facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




النملة المظلومة


وصال عبدالكريم العمايرة
31-01-2023 03:41 PM

يُحكى أن نملةً صغيرةً كانت تواظب على الوصول إلى مقر عملها كل صباح لتبدأ يومها مبكراً بهمة ونشاط، دون تلكؤ أو تكاسل، وكان رئيسها الأسد مبهوراً بنشاطها وحيويتها، ولأنها كانت تكد في العمل دون حاجة إلى إشراف أو مراقبة، ولكنه قال في نفسه بعد تفكير عميق: "إذا كانت هذه النملة تستطيع أن تعمل بكل هذه الحيوية، وأن تنتج هذه الكمية الكبيرة دون إشراف؛ فمن المؤكد أن إنتاجها سيتضاعف فيما لو كان هناك من يراقبها"، لذلك قرر أن يعيّن لها مشرفاً، وسرعان ما وقع اختياره على العنكبوت الذي يتمتع بخبرة واسعة وشهرة كبيرة في إعداد التقارير، وكان له ما أراد.

بادر العنكبوت بشراء مجموعة من التجهيزات المكتبية ثم قام بتعيين السلحفاة لتقوم بتنظيم الأرشيف ومراقبة المكالمات الهاتفية من بين مهام أخرى، ولتتمكّن من تأدية دورها بفعالية اضطرت السلحفاة إلى تعيين الذبابة مشرفة لتقنية المعلومات.

لم تر النملة فائدة من هذه الأعمال الورقية الإضافية، وكرهت الاجتماعات التي كان يصرّ العنكبوت على عقدها لأنها تستهلك جلّ وقتها وتعطّل عملها. لاحظ الأسد أنّ أداء النملة قد تدنّى كثيراً، وأن التكاليف قد زادت بنسبة لا تتوافق مع كمية الإنتاج التي تراجعت بشكل ملفت، كما أن المصاريف زادت فقرر إجراء دراسة على بيئة العمل ليعرف موضع الخلل، ولأن دراسة من هذا النوع تحتاج إلى مختص ذو خبرة في مثل هذه المهام؛ قرر أن يسند هذه الدراسة إلى البومة ذات المكانة المرموقة والشهرة الواسعة في هذا المجال.

أصدرت البومة تقريرها النهائي الذي يبين ان السبب المباشر لتراجع الإنتاجية هو تراجع إنتاجية النملة ولذلك ويمكن تقليص النفقات من خلال طرد النملة.

هكذا كانت نهاية النملة المتميزة والمبدعة والمجدة في عملها الى الطرد والتجميد ونفيها والنملة المظلومة التي ظلمت بسبب سوء الادارة والنملة التي كانت تخدم الجميع وتقف الى جانب من يطلب منها المساعدة الى ان اصبحت النملة علاقةً يعلق عليها اي مشكلة تحدث وحتى رغم طردها ونفيها وتجميدها

وهذا حالنا حال النملة التي لا تكل ولا تمل في خدمة مؤسساتنا بذمة وضمير ولرفعة وطننا الحبيب ولكن عملها الدؤوب لا يقدر عند اصحاب السلطة حيث اصبح التميز والابداع يقاس بالكلمات (الرنانة والطنانة) من فاقدي الضمير.. فيا اصحاب السلطة لماذا جردتم ضمائركم ولماذا الظلم للنملة الدؤوب والله وعد المظلوم وعزتي وجلالي لا نصرك ولو بعد حين

هناك سلوكيات واخلاقيات يمكن تعلمها من قصة النملة وبالرغم ان النملة كانت مجردة من المناصب والصلاحيات الا انها كانت تتمتع بذكاء وحكمة وتعلمنا قصتها ان الكسل ما هو الا نوع من انواع المماطلة والبقاء في حالة من النقص واللامبالاة فكان جميع اعمالها او ما نسب اليها من اجل المصلحة العامة وهي لا تعمل لان عليها قيود فهي تجسد معنى ان يكون لدينا دافع ذاتي للاستمرار وانجاز الاعمال دون الحاجة الى قائد أو رقيب وعندما كانت توضع عقبة في طريقها فكانت دائما ما تجد طريقة للتغلب عليها فهذه النملة لا تستسلم بسهولة امام العقبات التي واجهتها خلال مسيرتها في العمل وامام المكائد والقصص التي تحكاك ضدها التي علمتها مفهوم الصبر بمعناه العميق واستيعاب الحقيقة وان الاشياء لا تبقى على حالها فكما تدين تدان وكل ساق يسقى بما سقى..

نعم تجرعت النملة اشد انواع الظلم والقهر ولكنها مؤمنة بالله ان الله يسامح بجميع الحقوق الا حقوق العباد ورفعت قضيتها من قاضي الارض الى قاضي السماء لانه لم يبق متسع من الوقت لمحاسبة كل من ظلمها فهي رفعت قضيتها لاعدل العادلين وكفى بالله وكيلاً.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :