورجوعه إلى الله -تعالى-، بل على الإنسان أن ينشغل بها بما يصلح دنياه وآخرته ويستعملها في طاعة الله ومرضاته.
أن يعظم الإنسان ربَّه تعظيمًا يليق بجلال الله -تعالى-، ممّا يستوجب إكرام الله تعالى لعبده بما عظم ربه.
شكر الله تعالى على نعمه العظيمة واستعمالها في طاعته، وقد تكررت الآية الكريمة: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) واحدًا وثلاثين مرَّةً في سورة الرحمن للتأكيد على عدم إنكار نعم الله -تعالى- وآلائه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :