facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماكينات تسلبنا وظائفنا


وليد شنيكات
06-02-2023 10:39 PM

في غمرة تصفيقنا الحاد وترحيبنا الكبير بسحر التكنولوجيا الماثل بين أيدينا، وباتت تشغلنا في كل تفاصيل حياتنا، لا يتوقف أحد عند أمور كثيرة وشديدة التوجس ليس أقلها أن هذه الكائنات الجديدة بدأت تغير في شكل حياتنا وتتهدد طريقة مستقبلنا، إذ ستلقي بنا هذه الماكينات جانباً وستسلبنا وظائفنا كلياً.

ما زال بعضنا يشكك ويعيش حالة إنكار من دور التكنولوجيا المتعاظم وموجاتها التسونامية المتلاحقة التي تضربنا كل يوم في عقر دارنا ونحن مستسلمون لسحرها الذي ليس بوسعنا أن نبطله، فمن كان يظن قبل الآن أن حياته ستكون أيسر مع وجود هذه التقنيات في جانب ستتعقد من الآن فصاعداً في جوانب أخرى بعد أن يخسر وظيفته ومصدر رزقه مع هذه المعدات الآلية المخيفة.

خذ عندك ما أعلنته مؤسسة "أكسفورد إيكونوميكس" البحثية في دراسة أكدت أن كل روبوت صناعي واحد جديداً سيمحو 1.6 وظيفة في قطاع التصنيع، وأن المناطق التي يكون فيها مزيد من الناس الأقل مهارة والتي تميل إلى أن تكون اقتصاداتها أضعف وفيها معدلات بطالة أعلى، تبقى أكثر عرضة لفقدان الوظائف بفعل انتشار "الروبوتات".

الدراسة ذاتها تشير أيضاً إلى أن نحو 1.7 مليون وظيفة تصنيع فُقدت بالفعل لمصلحة "الروبوتات" بين عامَي 2000 و2016، بما في ذلك 400 ألف وظيفة في أوروبا و260 ألفاً في الولايات المتحدة و550 ألفاً في الصين.

وتنبأت الدراسة كذلك بأن تحصل الصين على أكبر عدد من عمليات "الأتمتة" الصناعية، بما يصل إلى 14 مليوناً "روبوت" صناعي بحلول عام 2030، في حين يمكن استبدال بضع مئات آلاف الوظائف في المملكة المتحدة.

في الجريدة التي أعمل بها هنا في البحرين استعانت ادارة التحرير بالذكاء الإصطناعي من خلال إدخال تقنية المصحح اللغوي للأخبار والمواد الصحفية، وهي بهذا القرار ستستغني عن قسم كامل يضم موظفين لهم خبرة طويلة في التدقيق اللغوي والأهم يعيلون اسرا.

كلنا يذكر كيف أجبرنا فيروس كورونا على استخدام التكنولوجيا على نطاق واسع من تعليم عن بُعد وعن قرب وأتمتة كثير من الأعمال في مختلف القطاعات للحد من انتشار الجائحة وبالتالي صار هناك أقسام كثيرة لا تحتاج إلى موظفين، بعد أن أصبح بمقدور المستهلك الحصول على الخدمة من دون وساطة الموظف، غير أنه من الصعب في القطاع العام الاستغناء عن الموظف فتم اللجوء إلى "إعادة انتشار" للموظفين في مديريات وأقسام أخرى.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أعلنت مؤخراً شركة "OpenAI" الأمريكية عن روبوتات المحادثة الذكية ChatGPT التي يمكنها إنتاج محتوى مكتوب بشكل متزايد ويمكن استخدامها من قبل المحامين والمهندسين والصحافيين، وأصبح هذا النوع من الروبوتات وجهة الكثيرين من القضاة والمعلمين وأساتذة جامعات، في قضاء أعمالهم، ولا تتعجب من لجوء الطلبة في دول مختلف لهذا النوع من الروبوتات للغش في الامتحانات.

وليس غريباً هنا أن تعلن مايكروسوفت عن استثمار 10 مليارات دولار في "ChatGPT" لتغير كيفية تفاعل الناس مع أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم. فيما يقول خبير الذكاء الاصطناعي، ورئيس الهندسة الاجتماعية في Ultima، ريتشارد ديفير: "أن "ChatGPT" يمكن أن يحل محل 20% من القوى العاملة بوضعه الحالي في غضون 5 سنوات". حقاً شيء مرعب.

ومع ذلك، إذا زادت منشآت "الروبوت" 30% في جميع أنحاء العالم، فإن ذلك من شأنه أن يُضيف 5 تريليونات دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بحسب تقديرات "أكسفورد" البحثية.

القضية لم تعد تتوقف عند منصات الواتساب والفيسبوك و "الانفلونسرز" و"اليوتيوبرز" و"التيك توك" وغيرها من عوالم التحول الرقمي. حياتنا بدأت تضيق مع فجر كل يوم بسبب ماكينات الذكاء الاصطناعي وزحفها نحو مستقبلنا الذي صار بأيدي غيرنا!.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :